ليرتنا القوية !

كان لا بدّ من عمل جادّ ومكثّف، وتشكيل خلايا عملٍ في حاكميّة البنك المركزي، ليس فقط للتشخيص والتوصيف وتطويق المخاوف، وإنما للوصول أيضاً إلى إجراءاتٍ نقدية فعّالة تساهم في إيقاف هذه المعركة، التي من الواضح أنها عاصفة وخاسرة إن استمرّت بهذا الشكل، إجراءاتٍ تمكّننا على الأقل من تحصين دفاعاتنا النقدية، لتبقى عصيّة على مثل هذا الاختراق، والبدء بعدها بهجوم حقيقي، يُمَكّن الليرة من استرداد مواقعها.
ونعتقد أنه لم يعد كافياً الأخذ بالتدخل القانوني لملاحقة وضبط المضاربين في سوق العملات السوداء ومعاقبتهم – على الرغم من أهمية هذا الإجراء – فلا بدّ من اتخاذ إجراءاتٍ هجومية جريئة تُعزّز من قوة الليرة وترفع من مكانتها -، فالمعروف أنّ قوة العملة في تداولها، لأن زيادة التداول يزيد من انتعاشها، وانتعاش الاقتصاد بالعموم، والعكس صحيح، أي أن قلة التداول يؤدي إلى خمول العملة وخمول الاقتصاد وانكماشه، وبالتالي صار لا بدّ من اتخاذ إجرائين مهمين وإسعافيين يساهمان وإلى حدّ كبير في زيادة تداول الليرة.
الإجراء الأول: فتح أبواب القروض على مصراعيها للجميع ولاسيما لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مع التركيز على ضمانات درء المخاطر بطريقة مُبَسّطة بعيدة عما يجري حالياً من تعقيدٍ بل وتعجيز، ما أدى إلى تكدّس آلاف المليارات في البنوك دون طائل، فمن الودائع وحدها هناك نحو 2000 مليار، أو / 2 / تريليون ليرة مكدّسة في خزائن البنوك العامة والخاصة، وبتحريكها عبر الإقراض الميسّر، يزداد الإنتاج، وينتعش الاقتصاد، وتزداد حركة التبادل، كما تُخلق الكثير من فرص العمل المنتجة، أما تركها هكذا للفرجةِ والخزائن، فهي ليست أكثر من عبء ثقيل على الاقتصاد والبنوك.
الثاني : زيادة الرواتب والأجور، باتت ضرورة اقتصادية ملحّة، لضرورة زيادة تداول الليرة، ولتكون حاضرة بقوة أكثر في الأسواق، حتى وإن كان تمويل تلك الزيادة بالعجز، فهي تعكس أيضاً ارتياحاً نفسياً عند شريحة واسعة من المجتمع، سرعان ما تنعكس على انتعاش السوق.
لقد بتنا بحاجة إلى ما يشبه العمليات الجراحية للإمساك بالليرة وإعادتها من هذا المنزلق الذي أضعف من قوتها الحقيقية، ولعلّ القرارات التي اتّخذت بشأن ملاحقة التهريب وتطويقه والتصدي له بقوة وحزم، ستساهم – إنْ نُفّذتْ – بتلك الإعادة، وتكون فاتحة لقرارات أخرى منتظرة.

علي محمود جديد

 

التاريخ: الأثنين 4-2-2019
رقم العدد : 16901

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب