لا تحتاج الولايات المتحدة الأميركية إلى أدلة وبراهين ومعلومات لفضح ممارساتها الإرهابية بحق السوريين، ولا تحتاج إلى تحقيقات توثق جرائمها بحق أطفالهم ونسائهم وشيوخهم، لأن إرهابها وجرائمها واضحة وضوح الشمس في عز الظهيرة.
لكن المساحيق التي حاولت واشنطن أن تجمل بها وجهها خلال سنوات الأزمة، مثل دورها الإنساني وكذبة حماية المدنيين والدفاع عن حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب المزعوم، ذابت جميعها، وفضحت جرائم أميركا بحق السوريين أمام الرأي العام العالمي.
بيد أن المفارقة المثيرة للسخرية أن هيئة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان في العالم مازالت تتستر على تلك الجرائم ولا ترى إلا الأمور التي تريد واشنطن إثارتها والخوض في تفاصيلها، لأنها تخدم الأجندات الأميركية وأجندات الكيان الإسرائيلي معها.
ومثل هذا الكلام ليس مصدره الرغبة باتهام أميركا بما ليس فيها أو شيطنتها، بل هو حقيقة ثابتة وما أكثر أدلتها وبراهينها، فأميركا كانت تروج أن مهمتها في سورية هي مهمة إنسانية إضافة إلى محاربة التنظيمات المتطرفة، وعندما تفتش عن ممارساتها على الأرض تجد العجائب المناقضة لأي أثر إنساني بل العكس تماماً وهو قتل الإنسانية وخنقها.
فمن يدعي الحرص على المدنيين وأنه جاء لحمايتهم ومحاربة الإرهاب الذي يقتلهم لا يمنع قوافل الإغاثة من الوصول إليهم كما حدث في دير الزور منذ أيام حين قامت واشنطن، التي تقود ما يسمى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب المزعوم، بمنع قافلة مساعدات إغاثية مقدمة من الدولة السورية ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري من الوصول إلى الأهالي على الضفة الشرقية لنهر الفرات، لتذوب كل المساحيق عن وجه أميركا البشع والعالم يتفرج.
أحمد حمادة
التاريخ: الأربعاء 6-2-2019
رقم العدد : 16903