على وقع تسارع الأحداث انعقدت قمة سوتشي الثلاثية في ظروف باتت فيها المناورات التي تلعبها دول العدوان على سورية محدودة الهوامش، في ظل التباين المكشوف لأهداف وخلفيات أردوغان ومناورته لعرقلة تنفيذ الاتفاق حول إدلب ومحيطها، متذرعاً بنقص القدرات وعدم تهيئة الظروف للتنفيذ بهدف تعطيل الاتفاق، إضافة إلى الحديث الأمريكي عن سحب القوات من سورية والذي بدوره جمّد الاتفاق وفرض صراع الأولويات.
من العبث التعويل على أردوغان بتنفيذ الاتفاق خاصة بعد سيل الاستفزازات من (النصرة) الممولة من أنقرة، ناهيك بمحاولات التركي الحثيثة من وضع قنبلة مجموعاته الإرهابية الموقوتة عبر بناء منطقة خاصة في جنوب حلب وإدلب بهدف الاستفزاز، متناسياً حقيقة القرار السوري الثابت برفض وجود أي قوات أجنبية على الأرض.
النظام التركي الإخواني الذي يتنقل على حبال الفشل والخيبات والوهم بعد إجهاض مشاريعه وأحلامه يتناسى أنه يلعب مع الكبار، وبالتالي لم يتبقَّ له إلا السقوط في مستنقع الهزيمة خاصة بعد أن يلفظه الأمريكي إلى حظائر التخلي، وبالتالي ما عليه إلا لملمة ما تبقى من ركام أحلامه.
لهذا لم يكن بمقدور قمة سوتشي التغاضي عن إدلب وإطلاق عملية التحرير بغض النظر عن تحفظ التركي. ولا سيما أن توقيت المعركة واتخاذ الموقف الحاسم في شرق الفرات ورفض المساس بوحدة الأراضي بيد الدولة السورية، لأن الأولويات للثوابت وإن كانت حقيقة مرّة يتجرع كأسها أردوغان أينما حل.
حدث وتعليق
عائدة عم علي
التاريخ: الأحد 17-2-2019
رقم العدد : 16911
السابق