لمحاربة داعش.. أم لدعمه؟

من المقرر أن يجتمع وزراء خارجية «التحالف الأميركي» في واشنطن اليوم تحت عنوان شكلي «يحث جهود محاربة داعش»، ولكن مضمون الاجتماع والمناقشات سيكون معاكساً بكل تأكيد، وهو مناقشة كيفية الاستمرار بدعم التنظيم الإرهابي، والاستثمار في جرائمه مجدداً، بعد أكثر من أربع سنوات على تشكيل التحالف سيئ الصيت، تمدد خلالها التنظيم تحت الحماية الأميركية والغربية، ولم يزل إرهابيو داعش يجدون المأوى والملجأ الآمن حتى اليوم تحت رعاية الجناح الأميركي في التنف وشرق الفرات، وتقوم المروحيات الأميركية بنقل متزعمي التنظيم وإرهابييه من مكان إلى آخر، كلما اقتربت نهايتهم على يد الجيش العربي السوري وحلفائه، ووصل الأمر إلى حد شن الطيران الأميركي أكثر من مرة اعتداءات سافرة على مواقع للجيش العربي السوري بريف دير الزور، لمؤازرة التنظيم الإرهابي.
الحقائق الميدانية، والمدمغة بالصور والوثائق تؤكد أن أميركا وتحالفها لم يستهدفوا يوماً أوكار داعش، وإنما منازل المدنيين بذريعة محاربته، فارتكب ذاك التحالف عشرات المجازر بحقهم، وشردهم من أرضهم وبيوتهم لإخلاء الساحة لمرتزقته، ودمر المنشآت الحكومية والبنى التحتية من جسور ومصانع وطرقات، وسوَّى مدينة الرقة بالأرض، وسبق أن اعترف باستخدامه قنابل الفوسفور الأبيض في جرائمه، ما يثبت حقيقة أن دول التحالف التي صنعت داعش ليست بوارد القضاء على منتوجها الإرهابي، وإنما البحث في إمكانية إعادة ضبطه، وتعويمه على الأرض السورية، وتنشيط خلاياه النائمة في العراق.
المجتمعون في واشنطن اليوم كلهم يسيرون في الركب الأميركي، ولن تخرج نقاشاتهم الفعلية عن إطار نزعة ترامب العدوانية الساعية وراء دفع العالم نحو العسكرة، وتأجيج الأزمات الدولية، حيث يصوب ترامب سهامه المسمومة نحو أكثر من اتجاه، فبالإضافة إلى العمل على إطالة أمد الأزمة في سورية، هناك سعار أميركي محموم تجاه إيران ومحور المقاومة ككل، وسعي حثيث لإعادة تشكيل أميركا اللاتينية من البوابة الفنزويلية، والأخطر تشريع الأبواب أمام سباق تسلح جديد، وإعادة ترتيب التحالفات الدولية لمواجهة روسيا أولاً، وبعدها الصين، ليتسنى لأميركا إحكام قبضة الهيمنة على العالم، بعدما بدأت تخشى من المتغيرات الدولية الحاصلة التي تخطها مقاومة وإرادة الشعوب بما يفضي إلى عالم متعدد الأقطاب يفقد الولايات المتحدة هيبتها، ويعيد التوازن إلى الساحة الدولية.
محاربة داعش، شعار زائف تتخذه دول التحالف المنضوية تحت الإمرة الأميركية، سعياً لتحقيق أجنداتها وأطماعها من خلال عكازها الإرهابي الذي تستخدمه كفزاعة ضد الدول الرافضة لسياسات الهيمنة والتبعية، ولكن إرادة الشعوب الحرة والمستقلة كفيلة بوضع حد للغطرسة الأميركية، ومن يدور في فلكها.

ناصر منذر
التاريخ: الأربعاء 6-2-2019
رقم العدد : 16903

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة