ترنح أميركي تركي على حبال الوهم في الشمال…من قاع الإفلاس والهزائم في الميدان إسرائيل تعتدي جنوباً.. والدفاعات السورية تصفعها مجدداً
يبدو أن الفشل والخيبة هما العنوان الأبرز لأعداء سورية الذين يتلقون الصفعة تلو الأخرى في الميدان السوري، فالعدو الاسرائيلي المفلس الذي انهارت مشاريعه وفقد كل مرتزقته في الجنوب السوري واعترف اليوم بدعمه لهم مايزال يغامر بكل حماقة ويلعب بالنار من خلال تنفيذ الاعتداءات التي لم تعد تجدي نفعاً بعد تصدي الجيش العربي السوري لها بالتزامن مع إعطاء الاوامر للمرتزقة الارهابيين بالعودة الى مسلسل التفجيرات الارهابية التي باتت آخر أوراق مشغليهم، في وقت يبحث فيه الاميركي والنظام التركي عن ذريعة واهية لتنفيذ مخططاتهم التقسيمية في الشمال من خلال العودة الى تكرار اسطوانة ما يسمى» المنطقة العازلة « المزعومة لتستمر الانتصارات الميدانية والسياسية السورية وتعبد الطريق امام انتصارات قادمة تنهي الارهاب وداعميه.
ففي إطار تسليط الضوء على استمرار العدو الصهيوني بارتكاب الحماقات التي باتت آخر اوراقه تصدت الدفاعات الجوية السورية أمس لأهداف معادية بريف محافظة القنيطرة الشمالي، وتم التصدي للأهداف المعادية قرب منطقة التلول الحمر الواقعة إلى شرقي بلدة حضر بريف القنيطرة، الذي تزامن مع تحليق مكثف لطيران العدو الإسرائيلي في سماء الجولان السوري المحتل.
في وقت تشهد فيه جبهة القنيطرة حالة من التوتر بعد الاعتداء الإسرائيلي الفاشل أمس على محيط دمشق.
وفي وقت سابق أمس أعلن مصدر عسكري سوري عن أن وسائط الدفاع الجوية السورية تصدت بكفاءة عالية لعدوان إسرائيلي استهدف المنطقة الجنوبية ومنعته من تحقيق أي من أهدافه، في السياق ذاته، كشف مصدر أمني سوري أن التفجير الارهابي الذي حصل أمس ناجم عن عبوة ناسفة انفجرت عند أحد مفارق الأوتستراد السريع حول الأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق، ولم ينجم عنه أي ضحايا.
ومع كشف الستار مجدداً عن تورط العدو الصهيوني بدعم المرتزقة في الجنوب السوري كشفت صحيفة «صاندي تايمز» البريطانية بعد مقابلة صحفية أجرتها مع رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي المدعو غادي آيزنكوت الذي انتهت دورة تسلمه لهذا المنصب قبل أسبوع، أنه لأول مرة منذ بداية الحرب الارهابية على سورية يعترف علناً بأنه قدم أسلحة للفصائل الإرهابية المسلحة التي كانت تتخذ مواقع لها قرب شريط فض الاشتباك في الجولان السوري المحتل.
ويشكل هذا الاعتراف أول تأكيد صهيوني رسمي لكل ما كانت وسائل الإعلام السورية تعلن عنه وتشير فيه إلى دور الاحتلال الإسرائيلي في تسليح التنظيمات الإرهابية التي كانت تعمل ضد الجيش العربي السوري في منطقة جنوب سورية بما في ذلك منطقة درعا والقنيطرة، ولم يكتف رئيس أركان جيش الاحتلال الاسبق بالإقرار بتسليح التنظيمات الإرهابية فقط، بل أقر في المقابلة نفسها أن جيش الاحتلال قصف مواقع في سورية عام 2018 وأنه لم يصرح عن هذه العمليات علناً بل كان يتركها لما تذكره وسائل الإعلام الصهيونية والعربية من دون ذكر المصدر الرسمي للكيان الإسرائيلي.
وكانت مجلة فورين بوليس الإلكترونية الأميركية قد أعدت تقريراً في أيلول الماضي حول الدور الإسرائيلي في تقديم السلاح والذخيرة للمجموعات الارهابية المسلحة ذكرت فيه أن «إسرائيل» كانت تدفع رواتب شهرية لعدد من الفصائل الارهابية إضافة إلى المعدات العسكرية والأسلحة والذخائر، لكن «إسرائيل» لم تعلق على هذا التقرير في حينه رغم أن الجيش العربي السوري كان قد ذكر منذ عام 2013 أنه صادر أسلحة وذخائر إسرائيلية كانت التنظيمات الارهابية تتلقاها من «إسرائيل» وكان من بينها عربات مسلحة وأسلحة أميركية، بالاضافة لذلك كانت استخبارات العدو منذ عام 2013 وحتى عام 2018 تقريباً هي التي تحدد لهذه الميليشيات الإرهابية الأهداف التي يجب ضربها لكن انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه المتتالية، جعلت الكيان الصهيوني يفقد وجود هذه المجموعات الارهابية تحديداً بعد تطهير منطقة جنوب سورية في درعا والقنيطرة، فبدأت تلجأ إلى شن غارات ضد مواقع سورية ولا تعلن مسؤوليتها عنها، ويبدو أن أحد الأسباب التي دفعت حكومة الاحتلال إلى السماح لرئيس الأركان الصهيوني بالإعلان عن هذا الدور تكمن بالرغبة في التلويح بتقديم الدعم لبقايا هذه الفصائل الارهابية واستثمارها من جديد ضد استقرار سورية وسيادة حدودها.
هذه الحقائق جاءت تزامناً مع استمرار حالة الغموض حول الانسحاب الأمريكي المزعوم من منطقة شمال شرق وشرق سورية، وتصاعد حدة التهديدات والتحذيرات بين جميع الاطراف حول مستقبل المنطقة التي سينسحب منها المحتل الأمريكي، ليأتي الاعلان المفلس من أنقرة وواشنطن عن خطط لتحويل هذه المنطقة إلى ما يسمى «المنطقة العازلة» المزعومة.
ورأى مراقبون انه بعد الإعلان التركي الأمريكي المزعوم فان القوى الاقليمية والدولية وخصوصاً أمريكا وتركيا، تحاول العودة من جديد لتمارس دورها في إعادة صياغة ورسم ملامح جديدة لأهدافها واستراتيجياتها المستقبلية الخبيثة بهذه الحرب الارهابية على سورية، وما هذا التطور إلا جزء من فصول سابقة، عملت عليها الاستخبارات التركية والأمريكية منذ سنوات عدة ولليوم، فهي عملت على إنشاء خطط بديلة، بحال تعثر خططها العسكرية، والعودة للحديث الآن عن «المناطق العازلة» المزعومة يؤكد حقيقة تبني مشروع الحرب على سورية من قبل تركيا وأمريكا وان دوائر الاستخبارات العالمية المنخرطة بالحرب الإرهابية على سورية ما زالت تضع كل خططها البديلة موضع التنفيذ والتفعيل حال الحاجة لها.
وحسب المراقبين فإن هذا المسعى التركي الأمريكي المفلس والمدعوم بأجندة إقليمية ودولية لإقامة مناطق «عازلة» مزعومة بشمال سورية، سيصطدم برد قوي من سورية وحلفاءها، ووفقاً للمراقبين فإن هذا المسعى يحتاج الى قرار أممي لتمريره والفيتو الروسي الصيني حاضر دائماً، في وقت ما زالت فيه الدولة السورية بما تملكه من قدرات عسكرية قادرة على إسقاط أيّ مشروع علني لتدخل خارجي مباشر أو غير مباشر بسورية.
واشار المراقبون إلى أن الدولة السورية وبدعم من حلفائها سترد رداً قاسياً على أي مغامرة تركية اميركية حاولوا خلالها الاقتراب من الخطوط الحمر بالشمال والشمال الشرقي السوري، هذا وأحبط الجيش العربي السوري محاولات تسلل مجموعات إرهابية من منطقة اتفاق إدلب في ريفي حماة وإدلب، وتصدى الجيش العربي السوري لمجموعات من تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، تسللت من منطقة الاتفاق باتجاه حواجز ونقاط عسكرية له متمركزة في محيطها، وأحبط محاولات الإرهابيين الاعتداء عليها، وكبدهم خسائر فادحة بالأرواح والعتاد.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الأثنين 21-1-2019
رقم العدد : 16890