الغــــرب فــــــي خصائصـــــه العدوانيـــــة الجاهـــــزة للتـــــداول

تبدو هذه المرحلة أنها مرحلة (التكشير عن الأنياب) أي الذهاب بالقوة العمياء والصماء إلى حالة الظهور العلني والممارسات العدوانية المستفيضة سياسياً وعسكرياً، والغرب على وجه العموم له أنياب وأظافر هي التي سيطر فيها على العالم ونهب ثروات الشعوب، ولكن هذه الأنياب تظهرها القوة ويخفيها الضعف، فكيف إذا كان في التداول هذه القوة الغربية المادية والصناعية والعسكرية، وفي مقابلها هذا الضعف عند شعوب العالم، ولاسيما في الوطن العربي المنكوب بأنظمته وحكامه، والمنهج هذا يتركز أكثر ما يكون في موقف وسياسات الولايات المتحدة الأميركية وتأسست قاعدة الأنياب والأظافر الأميركية منذ العام 1954 حينما ألقت أميركا القنابل النووية على هيروشيما وناغازاكي في اليابان وفي لحظة استسلام إمبراطور اليابان وانتهاء العمل العسكري في الحرب العالمية الثانية.
لكن المسؤول الأميركي آنذاك قال: صحيح أن الظرف ليس فيه ما يستدعي القنابل النووية ولكن أميركا أرادت أن توصل الرسالة للعالم كله بأنها قادمة وهي مسلحة بأظافر وأنياب نووية، ثم تجسدت الفكرة المشؤومة هذه إثر العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956 من خلال نظرية الرئيس الأميركي أيزنهاور في سد الفراغ شرقي قناة السويس واستكمالاً لمشروع مارشال بعد الحرب العالمية الثانية حيث صارت أميركا هي صاحبة الولاية المتعهد لإعادة عمران أوروبا بكاملها، إن الخاصية هذه مستقرة ومستمرة في المناهج السياسية الأميركية والحضارة هناك في الأصل مبنية على قيم القوة وإطلاقها في كل مفاصل العالم، ونلاحظ بصورة أساسية أن الحضارة الأميركية والسياسية فيها والتربية العامة في التعليم والثقافة لا تعترف على حقائق التاريخ ولا على موضوعية تمسك الشعب المقهور بحقه ولا تقيم وزناً للتداعيات والأبعاد الخطرة التي سوف تنشأ عند الشعوب على هذه العناوين تستخدم أميركا كل الأسلحة التي تملكها وفي العمق منها القوة العسكرية بما فيها النووية ومنتجات الثورة الصناعية الأولى والثانية والاقتصاد وتكنولوجيا المعلومات والإعلام ومقدرة التزييف والفبركات.
إلا أنها اعتمدت عنصراً مضافاً تمثل في أن تخلق أميركا والغرب عموماً مملكات وإمارات ومشيخات ذات حكم مطلق تكون جاهزة للصمت عن النهب الأميركي وللدور المقدر والمقرر لهذه الأنظمة كما هو الحال الراهن، أي إن أميركا وجدت أدوات وعبيداً يقومون بمهمة تدمير الشعوب في الوطن العربي.
إن العودة إلى تطبيقات هذا المنهج في مرحلة العدوان الشامل على سورية تتبدى بصيغها وأشكالها جميعاً ونلاحظ أن أميركا والغرب لا يستهينون بحقوق الشعب فقط، وإنما يتعمدون إهانة الوطن السوري بهذا الاندفاع المحموم لاحتلال بقع ومواقع جغرافية، كما يكون من شأنهم أن تنتشر سياساتهم وعلاقاتهم مع القوى الإرهابية بلا تردد.
وأما هذه الفبركات عن دور أميركي في محاربة داعش وسواها فهذه من أصول لعبة الغرب التقليدية منذ عقود كثيرة، إنهم هناك في الغرب يصنعون الأزمة ويخلقون لها عبيداً وأتباعاً ينفذون الأوامر الأميركية.
وفي هذا المنحى يلجؤون إلى المزايدة والتجارة بمنطلقات الشعوب وأصولها وعواملها الخاصة كما هو الحال في موقف الأميركان من القضايا الكردية، فهم قد عمدوا إلى الإساءة إلى الأشقاء الأكراد وتحويل شرائح منهم إلى مجرد أدوات أساس عملها الانفصال عن الوطن الأم وهو المهد التاريخي والحاضن الحضاري ومناخ السلام وبناء الثقافات الموحدة، وسورية مشهورة وتعتز بالوحدة مع الأشقاء الكرد ومع شرائح أخرى وتمارس هذا الاعتزاز في كل مستوى وفي كل مفصل من الحياة الوطنية بما فيها الانتماء والمسؤولية في حزب البعث العربي الاشتراكي والتعبير عن القيم الكردية في مفاصل البعث والجبهة والدولة في المراكز وفي المحافظات، ومن المؤسف الصادم أن توجد قيادات سياسية وقد ارتضت هذه العبودية لأميركا وأن تسوق هذه القيادات الخارجة عن طبيعة الحياة السورية عبر خطاب مزيف لأشقائنا الأكراد بأن الغرب عموماً وأميركا على وجه التحديد هي الضمانة والملجأ الآمن لحقوق الأكراد وبناء مساراتهم القومية والمعيشية والسياسية، كم هي خادعة ومريرة هذه اللعبة.
وكم هي خبرة أميركا في التضليل والتزييف والفبركات واقتناص العملاء تحت إغراءات المال وجواذب الزعامات الفارغة، ذلك أن أميركا لا ترى في أبناء الوطن السوري من الأكراد سوى ورقة سرعان ما تلقي بها من النافذة بعد انتهاء المهمة، ونحن نعلم أن المبدأ واحد عند أميركا وتركيا وهو العداء المطلق للوطن السوري وهناك تداخلات متعددة، كما هناك أوضاع مركبة وهذا ما تشتغل فيه وعليه السياسات والمسلكيات الأميركية والتركية، وهم يعلمون وقبلهم نحن نعلم بأن سورية موحدة من الجذر إلى الثمرة، وهي وطن مباح للتعدد والتنوع، لأن ذلك أساس الوحدة فيها، وسورية ليست مستدامة كما تخطط وتحاول تنفيذ السياسات الأميركية والغربية عموماً والزمن يأتيك بالأخبار الحقيقية ما لم نزود.

 

د: أحمد الحاج علي
التاريخ: الخميس 24-1-2019
الرقم: 16893

 

 

 

آخر الأخبار
تعاون اقتصادي وصحي بين غرفة دمشق والصيادلة السعودية: موقفنا من قيام الدولة الفلسطينية ثابت وليس محل تفاوض فيدان: الرئيسان الشرع وأردوغان ناقشا إعادة إعمار سوريا وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب رئيس مجلس مدينة اللاذقية لـ"الثورة": ملفات مثقلة بالفساد والترهل.. وواقع خدمي سيىء "السكري القاتل الصامت" ندوة طبية في جمعية سلمية للمسنين استعداداً لموسم الري.. تنظيف قنوات الري في طرطوس مساع مستمرة للتطوير.. المهندس عكاش لـ"الثورة": ثلاث بوابات إلكترونية وعشرات الخدمات مع ازدياد حوادث السير.. الدفاع المدني يقدم إرشادات للسائقين صعوبات تواجه عمل محطة تعبئة الغاز في غرز بدرعا رجل أعمال يتبرع بتركيب منظومة طاقة شمسية لتربية درعا حتى الجوامع بدرعا لم تسلم من حقد عصابات الأسد الإجرامية المتقاعدون في القنيطرة يناشدون بصرف رواتبهم أجور النقل تثقل كاهل الأهالي بحلب.. ومناشدات بإعادة النظر بالتسعيرة مع بدء التوريدات.. انخفاض بأسعار المحروقات النقل: لا رسوم جمركية إضافية بعد جمركة السيارة على المعابر الحدودية البوصلة الصحيحة خلف أعمال تخريب واسعة.. الاحتلال يتوغل في "المعلقة" بالقنيطرة ووفد أممي يتفقد مبنى المحافظة الشرع في تركيا.. ما أبرز الملفات التي سيناقشها مع أردوغان؟ بزيادة 20%.. مدير الزراعة: قرض عيني لمزارعي القمح في إدلب تجربة يابانية برؤية سورية.. ورشة عمل لتعزيز الأداء الصناعي بمنهجية 5S