شركاء الإرهاب يلاحقون سراب «المنطقة العازلة» المزعومة… الانتصارات الميدانية تفزع إسرائيل وكابوس الدفاعات السورية يطارد متزعميها
يبدو أن واشنطن وأنقرة لم تتعلما بعد من دروس الفشل القاسية التي ألمت بهم على الصعيدين العسكري والسياسي في سورية ولاتزالان تعولان على تحقيق وهم « المنطقة العازلة « المزعومة البعيد المنال، وتمنيان النفس عبر تآمرهم واللعب على اوراق افلاسهم في الشمال السوري، ليلتحق العدو الاسرائيلي بركب خيبات شريكيه التركي والاميركي ويواصل اعتداءاته المفلسة التي لم تعد تجديه نفعاً بعد الخروج المذل لحليفه الاميركي والخذلان اليومي الذي يتلقاه رئيس النظام التركي في الشمال وانهيار مرتزقته في الجنوب لتبقى حقيقة النصر السوري المؤزر هي الطاغية على كل المشهد السوري بشقيه الميداني والسياسي.
فبالرغم من الادعاءات التي سوقتها واشنطن بخلافها مع شريكها الارهابي التركي إلا أن الواقع يوضح حقيقة الأطماع الاستعمارية المشتركة للطرفين والمساعي لتحقيق وهم المنطقة العازلة المزعومة في الشمال.
فبعد تراجع الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن تصريحاته بشأن وقوفه بوجه تركيا في حال اعتدائها على أداته السابقة «قسد»، تحدث ترامب مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لتقديم المشورة بشأن الموقف الاميركي فيما يتعلق بجميع المسائل، بما في ذلك، النجاحات المزعومة التي تحققت في آخر أسبوعين في محاربة ما تبقى من تنظيم «داعش» الإرهابي وإقامة منطقة عازلة مزعومة.
في وقت أعلن فيه اردوغان أن بلاده مستعدة لإقامة «المنطقة المعزولة» المزعومة في شمال سورية، اقترحها سيده الأميركي دونالد ترامب، غداة مكالمة هاتفية بينهما، وأكد خلالها الرئيس الاميركي لأردوغان انسحاب القوات الأميركية المزعوم من المنطقة واوضح أردوغان أنه طلب من ترامب تقديم دعم لوجستي لبلاده كي تقضي على تنظيم «داعش». وانه مستعد لتولي مهام حفظ الأمن في مدينة منبج فوراً.
وعلى الرغم من أن ترامب لم يوضح من سيتولى الإشراف على المنطقة العازلة المزعومة، لفتت مصادر أن تلك المنطقة هي مطلب تركي بالأساس، لافتة الى أن هدف الولايات المتحدة هو إفساح المجال أمام النظام التركي للتوغل في شمالي سورية عند انسحابها من قواعدها العسكرية في منبج وشرق الفرات.
الى ذلك أعلن مصدر ما يسمى « قوات سورية الديمقراطية « في سورية، رفضهم لإقامة «المنطقة العازلة» المزعومة تحت سيطرة تركية بموجب مبادرة اقترحتها واشنطن بموافقة أنقرة.
هذا وترفض الدولة السورية بأي شكل من الأشكال انشاء «المنطقة» المزعومة وتعتبره انتهاكاً صارخاً وعدواناً واحتلالاً.
بدورها أكدت روسيا ضرورة بقاء المناطق التي ستقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالانسحاب منها تحت سيطرة الدولة السورية، لافتة إلى أنه عند انسحاب القوات الأمريكية من سورية يجب أن تخضع الاسلحة والمناطق والمنشآت العسكرية لسيطرة الدولة السورية.
هذا وأثارت الأنباء عن وصول تعزيزات عسكرية أمريكية جديدة إلى الأراضي السورية، والتحركات العسكرية المفاجئة التي تقوم بها قوات الاحتلال الأمريكية شرق دير الزور، من تأسيس لقواعد جديدة، تساؤلات عن مدى جدية التصريحات بالانسحاب من سورية.
وأكدت مصادر ميدانية دخول أرتال عسكرية كبيرة من شمال العراق إلى محافظة الحسكة، بالتزامن مع أنباء عن تأسيس قاعدة جديدة بريف دير الزور الشرقي، بالقرب من محطة مياه الصبحة، حسبما أكدت مصادر.
وبموازاة ذلك، زعم المستشار الرئيسي لقوات التحالف وليم روباك، مؤخراً أن القوات الأمريكية المحتلة ستبقى فترة طويلة ولن تغادر سورية تحت ذريعة عدم ايجاد حل سياسي في سورية.
ورأى محللون أن واشنطن للآن لم تتخذ القرار النهائي بالانسحاب من سورية، مشيراً إلى الخلافات داخل الإدارة الأمريكية بين وزارة الحرب»البنتاغون» والبيت الأبيض.
واعتبر المحللون أن الولايات المتحدة لا تملك قراراً أو استراتيجية واضحة المعالم بعد، بشأن الانسحاب من سورية، وأن الولايات المتحدة بحاجة إلى قوة لملء الفراغ قبل انسحابها بشكل كامل، وهذه القوة لم تحدد هويتها بعد، وأن تحديد ذلك مرتبط بحجم التوافقات الأمريكية التركية.
بين الوعود الاميركية المزعومة بإقامة «المنطقة العازلة» المزعومة والهستيريا الاسرائيلية بعد فشلها باعتداءاتها مع تصدي الدفاعات الجوية السورية لكامل الاعتداءات الاسرائيلية، اكدت روسيا اَن صبرها على الاعتداءات الاسرائيليةِ على سورية ليس بلا حدود، مؤكدة استمرارِ روسيا بدعمِ سورية بالسلاح، ومشيرة الى أن الاعتداءات الإسرائيليةَ على سورية انتهاك فظ للقانونِ الدولي وعدوان على دولة ذات سيادة.
ولفتت روسيا الى أن إسرائيل مستمرة في اختلاق الذرائع المختلفة لتبرير عدوانها على سورية.
في السياق اوضح محللون صهاينة أنه في ظل تهور وحماقة نتنياهو بالاعتداء على الاراضي السورية، ستعاني «إسرائيل» الكثير من التحديات في اعتداءاتها هذه، مشيرين إلى ضعف جيش الاحتلال في تحقيق اهدافه.
وختم المحللون الصهاينة بالقول: إن الكيان الإسرائيلي يعاني ضغوطاً داخلية تعرقل استمراره بسياسته العدوانية التي تؤيده فيها أمريكا في المنطقة، وخصوصاً ضد سورية، وعلى صعيد الضغوط الخارجية التي يعانيها الكيان الإسرائيلي.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الأربعاء 23-1-2019
رقم العدد : 16892