ترامب يستعرض إنجازاته ضد الإرهاب بكرنفال… أكاذيب.. وواشنطن تتعكز على عصا داعش المهترئة لرفع رصيد بلطجتها

الاستثمار بالارهاب وزعزعة أمن واستقرار دول العالم وتعريضه للمزيد من الأخطار الجسيمة هو استراتيجية أميركية لا تتوقف عند حدود معينة، فالانغماس الامريكي في صنع ودعم التنظيمات الارهابية وتوريدها الى العديد من مناطق الشرق الأوسط مثبت ، ما يكشف عن مزيد من عورات هذا النظام الامبريالي المتغطرس ويفضح اجرامه ولا مبالاته بمصير ومستقبل البشرية جمعاء.
فالإدارة الامريكية أوجدت التنظيمات الإرهابية وصدرتها الى المنطقة واستخدمتها كوقود لإشعال الحروب فيها وإضعافها واستنزاف ثرواتها ومواردها، وهذا ما يؤكد على أن السياسة الأمريكية تجاه المنطقة العربية والشرق الأوسط هي سياسة واحدة لا تختلف باختلاف من يعتلي سدة الحكم في اميركا، وهي تعتمد في المقام الأول على حفظ أمن «إسرائيل» المزعوم ونهب ثروات ومقدرات المنطقة.
الادارة الاميركية مازالت تلعب على حبال اكذوبة القضاء على هذا التنظيم الارهابي الذي هو صنيعة مختبرات شرورها صدرته للمنطقة لتتيح تدخلها السافر في شؤون الدول.
فالتقاعس الامريكي فى القضاء على التنظيم الارهابي الذي أوجدته ودعمته، وصدرته الى العالم، ليسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في كل من سورية والعراق وغيرها، وكذلك تهريب متزعمي التنظيم الإرهابي عبر طائرات أميركية من مواقعهم إلى أماكن انتشار قواتها المحتلة وذلك حفاظا على حياتهم وتحييدهم عن مصيرهم المحتوم مع التقدم المستمر للجيش العربي السوري في إطار حربه لاجتثاثهم، إضافة إلى رفع «التحالف الأميركي» معنويات الإرهابيين المتقهقرة عبر استهدافه مواقع للجيش العربي السوري، دليل دامغ على غاية الإدارة الأمريكية من استخدام التنظيم الارهابي لتحقيق أهدافها فى الشرق الأوسط، وبالتالي استعداد الولايات المتحدة على عقد الصفقات مع الميليشيات الإرهابية، وهو ما يمثل جزءا رئيسيا من سياسة إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، والتي قامت في الأساس على تمويل ودعم الإرهاب وتمكينه في المنطقة ليتاح لها الاتجار بعذابات الشعوب وبالتالي تدخلها السافر في شؤون الدول وتحقيق أجنداتها الاستعمارية.
لم تنته لعبة الشرور الامريكية باستخدام داعش الارهابي كأحد أوراق الدبلوماسية الأمريكية، ففي الوقت الذي ادعى فيه ترامب عزمه بالقضاء على «داعش» نهائيا ليظهر امام الرأي العام الاميركي خاصة وأمام الرأي العام بمظهر البطل الذي خلص العالم من الارهاب، جاءت تقارير اممية تؤكد ان جماعة داعش الارهابية لم تهزم، وإنما تستمد بقاءها من الدعم الأميركي، مشيرة إلى وجود ما بين 14 و18 ألف ارهابي للتنظيم في سورية والعراق، من بينهم نحو 3 آلاف أجنبي في استنتاج يناقض تماما ما أعلنه الرئيس الأميركي بشأن القضاء التام عليها.
ووسط هذه التقارير والأرقام المخيفة عن عدد الجماعة الارهابية ظهرت الى السطح تقارير اعلامية تؤكد وجود اتفاق سري بين مليشيا قسد والتحالف الاميركي و»داعش» من أجل خروج الجماعة الارهابية من آخر مناطقها شرق الفرات مشيرة إلى أن وجهة «داعش» الارهابي ما زالت غامضة، ولكن من المرجح أن ارهابييها سينقلون إلى صحراء الأنبار أو بادية التنف حيث تنتشر القواعد العسكرية الاميركية ليكونوا تحت الوصاية الاميركية وبعيدا عن الاعلام.
وبالتالي فان صحت هذه المعلومات فانما يجري ليس قضاء على «داعش» وانما هو اعادة تأهيل وتدريب لهذه الجماعات الارهابية من قبل واشطن في الخفاء ليعاد استخدامها مجددا، وفي العلن يستعرض الرئيس الاميركي عضلاته في عرض بهلواني بدحره ادواته الدواعش، ويزيد من رصيده في الانتخابات الرئاسية الاميركية للعام المقبل 2020 حسبما يرى مراقبون.
وعلى المقلب الآخر من مشهد نصر وهمي على جماعة داعش الإرهابية تعتزم واشنطن تمريره للعالم عبر ماكيناتها الإعلامية للتغطية على تحالف وثيق مع الجماعة المدرجة على لائحة الإرهاب الدولية والذي أفضى عن عشرات المجازر بحق السوريين وممتلكاتهم، يحاول ترامب المنافق الأكبر، أن يقدّم بلاده على أنها هي من هزمت تنظيم داعش الإرهابي في سورية، وهناك العديد من الوثائق تؤكد عن أن داعش صناعة أمريكية، وهذا ما قاله ترامب نفسه إبان حملته الانتخابية عندما اتهم أوباما وهيلاري كلينتون بهذا الأمر، كما كانت ارض الميدان خير شاهد على مراوغة ترامب فلطالما زودت القوات الأمريكية تنظيم «داعش» بالسلاح في المعارك وعندما كان يخرج الأمر إلى العلن كانت واشنطن تتذرع بأن الأمر تم عن طريق الخطأ، على الصعيد نفسه، شنت القوات الأمريكية اعتداءات عديدة على الجيش العربي السوري الذي يستهدف التنظيم الإرهابي، فهل يحق للأميركي الادعاء بأنه المنتصر على «داعش» أم شريكه في الاجرام الدموي؟
كما يدرك الجميع جيداً من خلال خارطة الوجود الداعشي خلال السنوات الماضية والمناطق الذي خسروها من هو الطرف الذي هزم تنظيم داعش الإرهابي بالفعل، كذلك، الرجوع إلى حجم الخسائر العسكرية البشرية في القوات التي واجهت داعش تعزّز حقيقة الطرف المنتصر على التنظيم الإرهابي الأبرز، وهو الجيش العربي السوري بإسناد من محور المقاومة.
كما يبدو فان هناك تناقضا واضحا في الإدارة الأمريكية حول حقيقة الانتصار المزعوم، ففي حين يستعد ترامب لإعلان النصر يؤكد الجنرال جوزيف فوتيل القائد العسكري الأمريكي المسؤول عن المعركة ضد تنظيم «داعش» في سورية، أن قرار الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات من سورية قد جاء قبل الأوان.
الجنرال جوزيف فوتيل قال إن التنظيم الارهابي لا يزال ناشطاً في سورية، ولن تتمكن ميليشيا قسد المدعومة أمريكياً وحدها من التعامل مع هذا التهديد.
ففي الحقيقة، لم يكن وجود «داعش» في سورية والعراق إلا ذريعة للدخول إلى هذه البلاد، وقد أكد مسؤولون أمريكيون في إدارة ترامب أن الحضور الأمريكي سيستمر إلى ما بعد مرحلة تنظيم داعش الإرهابي في إشارة تؤكد أن الحضور لا يرتبط بداعش بل «داعش» هي الذريعة، لكن ترامب يراوغ بالخروج ويفخخ الانسحاب ويدعي رفض ذرائع البقاء.
على ما يبدو فإن ترامب يسعى اليوم لتحقيق هذا الأمر بغية وضعه في سجل إنجازاته «الوهمية»، حيث تعرض ترامب في الآونة الأخيرة لضغوطات داخلية سواء تلك التي تتعلّق بالمحقّق مولر، أم المرتبطة بحالة الطوارئ، ومن هنا يسعى الرئيس الأمريكي لتعزيز أوراقه عبر إعلان الانتصار على «داعش».
لذلك فالحديث الأمريكي عن الانتصار على «داعش» يبدو فكاهياً أكثر منه عسكريا او سياسيا، ويسعى ترامب لاستخدامه في الداخل الأمريكي، ولو راجعنا أدبيات الأمريكيين أنفسهم لوجدنا أن الإدارة الأمريكية ليست شريكة في الانتصار على «داعش»، بل هي شريكة في الهزيمة مع التنظيم الإرهابي الذي سيندحر ومعه ممولوه ورعاة ارهابه.
الثورة- رصد وتحليل

التاريخ: الأربعاء 20-2-2019
رقم العدد : 16914

آخر الأخبار
غياب ضوابط الأسعار بدرعا.. وتشكيلة سلعية كبيرة تقابل بضعف القدرة الشرائية ما بعد الاتفاق.. إعادة لهيكلة الاقتصاد نقطة تحول.. شرق الفرات قد يغير الاقتصاد السوري نجاح اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية.. ماذا يعني اقتصادياً؟ موائد السوريين في أيام (المرق) "حرستا الخير".. مطبخ موحد وفرق تطوعية لتوزيع وجبات الإفطار انتهاء العملية العسكرية في الساحل ضد فلول النظام البائد..  ووزارة الدفاع تعلن خططها المستقبلية AP News : دول الجوار السوري تدعو إلى رفع العقوبات والمصالحة فيدان: محاولات لإخراج السياسة السورية عن مسارها عبر استفزاز متعمد  دول جوار سوريا تجتمع في عمان.. ما أهم الملفات الحاضرة؟ "مؤثر التطوعي".. 100 وجبة إفطار يومياً في قطنا الرئيس الشرع: لن يبقى سلاح منفلت والدولة ضامنة للسلم الأهلي الشيباني يؤكد بدء التخطيط للتخلص من بقايا "الكيميائي": تحقيق العدالة للضحايا هدوء حذر وعودة تدريجية لأسواق الصنمين The NewArab: الشرع يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب سوريا "The Voice Of America": سوريا تتعهد بالتخلص من إرث الأسد في الأسلحة الكيماوية فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا استفزاز جامعة دمشق تختتم امتحانات الفصل الأول حين نطرح سؤالاً مبهماً على الصغار تكلفة فطور رمضان تصل إلى 300 ألف ليرة لوجبة متواضعة