رغم أن الأثر الرجعي الايجابي لجملة المؤشرات والمعطيات الواردة من خلية العمل التنفيذي والتي تشير لمرحلة عمل جديدة وجدية سينتهجها الفريق الحكومي ككل مترافقة بحزمة من القرارات الداعمة والتنفيذية على حياة الناس وواقعهم الاقتصادي والخدمي على وجه التحديد لا تزال في حدودها الدنيا ، إلا أننا لا يمكن ان نغفل حالة الارتياح التي تسود لدى المواطنين جراء الحملة غير المسبوقة على التهريب، الأفة المدمرة والمخربة للاقتصاد والمواطن ، وعلى ما يبدو أنها مستمرة وتسير بوتيرة جيدة وستأخذ منحى أكثر فائدة وتأثيراً عندما تطول أسماء باتت معروفة لفاسدين ومحتكرين استغلوا وضع البلد وأدخلوا كميات كبيرة من البضائع والمنتجات ولا سيما الغذائية منها غير أبهين لتأثيرها الضار والخطير على صحة الناس في ظل الإعلان عن أن غالبية ما تقع عليه اليد من الجهات المعنية غير صالح للاستهلاك البشري .
ولان التصدي لهؤلاء المخربين والفاسدين ومحاسبتهم كانت ولا تزال من أهم مطالب الشارع السوري بعد الانتشار الكبير لسرطان الفساد في مختلف مفاصل العمل العام وتمكن الفاسدين من توجيه العمل وفق مصالحهم كان لابد من توجيه وتكاتف العمل الحكومي مع كل الجهات المعنية وبالتعاون مع المواطن نفسه بعد تدعيم ثقته بإجراءات وقرارات الحكومة وجديتها وخاصة بالمرحلة الحالية ليصب في قناة العمل لتضييق مساحة عمل الفساد والفاسدين وخاصة في المحافظات والوحدات الإدارية البعيدة التي تفاقم الوضع فيها لدرجة كبيرة وكانت وراء ارتفاع صرخات معاناة الناس بضرورة وصول يد الدولة للمتابعة والمحاسبة الصارمة لمن تلاعب حتى بلقمة عيشهم، ناهيك عن تحكمهم في حركة تداول وسعر العديد من المواد والمنتجات في مقدمها المشتقات النفطية .
ولعل القرارات التي رشحت عن اجتماع رئيس الحكومة مع عدد من الوزراء والمؤسسات المعنية بتوزيع المشتقات النفطية وأهمها أن الحكومة مستمرة بضرب المتاجرين و المتلاعبين ببيع المشتقات النفطية في السوق السوداء وحتى على الطرقات العامة و حصر بيع مادة المازوت بشركة محروقات ما يمكن اعتباره نقطة تحول في طريقة تعاطي الجهات التنفيذية مع هذا الملف الذي بقي معلقاً لسنوات أو كانت المعالجة فيه قاصرة ومجتزاة ، ويبقى الأهم تدعيم هذه الخطوة بشكل مستمر بإجراءات وقرارات مكملة تشمل مختلف القطاعات بأسرع وقت ممكن، أما صداها لدى الشارع فلا يحتاج للكلام والشرح وإنما للعمل الذي تصرف قيمته عند المواطن بتحسن الخدمات الواصلة له وواقعه المعيشي.
الكنـــــز
هناء ديب
التاريخ: الخميس 28-2-2019
رقم العدد : 16920
السابق
التالي