فن التصوير الضوئي كلمة يونانية يقصد بها الرسم باستخدام الضوء, والتصوير مرادف للرسم حيث يقوم المصور بتوثيق المشهد أو الصورة من خلال عدسة كاميرته, ويستخدم المصور بعض التأثيرات الضوئية التي تخدم الموضوع وكلما كان محترفا بالتقاط الصور باللحظة المناسبة والزاوية المناسبة وانعكاس الأشعة كلما كان بارعا, لنا وقفة اليوم مع مصور احترافي اخترق المحلية ليشارك بمسابقات عالمية إنه باسل نيصافي, وكان لنا معه هذا اللقاء.
• كيف كانت انطلاقتك في مجال التصوير, ومن أهم الشخصيات التي دعمتك؟
•• يعود شغفي بالتصوير لكاميرا احترافية فلمية أهدتها لي والدتي وانا بسن الخامسة عشر على أثرها بدأت التنقيب و البحث عن المعلومات التي تغني ذائقتي في هذا المجال، ولكني صدمت بسبب احتكار البعض للمعلومة من جهة, ومن نقص المراجع التي تتناول هذا الموضوع في مكتباتنا من جهة أخرى, فكان أول كتاب تمكنت من الحصول عليه كان عن طريق الأستاذ هاني شموط و الذي كان يدرس هذا الفن في المركز المهني الدولي بحمص وكان بعنوان «أساسيات فن التصوير الفوتوغرافي» وكنت آمل أن أدرس هذا الفن عند هذا الأستاذ القدير و لكن الوقت لم يسعفني آنذاك.
لكنني لم أشعر باليأس فبعد سنوات طويلة من البحث تمكنت من الحصول على مراجع قيمة في هذا المجال مثل «أسرار التصوير الرقمي» بأجزائه الثلاث للمصور العالمي سكوت كيلبي و«الدليل الميداني الشامل للتصوير» وهو من انتاج ناشيونال جيوغرافي و«التصوير الضوئي» لجون هيدجيكو وغيرها الكثير وساعدني فيما بعد دخول عالم الانترنت كمرجع جيد وغني في هذا المجال والآن أمتلك العديد من الكتب والمراجع عن هذا الفن.
• هل قدمت المعلومة للأخرين؟
•• طبعا, قمت مؤخرا بتدريس هذا الفن بمركز أنشطة الشبيبة بالمركز الثقافي المحدث محارب الأحمد و ايضا في دير الآباء اليسوعيين بحمص، وقد شاركت بعدة معارض في المركز الثقافي المحدث بحي الزهراء والمركز الثقافي العربي ومديرية الخدمات الفنية بحمص وكان لمشاركاتي صدى طيب لدى الزوار.
• ما أهمية هذا الفن وتأثيره على الناس ؟
•• فن الفوتوغراف أمسى يلامس حياتنا اليومية أكثر من ذي قبل بكثير فقلما يخلو خبر الآن من صورة مرفقة به كما أن الصورة المشاهدة أصبحت تنطق بالحدث فاستحلت مكان الكلمة المكتوبة في بعض المواقع وربما تفوقت عليها في كثير من الأحيان فعندما تصمت الكلمات تتكلم الصور, فالصورة قادرة على إيصال أفكار للمتلقي تعجز عنها الكلمات البليغة كما أن الصورة لغة عالمية يفهمها الجميع.
• ما أهمية دخول التقنيات الرقمية الجديدة ميدان التصوير؟ ومدى ارتباط فن التصوير بفن الرسم التشكيلي؟
•• عن أهمية دخول التقنيات الرقمية الجديدة ميدان التصوير كانت هناك مقولة: إن الفنانين سرحهم الميكانيكيون أي «المصورون» وفن التصوير ترعرع في بداياته في أحضان الفنانين التشكيليين الذين لم يشعروا نحوه بشيء من التحفظ أو المنافسة بل بتزاوج الخبرة والتعاون فيما بينهم بحكم ما تتمتع به الكاميرا من صدق ودقة و أمانة في النقل تتفوق بها على الرسم لاسيما فيما يتعلق بفن البورتريه, كما أن الكثير من الفنانين استفادوا من الكاميرا في تصوير أعمالهم قبل رسمها والآن التقنيات و التكنولوجيا الرقمية دخلت ميدان التصوير فكاميرات الديجيتال حلت مكان الكاميرات الفلمية ودخلت برامج معالجة الصور مثل «الفوتوشوب واللايت رووم» وغيرها وبين مؤيد و معارض للتقنية.
ولي رأيي الخاص بهذا الموضوع فالكاميرا مهما تقدمت لن تصنع صورة جميلة بل من يصنعها هو المصور الذي يتمتع بالعين المرهفة واليد الخبيرة والقلب الحساس, وبشأن برامج معالجة الصور لن تضفي المزيد من الجمال على صورة سيئة مهما عظمت هذه البرامج كما أن الكثير من المصورين العالميين يستخدمون هذه البرامج لإضفاء المزيد من الجمال على أعمالهم لذلك شئنا أم أبينا دخلت التقنية ميدان هذا الفن والكثير من الفنون الأخرى, لذلك نرى التقنية باختصار تساعد المبدع وتيسر عمله أكثر ولايمكنها في يوم من الأيام أن تحل مكانه والكاميرا وبرامج المعالجة بحاجة فنان حقيقي يتمتع بذوق فني راق للتعامل معها, وكما تقبل الفنانون التشكيليون القدماء هذا الفن سابقا وبالرغم من معاداة الكثيرين له, سيتقبل من هم ضد التقنيات هذه التقنيات مستقبلاً.
• لابدّ وأنه واجهتك العديد من الصعوبات حدثنا عنها؟
•• من أبرز الصعوبات التي واجهتني طموحي الذي يتجاوز الإمكانيات المتاحة والمتوفرة لدي, فهذا الفن مكلف جدا من ناحية المعدات من كاميرات وعدسات و طباعة صور ولدينا الآن في حمص مشكلة من ناحية توافر مخابر طباعة ذات جودة عالية ونتمنى المزيد من الدعم والاهتمام من قبل الدولة بهذا الفن ورواده ومبدعيه وضمّ هذا الفن لقائمة الفنون الجميلة المعترف بها في بلدنا سورية.
• تصدرت أحد المواقع العالمية المهتمة بهذا الفن حدثنا عن هذه التجربة؟
•• من حوالي العام انضممتُ لأحد الموقع العالمية للتصوير الفوتوغرافي التي تنظم مسابقات على مستوى العالم, فشاركت بمجموعة كبيرة من الصور وبموضوعات مختلفة, فحفز الموقع روح التنافس بين المتسابقين وحفز الإبداع
وقد وصلت للمرحلة النهائية بالموقع, وحصلت على ترتيب على مستوى العالم المرتبة ٦٩, وهدفي من المشاركة الاطلاع على تجارب مصورين اخرين مما اثرى تجربتي الخاصة لاسيما ان الموقع يضم مصورين من مختلف انحاء, والموقع باسم «youpic» وهو موقع سويدي مناسب لكل عشاق فن التصوير و يضم 6 من عمالقة فن التصوير المعاصر كما يضم الاف المصورين المحترفين و الموهوبين و المبتدئين من كافة انحاء العالم.
أخيراً: باسل نيصافي من مواليد حمص 1981.
سلوى الديب
التاريخ: الأربعاء 23-1-2019
رقم العدد : 16892