الشرق في عين الطمع الأميركي.. والانسحاب خدعة للمساومة.. ترامب يلوح بفزاعة داعش لأوروبا.. ويرفع جزرة التطمين لميليشيات الانفصال

بعد أن اتضحت ملامح المشهد في الشمال السوري وأن القضاء على الارهاب هناك بات أمراً محسوماً من قبل الجيش العربي السوري والحلفاء، تعلو وتيرة التأزم لدى واشنطن والتي اتضحت من خلال تصريحات ادارتها الخلبية ووعودها الفارغة لأداتها الارهابية « قسد « بالإبقاء على مناطق سيطرتها بعد انسحابها المزعوم، ليعزف الاوروبي على وتر خيباته ويقع في حيرة من أمره بشأن مصير مرتزقته الارهابيين في سورية، لتتكشف حقيقة خبث نيات واشنطن بشأن تحقيق وهم تقسيم سورية على لسان الروسي الذي أكد أن القضاء على الارهاب في إدلب امر واقع داعياً الى مساهمة الدول الاقليمية في ذلك.
فبعد تلقي واشنطن الصفعات تلو الاخرى وأصبح انسحابها هو الاقرب الى الواقع بعد هزيمة مشروعها وهزيمة مرتزقتها، تحاول الالتفاف على هذه الحقائق من خلال تقديم « التطمينات « لأداتها «قسد»، حيث ذكرت مصادر مطلعة أن ضباطاً أمريكيين كباراً من بينهم من يسمى قائد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، جوزيف فوتيل التقوا مع متزعم ميليشيا قسد في مكان لم يكشف عنه بشمال شرق سورية، ودار النقاش حسب المصادر حول كيفية الحفاظ على «المناطق المحررة من «داعش» وآلية استمرار دعم واشنطن وحلفائها لهذه المناطق.
وأكدت المصادر أن فوتيل زعم بأن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض رفضاً قاطعاً استعادة سيطرة الدولة السورية على مناطق شمال وشرق سورية التي يتواجد فيها «قسد»، وأن الجنرالات الأمريكيين أبلغوا ميليشيا قسد أن الولايات المتحدة سوف تحدد موقفها وسيتبين موقف الأوربيين أيضاً مما تسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة وحماية شمال وشرق سورية وميليشيا قسد حتى نهاية شهر آذار المقبل.
وكان فوتيل قد أبلغ ميليشيا قسد أن بقاء القوات الأميركية في سورية غير مطروح، زاعماً أن القوات الأميركية تنفذ أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من سورية، كما نقل عن متزعم في « قسد « مطالبته بالإبقاء على ما بين 1000 و1500 جندي أميركي في سورية الامر الذي ادت في احتيال جديد واشنطن رفضه زاعمة انها ستسحب كل قواتها من سورية.
الأكاذيب والتطمينات الاميركية لأداتها «قسد» والتي لا تمت للحقيقة جاءت في وقت دخلت فيه الدول الأوروبية، وغيرها من الدول التي انضم بعض مواطنيها إلى صفوف إرهابيي «داعش» في جدل واسع، جراء ضغط واشنطن لحل ملف من اعتقل منهم على يد تحالفها المزعوم قبل الانسحاب الأميركي المزعوم من سورية.
لتأتي الحقائق الروسية وتكشف أطماع واشنطن في سورية والتي اندحرت مع توالي الانتصارات للجيش العربي السوري والحلفاء حيث أكدت روسيا أن هدف الولايات المتحدة يكمن في تقسيم سورية وإقامة شبه دولة على الضفة الشرقية لنهر الفرات وتستثمر بنشاط لتحقيق هذا الهدف المزعوم، مشيرة إلى أن واشنطن تمنع حلفاءها من الاستثمار في إعادة بناء البنية التحتية في بقية أنحاء سورية، الخاضعة لسيطرة الدولة السورية.
وبينت روسيا أن مهمة استعادة السيادة والسلامة الإقليمية لسورية، التي وقع عليها المجتمع الدولي برمته، بما في ذلك الولايات المتحدة، كان في الواقع بالنسبة للولايات المتحدة مجرد مناورة لإبعاد الأنظار.
هذا وقد ازدادت التصريحات الروسية الأخيرة حول ضرورة بدء عملية إدلب العسكرية واستعادة الدولة السورية لها، واعلنت روسيا انها مستعدة للتعاون مع جميع الدول الإقليمية ومع الولايات المتحدة في سبيل القضاء على الإرهابيين بشكل تام».
وأشارت إلى أن فرض السياسات الغربية على الشرق الأوسط أدى إلى الإخلال بالتوازنات القائمة في المنطقة ونشاط غير مسبوق للإرهاب الدولي في عدد من الدول، وأزمة هجرة.
وأن الإجراءات الأمريكية في سورية في المرحلة الحالية خطيرة وتهدف إلى تقسيمها وهذا أمر غير مقبول، كما أنها تتواجد بشكل غير شرعي في سورية بذريعة محاربة الإرهاب وانسحابها سيؤدي إلى إعادة الاستقرار فيها.
هذه التطورات جاءت وسط محاولة تسعى من خلالها واشنطن للابقاء على قواتها من خلال العزف مجدداً على اسطوانة الكيماوي المشروخة عبر أداتها الارهابية «الخوذ البيضاء» بعد استنفادها كل فرص البقاء في سورية بعد هزيمة مشروعها الاستعماري في سورية، في هذا الصدد رجحت روسيا استمرار ارهابيي «الخوذ البيضاء» بالتحضير لاستفزازات جديدة في سورية باستخدام «سلاح كيميائي» تتخذها واشنطن ذريعة للإبقاء على جيشها الغازي في الأراضي السورية، لتأخير انسحاب قواتها من سورية وتبرير عمليات عسكرية محتملة ضد الدولة السورية.
وشددت روسيا على أن مسألة ارهابيي الخوذ البيضاء معروفة ومكشوفة للجميع، وتتلخص في تبرير التدخل الأجنبي في سورية.
هذا واشارت تقارير الى أن الممارسات الاميركية للسيطرة على منطقة الشرق الاوسط مكشوفة للجميع حتى ولو وضع البعض رؤوسهم في الرمال وهي تكرر نفسها دائما و كانت آخر هذه الممارسات ما أعلنه الرئيس الاميركي دونالد ترامب من عزمه على سحب قواته بزعم انه انتصر على الارهاب في سورية، لكن الحقيقة على الارض تقول غير ذلك فواشنطن وتحالفها المزعوم يساعدون الارهابيين على الفرار من منطقة الى اخرى، والدليل على ذلك أن عشرات الشاحنات التابعة لما يسمى تحالف واشنطن دخلت إلى البساتين الواقعة بين منطقة الباغوز وضفة نهر الفرات الشرقية شرقي دير الزور السورية، لإجلاء دواعش عالقين هناك وعوائلهم، وفق صفقة غير معلنة حتى اللحظة.
في السياق أكد محللون أن قوات الاحتلال الأمريكي في منطقة التنف تعرقل تحرير المنطقة من الإرهاب، وأن الإرهاب الدولي الذي يضرب في كل مكان ممنهج وممول من دول بعينها، وأشار المحللون الى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يتخذون محاربة الإرهاب ذريعة لشن حروب على الدول ونهب ثرواتها، لافتين الى أن كلام الرئيس الاميركي عن نهاية ارهاب داعش غير دقيق والأفضل أن يقول انتهت مهمة داعش بالنسبة للأمريكان في سورية.
وذكر المحللون أن داعش كذراع إرهابي انتهت منذ زمن لكن بقي على جزء منها في الشمال الشرقي السوري تحت المظلة الامريكية، في حين أن أمريكا لم تكن تتوقع أن تنتهي «داعش» في المساحات السورية التي كانت تشغلها واجتثت منها بنسبة 85 الى 90 % وبقي لها فقط 10% الموجودة شمال شرقي الفرات. لذلك داعش لم تنته في سورية بفعل عمليات التحالف الدولي المزعوم لدحر داعش، بل انتهت عندما انتصرت الدولة السورية وحلفاؤها وأخرجوا داعش من المدن التي كانت تمارس الإرهاب بها.
وأضافوا: إن أمريكا كانت تستثمر بداعش الارهابي ووجوده بالشكل الذي دخلت به الى سورية كان هو المبرر للعدوان الامريكي على سورية.
وأكد المحللون أن داعش كتنظيم ارهابي انتهى في سورية قبل سنة من الآن، لكن أميركا أبقت على جزء منه على الحدود العراقية السوربة من أجل تمديد فترة البقاء الامريكي في سورية، لأن وجود الأميركان مرتبط بوجود «داعش» وكانت استراتيجية اميركا في سورية تقوم على إطالة أمد الحرب.
وبين المحللون أنه اليوم بالنسبة لمسألة إطالة أمد الحرب على سورية فقد استنفدت وافرغت من محتواها، و يبدو أن أميركا اوجدت المهمة الجديدة لـ «داعش» والخطر في المهمة الجديدة والذي فاجأ الكثيرين هو التهديد المباشر الذي وجهه ترامب لأوروبا تحت عنوان 800 ارهابي من داعش حيث هدد أوروبا بأمنها وهناك وظيفة أخرى لها باتجاه آسيا الوسطى والوجهة الثالثة لها ستكون في شمال إفريقيا.
الى ذلك نقلت قناة «سي إن إن» الاميركية عن مسؤول عسكري أميركي تأكيده أن مئات الارهابيين التابعين لتنظيم داعش الارهابي فروا من سورية إلى غرب العراق ومعهم 200 مليون دولار نقداً.
وأضافت القناة الأميركية أن قرابة 1000 من ارهابيي داعش فروا من سورية إلى الجبال والصحاري في غرب العراق في الأشهر الستة الماضية، وأن ارهابيي «داعش» يستمرون في الفرار مع اقتراب المواجهات من آخر معقل للتنظيم الارهابي في جنوب شرق سورية، مشيراً إلى أن بعض الارهابيين السابقين كانوا أعضاء سابقين في تنظيم القاعدة الارهابي في العراق، وإن التقييمات والتقديرات تشير إلى أن قوة «داعش» الوهابية تتلاشى.
وعن مصير متزعم داعش الارهابي أبو بكر البغدادي ذكر مصدر عراقي إن المعلومات المتاحة في شأن مصير البغدادي لا تؤكد مقتله أو إصابته، مشيراً إلى أن فريقاً خاصاً يتتبع أثره، من دون أن يعثر على دليل يشير إلى وجوده في موقع ما ضمن نطاق ساحة العمليات في الشرق السوري.
حقائق فشل الاطماع الاميركي في سورية تماهت مع ارتفاع حدة التأزم لدى النظام التركي الذي يتلقى الصفعات تلو الاخرى، في هذا السياق جددت الفصائل الارهابية المنضوية تحت العباءة التركية رفضها لتسيير دوريات روسية-تركية مشتركة في منطقة الاتفاق في إدلب، مشيرة إلى أن تركيا لم تبلغها بأي اتفاق روسي-تركي حول مصير المحافظة.
ويأتي رفض الفصائل الإرهابية لهذه الدوريات، بعد الإعلان عن اتفاق روسي تركي على اعتماد آلية «الخطوة خطوة» لتعود إدلب إلى الدولة السورية.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الخميس 21-2-2019
رقم العدد : 16915

آخر الأخبار
غياب ضوابط الأسعار بدرعا.. وتشكيلة سلعية كبيرة تقابل بضعف القدرة الشرائية ما بعد الاتفاق.. إعادة لهيكلة الاقتصاد نقطة تحول.. شرق الفرات قد يغير الاقتصاد السوري نجاح اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية.. ماذا يعني اقتصادياً؟ موائد السوريين في أيام (المرق) "حرستا الخير".. مطبخ موحد وفرق تطوعية لتوزيع وجبات الإفطار انتهاء العملية العسكرية في الساحل ضد فلول النظام البائد..  ووزارة الدفاع تعلن خططها المستقبلية AP News : دول الجوار السوري تدعو إلى رفع العقوبات والمصالحة فيدان: محاولات لإخراج السياسة السورية عن مسارها عبر استفزاز متعمد  دول جوار سوريا تجتمع في عمان.. ما أهم الملفات الحاضرة؟ "مؤثر التطوعي".. 100 وجبة إفطار يومياً في قطنا الرئيس الشرع: لن يبقى سلاح منفلت والدولة ضامنة للسلم الأهلي الشيباني يؤكد بدء التخطيط للتخلص من بقايا "الكيميائي": تحقيق العدالة للضحايا هدوء حذر وعودة تدريجية لأسواق الصنمين The NewArab: الشرع يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب سوريا "The Voice Of America": سوريا تتعهد بالتخلص من إرث الأسد في الأسلحة الكيماوية فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا استفزاز جامعة دمشق تختتم امتحانات الفصل الأول حين نطرح سؤالاً مبهماً على الصغار تكلفة فطور رمضان تصل إلى 300 ألف ليرة لوجبة متواضعة