بين دعم العملية الزراعية والاستيراد…

وافقت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية على استيراد كمية 25 ألف طن من البطاطا… وأصدرت الآليات والتعليمات التنفيذية المتعلقة باستيراد هذه الكمية، محددة أربع دول يمكن الاستيراد منها هي مصر والأردن وإيران والجزائر.
إن السماح بالاستيراد لن يحل مشكلة توافر هذه المادة… بل الحل في مسارعة الحكومة إلى مساعدة المزارع على زراعة أرضه بالمحاصيل… مثل البطاطا بدلاً من استيرادها… ولا سيما أن منع الاستيراد هو نوع من أنواع دعم الفلاح على الإنتاج.
إن بقاء المساحات الممكن زراعتها خارج الإنتاج بسبب ارتفاع تكاليف العملية الزراعية على الفلاح… مقارنة بأسعار منتجه المتدنية… جعلته غير قادر على حراثة أرضه وزراعتها… ما جعلنا نتحول إلى مستوردين بعد أن كنا مصدرين!!!.
نعاني من أزمة في تسويق الحمضيات وتصديرها… ونستورد البطاطا… ندعم الزراعات الصناعية رغم أهميتها من تبغ وقطن… ولا ندعم الزراعات التي تحقق الأمن الغذائي… في الوقت الذي يحاول فيه أعداء الوطن زعزعة هذا الأمن من خلال العقوبات الاقتصادية والحصار!!!.
والمزارع يفقد قدرته على زراعة أرضه بالمحاصيل… فحراثة الدونم من الأرض لمرة واحدة تكلف المزارع نحو ثلاثة آلاف ليرة سورية نتيجة ارتفاع سعر المازوت… والمازوت هذا يدخل في كل حلقة من الحلقات الزراعية والتسويقية.
المساحات القابلة للزراعة واسعة… ومياه السدود متوفرة… وحاجة المزارع للعمل ملحة.
المطلوب.. التدخل الحكومي الإسعافي واعتبار كل شبر منتج من الأرض مشروعاً عاماً يجب تنفيذه بالسرعة الكلية… بالعمل وفق مبدأ التشاركية مع الفلاح لتحقيق الأمن الغذائي… الفلاح يقدم الأرض والعمل وما يمكنه… والوزارة تقدم مستلزمات العملية الزراعية من تجهيز الأرض للزراعة إلى البذار ثم السماد والأدوية… وذلك بإشراف وحداتها الإرشادية المنتشرة في كل قرية… وفي نهاية كل موسم يحصل كل طرف على حصته من عائد الإنتاج… ولا سيما أن المنتج سيذهب إلى السوق المحلية ليغطي الاحتياجات… بسعر مقبول… ومناسب… قياساً بسعر المستورد… ولعل الاستيراد هذا انعكس أيضاً على الإنتاج… وبسبب الاستيراد خرج المزارع من الإنتاج… وخسر في موسمه… واضطرت الحكومة إلى الاستيراد، وربح التاجر على حساب الفلاح والمجتمع.
الأمن الغذائي خط أحمر… ينبغي على الجميع التوحد من أجل تحقيقه وتعزيزه دون أي حسابات.
نعمان برهوم

التاريخ: الأثنين 11-2-2019
رقم العدد : 16906

آخر الأخبار
رقابة غائبة وتجار متحكمون.. من يدير الأسواق والأسعار؟ الخريجون الأوائل من الجامعات  للتعيين المباشر في المدارس   تأهيل ثلاث مدارس في ريف دير الزور  التنمية الإدارية تنشر قوائم تضم 40,846 مفصولاً تمهيداً لإعادتهم إلى العمل  تحالف للاقتصاد السوري السعودي.. د. إبراهيم قوشجي لـ"الثورة": لا يخلو من التحديات ويفتح أسواقاً جديد... "أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات الزراعة بريف حلب بين التحديات والفرص ارتفاع كبير ومفاجئ للأسعار في أسواق طرطوس.. والرقابة غائبة! "شفاء 2".. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المج...