تثبت الوقائع أن خيوط الاٍرهاب ما زالت تنسج في دوائر الاستخبارات الغربية، ففي الغرف المظلمة في أكثر من عاصمة استعمارية ورجعية وعميلة يجتمع المطبعون مع العدو الصهيوني ليحركوا عملاءهم من الخلايا الإرهابية النائمة مستغلين حالة الانفراج الأمني التي تعيشها سورية بعد الانتصارات الكبرى التي حققها بواسل جيشنا في مواجهتهم المقدسة مع الإرهاب، فما الذي يدفعهم للقيام بعمليات عدوانية انتحارية في العاصمة؟
الأسباب معروفة وواضحة ولا تحتاج إلى كثير عناء في التفكير والتحليل، فالوقائع الميدانية أكثر جلاءً من عين الشمس في رابعة النهار، والتطورات السياسية والدبلوماسية تسجل تسارعاً في طلب ودّ سورية للموافقة على إعادة افتتاح البعثات الدبلوماسية التي أغلقتها خلال عدوانها المعولم على سورية، وهي تجد نفسها تقع في خسائر إضافية مع كل يوم جديد، وربما كان يعتقد المعتدون أن سورية ستذيع أغاني الفرح والابتهال لتلك الحالة المستجدة وتعلي الأفراح سواء في افتتاح بعض السفارات أو سعي حكومات أخرى لطلب افتتاحها أو الحديث عن دعوات لإعادة كرسي جامعة الدول العربية المغتصب بعدما اكتشفوا لاحقاً حجم غبائهم في تلك الخطوة التي أعفت سورية من إحراجات وضغوط كان يمكن ممارستها في اجتماعات جامعة الدول العربية في ظل وجود حلف العدوان الكبير قبل ثماني سنوات، عندما كانت تحاك المؤامرات وتقدم الروايات الكاذبة والملفقة عن أحداث وممارسات مفترضة، وكانت كلها مترافقة مع فتاوى وتحليلات لا تخدم إلا العدو الصهيوني.
أما اليوم فقد اكتشف المتآمرون أن دعواتهم الجديدة لم تلق رد الفعل المطلوب من الحكومة السورية، فلا العدوان الإرهابي حقق أهدافه ولا المساعي السياسية تؤثر في الموقف الصامد والممانع لكل الإغراءات والوعود، ولذلك لم يبق أمامهم إلا العودة لسلوكهم القديم واستخدام الإرهاب واللعب على مواقف المواطنين ممن عاشوا ويلات الإرهاب وتجاوزوها بكثير من الثبات والالتزام في حالة يندر وجودها في العالم على امتداد تاريخ مختلف أشكال الصراع التي شهدتها البشرية.
فاستهداف المدنيين ونقاط تمركز قوات جيشنا الباسل ورجال أمننا الساهرين على أمن الوطن احتمال وارد ومتوقع، لذلك فإن كل هذه المحاولات لن تعرف إلا الفشل، ولن تحقق أي هدف مهما كان صغيراً.
مصطفى المقداد
التاريخ: الأثنين 21-1-2019
رقم العدد : 16890