مرارة الانتظار!!!

 

معاناة حقيقية يتجرّع مرارتها كل يوم عشرات الآلاف من المواطنين والطلاب والموظفين الذين يضطرون للوقوف على قارعة الطرقات بانتظار أي وسيلة نقل، وبالنتيجة وبعد طول عناء وانتظار تأتي باصات النقل الداخلي وهي تغص بالركاب وعدد الواقفين فيها أكثر من الجالسين بأضعاف، وآخرون دفعتهم الضرورة للتعلق بالأبواب الأمامية والخلفية بعيداً عن السلامة ودون الاكتراث بالمخاطر والعواقب، وما قد ينتج عنها من حالات سرقة ونشل وفوضى جراء الازدحام والتدافع للظفر بموطئ قدم، ناهيك عن عدم وجود أي مواقف أو مظلات تقي المنتظرين والمتعبين حر الصيف وأمطار الشتاء.
وضع النقل والمواصلات في الكثير من المناطق والأحياء القريبة من العاصمة لم يكن أفضل حالاً من غيرها، فأغلب تلك المناطق يصعب دخول باصات النقل الداخلي إليها سواء بسبب ضيق طرقاتها وكثرة الحفريات فيها وسوء تخطيط شوراعها التي لا تصلح أن تكون إلا اتجاه واحد إما ذهاب أو إياب، ومما يفاقم الأزمة أن أغلب السرافيس العاملة على تلك الخطوط متعاقدة مع مدارس أو رياض أطفال ما يحرم المواطنين من الالتحاق بعملهم في الوقت المحدّد، وهو ما يجعلهم يبحثون عن أيّ وسيلة نقل مهما كانت، من أجل الوصول إلى وجهاتهم المقصودة بعد رحلة من المعاناة تصل في أحيان كثيرة إلى ساعة أو ساعة ونصف من الانتظار.
ضعف منظومة النقل بقطاعيه العام والخاص، في المدن الكبرى وضواحيها، يعتبر بحقّ معضلة حقيقية تستدعي حلّاً جذرياً، ووضع خطة للاستثمار في قطاع نقل الركاب وإعادة سرافيس النقل الصغيرة وزيادة عددها، ومد خدمتها لخطوط يصعب تخديمها بباصات نقل كبيرة كالمناطق العشوائية، وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار بأسعار عادلة في هذا المجال لتخديم مناطق أوسع.
النقل هو العصب الأساسي في عملية التنمية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي وهو الوسيلة الفاعلة في تحقيق الاتصال المستمر بين الأماكن المختلفة للعملية الاقتصادية والإنتاجية والمتمثلة بمواجهة التوسع الأفقي للمدن وتقليص المسافات بين المنتج والمستهلك واختصار لعامل الزمن. أو لنقل الأيدي العاملة وغيرها إلى مواقع الإنتاج ولتحقيق الاستثمار الأفضل لهذه الطاقات البشرية، لذلك يجب الإسراع في تنفيذ برامج تحسين منظومة النقل العام وإصلاحه ومنحه المزيد من الاهتمام والرعاية. وإيجاد حل لهذه الأزمة التي نشهدها كل يوم وتكاد تكتم على أنفاس الكثير من المواطنين، وخاصة في ساعات الذروة.

بسام زيود

التاريخ: الأربعاء 23-1-2019
رقم العدد : 16892

آخر الأخبار
المفوضية الأوروبية تخصص 80 مليون يورو لدعم اللاجئين السوريين في الأردن تحديات وصعوبات لقطاع الكهرباء بطرطوس.. وجهود مستمرة لتحسينه زيارة الشرع إلى واشنطن إنجاز جديد للسياسة الخارجية السورية بحث تعزيز التدابيرالأمنية في "الشيخ نجار" الصناعية بحلب اقتصاد محصول الحمضيات "لا معلق ولا مطلق" والوعود "خلبية" سوريا ولبنان تسعيان إلى تعزيز التعاون وتجاوز العقبات الماضية بخطط استثمارية وتصديرية.."الدواجن" تعيد تموضعها في السوق " ذهب ومهر" .. حين يتحول الزواج إلى حلم مؤجل في حلب نقص الأعلاف يعيد تشكيل معادلة الإنتاج الحيواني والاقتصاد المحلي دعم مادي لمجموعة الحبتور الإماراتية في تأهيل مراكز المتسولين والإعاقة رحّال يتفقد مديرية نقل حلب ويؤكد أهمية الارتقاء بالخدمات قطاع الخدمات بين أزمة الكهرباء والتوازن الاقتصادي "المنافيست".. إجراء احترازي يضع خصوصية الركاب تحت العجلات هل تنقذ "الخصخصة" معامل الإسمنت المتآكلة؟ ارتفاع قياسي لأسعار الزيتون.. هل فقدَ السوريون الذهب السائل من مائدتهم؟ "إسرائيل".. من أزمات الداخل إلى سياسة الهروب نحو الجبهات الخارجية سوريا تعود إلى طاولة الحوار الدولي.. وواشنطن تفتح باب الدبلوماسية مجدداً غرفة تجارة وصناعة دير الزور تطلق منصة رقمية متكاملة نصر الحريري: الانتهاكات الإسرائيلية تنسف أي فرصة للوصول إلى اتفاقيات مستقبلية "قسد" تماطل في تنفيذ اتفاق آذار وتحرم السوريين من ثرواتهم الوطنية