ثورة أون لاين_ معد عيسى:
تشبه عملية التخطيط في بعض الجهات العامة تخطيط رجل جالس في مقهى يخطط للعمل فيخطط ويزرع ويبني ويبيع ولا يصحو من خططه إلا عندما يبدأ مسيرة البحث في جيوبه لدفع فاتورة كاس الشاي ، فأي شخص تسأله عن آلية النهوض بالبلد يجيبك لا بد من الاهتمام بالقطاع الزراعي والتصنيع الزراعي وإعادة الالق للصناعة الوطنية واتخاذ إجراءات مصرفية وتشريع قوانين مشجعة للاستثمار ومحاربة الفساد ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتفعيل الكفاءات والاهتمام بالبحث العلمي وغير ذلك من الأمور ولكن أين التمويل ؟
الوزارات والجهات العامة وضعت خططها السنوية والمستقبلية وبشكل مدروس ولسنوات طويلة لكن من أين سيتم تمويل هذه الخطط ؟ أليست مشكلة البلد اليوم في تأمين التمويل لكل هذه الخطط ؟ أليس السبب الرئيسي لكل أزمتنا اليوم هو عدم وجود القطع لتمويل شراء القمح والأدوية والمشتقات النفطية ؟ .
أهم مصدر اليوم لتامين التمويل هو وقف الهدر وضبط مناقصات تنفيذ المشاريع التي يتم صياغة بنودها على مقاسات أشخاص معينين ، اهم مصدر للخزينة هو الايرادات الجمركية التي ما تزال هزيلة جدا مقارنة بدول الجوار والجميع يعرف شجون الجمارك ، ويبقى اهم من ذلك كله تشغيل الأموال الموجودة في المصارف من خلال تمويل المشاريع وفق أسس واضحة
وما حصل في موضوع القروض المتعثرة والية معالجتها جعل من الكثيرين يقسمون بأنهم لن يتعاملوا مع المصارف مرة أخرى .
لامشاريع ولا خطط يُمكن ان ترى النور دون تمويل ، ولا احد يفكر بالاستثمار في غياب الأمان القانوني للمستثمرين ، لان من لا يحميه القانون لا يحميه احد ، وعندما يتم تجاوز القانون فان الجميع يفقد الثقة بمؤسساته وهذا جعل الكثير من أموال السوريين تهرب الى الخارج .