إذا كنا ننادي و(على الملأ) بالحرية الشخصية… ونؤكد احترامها… وعدم المساس بها… إلا أن هذه الحرية بالمطلق تنتفي عندما تتعارض مع (الحرية العامة)…
فالحرب لم تنته… لا بل بدأت الآن… ومن يعتقد أن الحرب وضعت أوزارها يكون (متسرعاً)…
صحيح أن الجيش العربي السوري المحتضن من الشعب حقق انتصارات عسكرية يحق لنا أن (نزهو) بها… إلّا أن أعداء الوطن (المهزومين) لن يستسلموا ببساطة، بل سيحاولون الدخول والعبث في مكان آخر… عبر البوابة (الاقتصادية)… وبث الشائعات… واستخدام الوسائل الممكنة لتبقى سورية (مضطربة) فوسائل التواصل الاجتماعي رغم أهميتها… إلا أن استخدامها بشكل (غير مسؤول) قد يؤدي بنا إلى (المهالك)… إذن بات من (الصواب) بمكان أن تسعى الحكومة عبر أدواتها لضبط وتنظيم هذه (الحالة)… وعدم السماح لأي كان العبث بالمصطلحات… وتناول قضايا على غاية من الأهمية ببساطة وسذاجة… ويمكن أن يكون (الخطأ) هنا غير مقصود… أو النية صادقة… ولكن ربما النتائج قد تقودنا إلى مكان خطير نحن بغنى عنه… فسعر الصرف… وتناول قضايا وطنية ومالية واقتصادية يجب أن تبنى على مصدر… و (متخصصين)… وليس على تخمينات… وتمنيات…!!
فالمواطن السوري الذي انتصر على أقذر حرب شنت عليه عبر التاريخ ليس بهذه السذاجة… ويجب أن يتمتع بحس عال من المسؤولية… ويدرك المعاناة… والتداعيات الاقتصادية التي فرضتها هذه الحرب… المهم هنا… أن نعزز ونقوي إعلامنا الوطني… ونعطيه دفعاً قوياً ليتسنى له إعادة بناء الثقة ما بين المواطن والمسؤول… وهذا لن يكون إلا عبر استراتيجية إعلامية وطنية هادفة… وتنظيم حالة الفوضى في بعض وسائل التواصل الاجتماعي…!!
هذا ليس صعباً… وإمكانية تحقيقه قائمة…
صحيح أنه من (السهل الممتنع)… إلا أن وجود رجالات تتمتع بحس وطني عال… مع تطوير إداري (فعال) كفيل بتحقيق الغاية… وإعادة ترميم (الأفكار الخلاقة)…. وصولاً إلى بناء إنسان يستطيع تحمل المسؤولية بجميع أبعادها… ليكون الأداة الفعالة في إعادة البناء، بناء العقول… فالإنسان هو (الهدف)… الغاية… وتداعيات الحرب (الخطيرة) تستوجب منا أن نركز على (البوصلة)… وتدويرها بشكل صحيح وصولاً إلى تحقيق الانتصار (الكامل)…
شعبان أحمد
التاريخ: الأربعاء 20-2-2019
رقم العدد : 16914