واشنطن تسعّر عداءها.. وبروكسل تشد من أزرها!! مادورو: لسنا فناء خلفياً لأميركا.. ونحذر من تحويل فنزويلا لفيتنام ثانية
تصعّد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من نهجها العدواني ضد فنزويلا للاستيلاء على ثرواتها النفطية والطبيعية، وتمتطي سرج الفوضى الهدامة للنيل من وحدة الشعب الفنزويلي، ولم يكتف المسؤولون الأميركيون بالتلويح بالخيار العسكري لحماية مرتزقتهم الذين جندوهم لزعزعة استقرار فنزويلا، فخاطب ترامب هاتفيا رئيس البرلمان المعارض خوان غوايدو بعدما عينه بوظيفة رئيس مؤقت لفنزويلا، ليشد من أزره كي يستكمل فصول المؤامرة، فيما تسارع الدول الأوروبية السائرة في الركب الأميركي لإعلان موقفها النهائي اليوم -بعد انتهاء مهلة «الإنذار»-، والمتجه لتأييد محاولة الانقلاب وتقديم كل ما يلزم لدفع فنزويلا نحو الفوضى والعنف، لتؤكد السلطة الشرعية في فنزويلا أن الهدف الأميركي وراء كل ما يجري هو إخضاع فنزويلا، والاستيلاء على ثروات شعبها.
وفي التفاصيل اعتبر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن الهدف الرئيسي لأميركا في بلاده هو الاستيلاء على نفطها وثرواتها الأخرى، وتحطيم الروح المقاومة لشعبها ضد الاستعمار الجديد في أمريكا اللاتينية.
ورداً على سؤال عن سبب تدخل واشنطن في شؤون بلاده على هذا الشكل الجاري حالياً، قال مادورو في حديث لوكالة «نوفوستي أمس: هناك عدة أسباب، السبب الرئيسي هو الحصول على النفط الفنزويلي، لأن لدينا أكبر احتياطي معتمد من النفط في العالم، ونعتمد ما سيكون أكبر احتياطي أيضاً من الذهب في العالم، ولدينا رابع أكبر احتياطي للغاز في العالم، ولدينا احتياطيات كبيرة من الماس، واحتياطيات ضخمة من مياه الشرب، والألمنيوم، والحديد، والكولتان، نحن قوة في مجال موارد الطاقة والموارد الطبيعية.
وأضاف الرئيس الفنزويلي الشرعي: أما السبب الثاني فهو أيديولوجي، ويهدف لتدمير المثال، والفكرة، وروح سيمون بوليفار.. لإنهاء هذه الروح – معنوياً وثقافياً وسياسياً، والمضي قدماً دون أي مقاومة للاستعمار الجديد في بلدان أمريكا اللاتينية.
وبحسب مادورو فإن الولايات المتحدة تعتبر أمريكا اللاتينية «الفناء الخلفي» لها، ونحن نقول إننا لسنا الفناء الخلفي لأي شخص، نحن جمهوريات مستقلة.
كذلك كشف مادورو أن حكومته ستشكل 50 ألف وحدة من الجيش الوطني، وقال إننا نسعى جاهدين للوصول إلى مليوني رجل من رجال الجيش الوطني بحلول 13 نيسان المقبل.
وأكد الرئيس الفنزويلي المنتخب أن جيش فنزويلا يظهر الإخلاص للسلطة الشرعية والقانونية.
واتهم مادورو ترامب بإصدار إيعاز لحكومة ومافيا كولومبيا لاغتياله، مشيراً إلى أنه في حال اغتياله فإن المسؤولية تقع على عاتق هذين البلدين.
كما أكد مادورو خلال تغريدة على صفحته في «تويتر» أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى تحويل فنزويلا لفيتنام ثانية في أمريكا اللاتينية، وأبدى استعداده للحوار مع معارضيه بوساطة دولية.
وقال متوجها للأميركيين: أطلب مساعدتكم لمنع تدخل إدارة وحكومة ترامب في شؤوننا، والذي يعتزم أن يحول فنزويلا إلى فيتنام في أمريكا اللاتينية، فلا تدعوا ترامب يفعل ذلك.
في الأثناء حظرت محكمة فنزويلا العليا غوايدو، الذي نصّب نفسه رئيساً مؤقتاً، مغادرة البلاد وجمّدت حساباته.
وكتب رئيس المحكمة العليا الفنزويلية مايك مورينو على حسابه في تويتر: قررت المحكمة العليا في قرارها رقم 1 الصادر في 29 كانون الثاني، اتخاذ الاحتياطات التالية ضد غوايدو ماركيز: فرض حظر على مغادرته البلاد دون إذن قبل الانتهاء من التحقيق، تجميد ورهن الممتلكات العائدة له، فضلاً عن تجميد الحسابات المصرفية و/ أو أي أداة مالية أخرى له في فنزويلا.
وفي ظل الدعم الأميركي المتواصل لمحاولة الانقلاب، أعلن البيت الأبيض أن ترامب اتصل هاتفيا بغوايدو واتفق معه على مواصلة التواصل من أجل ما سماها «دعم استقرار فنزويلا»؟!.
وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان لها أمس أن ترامب اتصل بغوايدو «لتأكيد دعمه القوي له!!.
من جانبه أعرب غوايدو في تغريدة على موقع «تويتر» عن امتنانه لترامب على الاتصال الهاتفي هذا، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي أكد دعمه الكامل ووعد بتقديم مساعدات إنسانية على حد قوله.
وعلى خطا التحريض الأميركي أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن الاتحاد الأوروبي سيعقد اليوم الخميس اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية في العاصمة الرومانية بوخارست لبحث خطواته التالية تجاه فنزويلا.
وقال لودريان في معرض رده على أسئلة نواب البرلمان الفرنسي: نحن وزراء الخارجية، سنجتمع اليوم في بوخارست لتنسيق الخطوات التي سنقوم بها نظراً لعدم ورود أي رد من الرئيس نيكولاس مادورو.
وكان عدد من الدول الأوروبية، بما فيها فرنسا وبريطانيا وألمانيا وهولندا وإسبانيا، قد أعلن أنه سيعترف بغوايدو رئيساً مؤقتاً للبلاد إن لم تعلن السلطات الفنزويلية عن إجراء انتخابات مبكرة في غضون 8 أيام.
ووجهت الدول الأوروبية هذا الإنذار إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يوم 26 كانون الثاني، أي بعد 3 أيام من إعلان غوايدو نفسه «رئيساً مؤقتاً» لفنزويلا، واعتراف الولايات المتحدة وعدد من دول أمريكا اللاتينية به.
وفي موسكو أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن روسيا مستعدة للمساعدة في تسوية الأزمة الفنزويلية دون التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدولة.
وعندما طلب منه التعليق على ما أعلنه الرئيس مادورو حول استعداده للحوار مع المعارضة بما في ذلك بوساطة دول ثالثة، قال بيسكوف: لم نتلق أي مقترحات بهذا الخصوص، ولكن استعداد الرئيس مادورو للحوار، يستحق الثناء التام من دون شك.
وكالات – الثورة
التاريخ: الخميس 31-1-2019
رقم العدد : 16898