نحو أربع سنوات مضت على العدوان السعودي على اليمن، ولم تزل أميركا تنفخ في النار الوهابية التي تحصد المزيد من الخسائر البشرية والمادية في صفوف اليمنيين، وتسبب لهم الآلام والأوجاع وتضع الأغلبية العظمى منهم تحت خط الفقر، والسبب تبعية بني سعود للإرادة الغربية وانصياعهم الأعمى لأوامرها وإملاءاتها، وفرضهم تلك الإرادة على الشعب السعودي الذي لاحول له ولاقوة، حيث يقف حائراً بين الشجب والخوف من العقاب، في الوقت الذي قد ينقسم فيه الأميركيون بين معارض لتلك الحرب ورافض لها، وبين مؤيد لخطوات البيت الأبيض وبرامجه التسليحية للسعودية لاستمرارها، طالما ثمن تلك الأسلحة مدفوعة سلفاً من خزائن السعوديين.
اليوم يرفض الكونغرس الأميركي مواصلة الرئيس دونالد ترامب دوره في العدوان على اليمن متحدياً إياه، وينتقد أعضاء في مجلس الشيوخ موقف إدارة بلادهم من ذلك، وما مطالبتهم بممارسة الضغوط على النظام السعودي لوقف عدوانه، وبإنهاء دور واشنطن في هذه المهزلة، إلا دليل على ذلك، في وقت كانت فيه إفادات مسؤولي وزارتي الدفاع والخارجية التي قدمت لتبرير موقف إدارة ترامب الداعم لبني سعود ضعيفة، ولم تستطع تغيير آراء الأعضاء المطالبين بتلك الضغوط، رغم سريتها ومداولاتها في جلسات مغلقة مع لجنة العلاقات الخارجية في المجلس.
منتقدو النظام السعودي وإدارة ترامب في العدوان على اليمن، ومن بينهم أعضاء في الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس الأميركي يزدادون يوماً بعد آخر، بعد أن تسببت «عاصفة بني سعود» بمقتل عشرات آلاف اليمنيين، وقضت على مظاهرهم الحياتية، ودمرت بناهم التحتية، وأعادت البلاد عقوداً إلى الوراء، ما يؤكد أنه حان الوقت لوقف الحرب ووضع حد لتجاوزات تحالف العدوان وتحديه القرارات الأممية التي تمنع التدخل في شؤون الدول الداخلية.
السنوات التي انقضت على العدوان السعودي ضد اليمن، قد يضاف إليها عجاف أخرى دون أي أمل في وقفها، رغم الكوارث التي تسببت فيها، والمآسي التي يعانيها اليمنيون، وبدل من أن تقتنع أميركا وخلفها السعودية بالحل السلمي الذي يعيد الأمن والاستقرار، يمضي الطرفان بحربهما التي تأكل الأخضر واليابس، ويعمدان لمفاقمة الصراع وتأجيج العنف، والأهداف معروفة أقلها إبقاء سوق الحرب مفتوحة، مادامت إدارة ترامب تستفيد من نتائجها، ثم رسم خريطة جيوسياسية للمنطقة تعيد عهود الاستعمار القديم ونفوذه.
حدث وتعليق
حسين صقر
huss.202@hotmail.com

السابق
التالي