ترتبط صفة المكفوف بنظرة الشفقة والعطف , بينما يمتلك المكفوف مقدرات تجعله يتفوق على بقية الناس مع حسٌ مرهف ، وأغلبهم يمتلك ذكاء وسرعة بديهة وجرأة يفتقدها الكثير من المبصرين فلا نستطيع أن ننسى طه حسين وسيد مكاوي وغيرهم، ونحن الآن أمام فرقة واثقون للموسيقا والغناء في ظهورها الأول كتجربة للدمج بين ذوي الاحتياجات والأشخاص الأصحاء في قاعة سامي الدروبي بمديرية الثقافة بحمص.
إبداع على المسرح:
الطفلة تيما الأمير عنوان البراءة والرقة غردت بصوتها المخملي على أنغام موسيقا ملائكية لكل من الشاب الكفيف أسامة نزار أحمد على الكمان وعلي خليل على العود وجعفر علي وحسن الصالح على الايقاع بإشراف عازف الكمان جمال الصالح مجموعة من الأغاني منها: أغاني فيروز وبعض الموشحات والقدود والطقطوقة (حالي حال بالي بال – كنا ستة على النبعة -الحلوة دي قامت تعجن بالفجرية – الأسمر اللون -ع اللالا – أضناه جفاه – موطني…..)
التقينا على هامش الحفل مع منسق الفرقة نزار علي أحمد: الفرقة بذرة لانطلاق فرقة كبيرة تضم أطفالاً مكفوفين مع أطفال عاديين , نعمل من خلال عملنا على ايصال فكرة بأن الكفيف قادر على العطاء ويمتلك دافعاً أكبر للاندماج بالمجتمع , لذلك نراه يبدع بعمل ما , ونلاحظ أن ابداع ذوي الإعاقة نابع من رغبتهم بالتحدي ليكونوا جزءا من المجتمع .
ومن هنا بدأت فكرة إنشاء هذه الفرقة , ومركز واثقون يقوم بتدريب المكفوفين مجاناً وهو المركز منحة من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لأربعة مكفوفين وهو الآن قيد الترخيص ليكون تحت سقف المؤسسات الحكومية , وهو أول ظهور للفرقة , وقد فاجأنا الجمهور بالحضور المميز …….
وأضاف مدرب ومشرف الفرقة جمال الصالح ليحدثنا عن الفرقة ونشاطاتها : أنا مدرب في مركز واثقون الذي يقدم خدمات مجانية للمكفوفين بالدرجة الأولى , وقد تم اختيار أعضاء الفرقة ممن تميزوا بمجال العزف وقد تمكنوا من تعلم العزف خلال وقت قصير دون وجود أرضية سابقة حيث انطلقنا معهم من المبادئ , حيث تحول بعض المتدربين مثل أسامة أحمد الذي يعزف على الكمان إلى مدرب يدرب زملائه , وكان حفلنا اليوم تجريبياً وأعمل على تدريبهم سماعياً عبر الإلقاء واعتمادهم الأساسي في التّعلم على حاسة السمع , وأطمح من خلال هذه الفرقة إلى إثبات أن المكفوف ليس أقل من الأصحاء و يتميز عنهم في بعض المجالات , وأبرز الصعوبات التي تعترضنا هي ضعف الإمكانيات المادية كتأمين أجرة المقر حيث ساعدتنا الأمم المتحدة لعدة شهور ثم انسحبت….
أعضاء الفرقة : الطفلة تيما الأمير : احب أن أدعو جميع الناس الذين يمتلكون موهبة لتعلم الموسيقا, وعدم التمييز بين المكفوف وغيره…
العازف الكفيف أسامة نزار أحمد :قام الأستاذ جمال الصالح بتدريبي على العود ثم انتقلت للعزف على الكمان , وأنا عاشق للموسيقا وسأنتقل من مرحلة الهواية للدراسة الأكاديمية , وهي أول مشاركة لي على المسرح …
ضابط الإيقاع جعفر علي صف أول ثانوي :غايتنا من هذا الحفل رسم البسمة على شفاه الناس وعودة الأمان لسورية …
عازف العود علي خليل طالب أدب عربي : التقيت بالأستاذ جمال في معهد واثقون ودربني على العود وخلال عام تمكنت من العزف على العود وتحولت من طالب إلى مدرسّ بالمركز , وقد أذهلتني فكرة الدمج …
أخيراً :
جمال الصالح : عازف كمان من عام 1977مشارك بأغلب أندية حمص شارك بالعديد من المهرجانات في سورية ومصر ولبنان والأردن وعدة دول عربية , وعزف مع العديد من المطربين الإذاعيين منهم إلياس كرم وفؤاد غازي وعصام رجي وعازار حبيب وصباح ….
سلوى الديب
التاريخ: الجمعة 15-2-2019
رقم العدد : 16910
