استعادت مجلة أسامة الشهرية العريقة، في عدد شباط 2019، بمناسبة احتفالها، بيوبيلها الذهبي، نماذج من أروع الصفحات، التي كانت قد نشرتها في مراحل سابقة، لكبار الفنانين على مدى عقود، وهم: ممتاز البحرة ولجينة الأصيل ونذير نبعة وغسان السباعي وأسعد عرابي وأنور دياب وحسان أبو عياش وطه الخالدي وقحطان الطلاع وأمجد الغازي وفارس قره بيت وسرور علواني. ونتمنى من رئيس التحرير الأستاذ قحطان بيرقدار (الذي نشر قصيدة له بالمناسبة على الغلاف الأخير) أن يستعيد رسومات توضيحية أخرى لفنانين رسموا للمجلة، إلا أن الجمهور عرفهم أكثر، من خلال لوحاتهم التشكيلية، من أمثال: نعيم إسماعيل ويوسف عبد لكي ورضا حسحس ويوسف الصابوني، وفي مراحل لاحقة أحمد معلا وعلي خليل ومحمد الوهيبي وغيرهم.
هكذا يعيدنا العدد الجديد إلى أجواء المرحلة الذهبية، ويدخلنا في عوالم سحرية شاعرية، ويعطينا الدليل القاطع، على أن ماينشر حالياً من رسومات في المجلة، لايمكن مقارنته مع عطاءات عباقرة الرسم الطفولي الأفذاذ السابقين، الذين هم أساتذة الرعيل الجديد من العاملين في مجال الرسم الموجه للأطفال. مع تقديرنا لفناني الأطفال المخضرمين والمتميزين بقوة خطوطهم وألوانهم، والمستمرين في الرسم للمجلة، رغم ظروفهم الصعبة التي سببتها الحرب المدمرة: وفي مقدمتهم الفنان إلياس الحموي، الذي قام بإنجاز التقويم السنوي 2019 ووزعته المجلة هدية مع عدد كانون الثاني 2019.
وبالعودة إلى النماذج المختارة من صفحات رسامي الأطفال الرواد الأفذاذ، سنكتشف قوة وليونة ومرونة خطوطهم وسحر ألوانهم، التي لم تتلاعب بها التقنيات الرقمية والبرمجة الإلكترونية، كما يحصل الآن، مع إشارة إلى أن رسامي الأطفال في الدول الراقية، يحتلون واجهة الصدارة، وأجورهم هي الأعلى، لأن الرسم الموجه للأطفال يحتاج لموهبة إلهية، ولهذا فهم قلائل جدا، في سورية وفي الخارج, مقابل الكم الهائل من الداخلين، بلا موهبة في مجال إنتاج اللوحة وعرضها.
رؤيـــــــة
أديب مخزوم
facebook.com adib.makhzoum
التاريخ: الأحد 17-2-2019
رقم العدد : 16911
السابق
التالي