المتاجرة في القضايا الإنسانية على المستوى الدولي، أصبحت ماركة مسجلة باسم الولايات المتحدة الأميركية، فهي تُسخّر كل قدراتها، وخاصة العسكرية والاستخباراتية، بالإضافة إلى إمكانيات أتباعها في الغرب والشرق لخدمة أهدافها المشبوهة التي تزينها ببعض الشعارات المزيفة، لتضليل الشعوب المستهدفة في هذه السياسة التي أقل ما يمكن أن نسميها بالعدوانية.
والمثال الصارخ على سياسة واشنطن الإجرامية في هذا المنحى، ما تفعله ضد المهجرين السوريين في مخيم الركبان، فإضافة إلى أنها لم تتوقف منذ بداية الحرب الإرهابية المتعددة الجنسيات على سورية عن عزفها النشاز على أوتار القضية الإنسانية التي هي أول المسببين لها، فهي تحمي اليوم بقاعدتها العسكرية غير القانونية في التنف فلول إرهابيي داعش الذين يحتجزون المدنيين السوريين في المخيم كدروع بشرية، ويمنعونهم من العودة إلى منازلهم وبلداتهم التي حررها الجيش العربي السوري من رجس الإرهاب.
وبالرغم من كل الجهود التي قامت بها الدولة السورية لتهيئة الظروف لعودة المهجرين بفعل الإرهاب إلى مدنهم وقراهم، سواء كان من مخيم الركبان أو من الخارج، ما زالت الإدارة الأميركية تمارس الابتزاز والنفاق السياسي، واضعة القضية الإنسانية للمهجرين في مطبخ التسييس الدولي، وهي تتأمل أن تصل لغاياتها الأنانية وغير الإنسانية في هذه القضية، بعدما فشلت وحلف العدوان معها وإرهابيوهم في ميدان المعركة.
في المقابل لم تتوقف الدولة السورية بالتعاون مع الحلفاء عن تقديم ما يحتاجه مواطنوها المحتجزون في المخيم المذكور، من غذاء ودواء وألبسة وغيرها من المواد، وحتى لوازم تلقيح الأطفال ضد مرض الحصبة والشلل والتهاب الكبد والسل كانت من ضمن مساعدات تم نقلها على متن 133 شاحنة إلى المخيم في وقت سابق هذا الشهر.
ويأتي في سياق جهود الدولة السورية لرعاية مواطنيها في كل مكان، تنظيم قوافل جديدة غداً الجمعة لعودة طوعية للمدنيين المحاصرين في «الركبان» إلى مدنهم وقراهم بعد أن أصبحت آمنة وخالية من الإرهاب، في حين تكشف معاناة هؤلاء في المخيم لكل ذي بصر وبصيرة «الإنسانية المزيفة» التي يتشدق بها الأميركيون والأوروبيون على المنابر الدولية.
نافذة على حدث
راغب العطية
التاريخ: الخميس 28-2-2019
رقم العدد : 16920