سورية إلى آستنة 12 وسلالها ملأى بالإنجازات.. أردوغان يصفع أدواته دعائياً.. عازفاً على أوتار «محاربة الإرهاب»

في وقت يقف به الجيش العربي السوري جداراً منيعاً في وجه كل مشاريع الغرب الاستعماري وتوابعهم في المنطقة، يتابع رئيس النظام التركي رجب أردوغان مسيرة البحث عن سراديب مظلمة تسهل له طريق العبور الى حلمه العثماني.. فجلّ تفكيره أصبح محصوراً بالعمل على تغطية عورات افعاله التي انتجتها الايادي الارهابية التابعة له على الارض السورية، في حين أن من سبقوه الى تلك الاوهام من حكام النفط باتوا اليوم اقرب الى طرق أبواب دمشق والوقوف على صوابية قراراتها.. فليس لأميركا وحدها حق الانسحاب من رمال سورية المتحركة التي ردمت مشاريعها الخبيثة وقلمت مخالبها الاستعمارية في المنطقة، فما يجري بالأفق وما يدور بالكواليس يعكس حالات مماثلة يبدو أنها قريباً ستكون في ذات السياق.
إذ لم يترك الاخواني اردوغان فرصة إعلامية أو خطابية إلا وحاول التصويب من خلالها سهام أكاذيبه ومزاعمه نحو صدور الارهابيين، وعمل جاهداً لتلميع صورته القبيحة عبر مزيد من التحالفات المعلقة في نتائجها على كذب مسيرته في مكافحة الارهاب حتى النهاية.
وفي مفارقات المشهد تجاهر انقرة برئيس نظامها وحكومتها الاخوانية في حربها ضد الارهاب، بعد أن مولته وقدمت العون له، وكانت ولا تزال القبلة الأولى للسائرين في طرقات الارهاب.
وفي المعطيات كافة فإن تركيا لم تف بأي تعهد من تعهداتها سواء في إدلب أو في غيرها، وقد عمدت دائماً الى المراوغة فيما يخص الاتفاق الأخير الموقع في سوتشي، كما أنها سعت الى إعادة تعويم «جبهة النصرة» الارهابية في مشهد الشمال بعد السماح لها بالتمدد والسيطرة على أغلبية مناطق محافظة إدلب أمام أنظار قواته العدوانية من دون أن يحرك أي ساكن.. وهذا غيض من فيض اجرامه بما قام ويقوم به ذلك الإخواني من أفعال تنافي أقواله جملة وتفصيلاً.
وعلى العكس تماماً، فإن إجراءات خبيثة تجري في كواليس العلاقة بين الأتراك وإرهابيي «جبهة النصرة»، وإن ما يجري الترتيب له في سورية، يظهر بأن تركيا الإخوانية قد أوعزت إلى جبهة النصرة الارهابية للتمدد في كافة مناطق الشمال وبالتالي إعادة حلم المنطقة العازلة من بوابة تباكيه على «الانسانية المزيفة»، وانطلاقاً من مزاعم مكافحة الارهاب عبر اتفاقية أضنة التي يحاول اردوغان في هذه الاوقات امتطاء صهوتها للوصول الى غاياته تلك.
وحول الانسحاب الاميركي من سورية فلا تزال تبعات القرار بالانسحاب تظهر إلى الآن، وتظهر أيضاً تحكم واشنطن بعدد من الأطراف التي أخذت سابقاً مواقف سلبية في الحرب المفتعلة على سورية.
وبحسب محللين فبعد قرار الانسحاب من المحتمل ألا يكون فقط الأكراد من توصلوا لقناعة ضرورة العودة للدولة السورية بعد تخلي واشنطن عنهم، بل أيضاً الدول العربية التي كانت تدعمهم بأوامر أميركية.
لتندرج بعدها التوقعات بحسب المحللين بأن الجيش العربي السوري هو من سيسيطر على قاعدة التنف حال انسحاب القوات الأمريكية منها.. فالجيش يقف على بعد 40 كيلو متراً من قاعدة التنف، وأن المسافة تستغرق نحو ساعتين بالعربات المدرعة، كما أنه يمكن الدخول إلى القاعدة من أكثر من اتجاه.
وبذلك تفنيد لكل المراهنين على قدوم قوات اخرى بديلة عن القوات الأميركية المحتلة، سواء عربية أم أجنبية أم مرتزقة البلاك ووتر.. فالقيادة السورية أصدرت قرارات سابقة بالسيطرة على كافة الأراضي السورية طبقا للقوانين الدولية وسيادة الدولة.
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قال: إن بلاده لن تراقب أو تسيطر على قاعدة التنف العسكرية الموجودة على الأراضي السورية، قرب الحدود مع الأردن بعد انسحاب القوات الأميركية لوقوعها خارج الأراضي الأردنية، وبأنها ستكتفي بحماية حدودها.
على الصعيد الميداني جددت «النصرة» الارهابية والفصائل العاملة معها استهدافها لمناطق المدنيين بقذائف الهاون، في ريف حماة الشمالي، وذلك من بلدة اللطامنة باتجاه أراض زراعية في أطراف مدينة محردة بالريف الشمالى الغربي لمدينة حماة، وتأتي هذه القذائف في ظل محاولات التسلل المستمرة التي تقوم بها «النصرة» الارهابية والفصائل العاملة معها، على مواقع تابعة للجيش العربي السوري، حيث تمكن الأخيرة من التصدي لجميع هذه المحاولات.
وهذا أيضاً يفند مزاعم الاخواني اردوغان حول محاربة الارهاب في إدلب والشمال ويؤكد أن التنسيق بينه وبين ارهابيي جبهة النصرة سار على قدم وساق.
كما أغلقت الفصائل الاهاربية الموالية لتركيا و»جبهة النصرة» المعبر المفتوح بين مناطق انتشار الطرفين في ريف حلب الشمالي الغربي ومناطق «النصرة» في ريف إدلب ما تسبب بمنع مغادرة المدنيين من جميع المعابر وبالتالي انتشار حالة استياء في صفوف المدنيين.
في المقابل ردت وحدات من الجيش العربي السوري على الاعتداءات عبر تنفيذ عمليات مكثفة على مواقع ومحاور تسلل المجموعات الإرهابية في عدة محاور بريف حماة الشمالي وحققت إصابات مباشرة في صفوفهم بعد تدمير مواقع وتحصينات لهم ردا على خرقها لاتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب.
من جانب آخر كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن موعد اللقاء القادم في آستنة حول سورية.
ووفقاً لوكالة «سبوتنيك» الروسية، فإن لافروف أعلن أن موعد الاجتماع المقبل في آستنة سيتم عقده في منتصف شهر شباط المقبل، في إطار تسوية الأزمة في سورية.

 

الثورة- رصد وتحليل:
التاريخ: الثلاثاء 29-1-2019
الرقم: 16896

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم