مع استمرار وزارة التربية في قراراتها وإجراءاتها الإصلاحية – كما تسميها -على مختلف جوانب العملية التربوية في المركز والمحافظات، من الضروري أن نشير مجدداً لموضوعات وقضايا وظواهر سبق وتحدثنا عنها يعاني منها القطاع التربوي وتحتاج للتدخل والمعالجة الجادة من قبل الوزارة ولاسيما أن بعضها استفحل كثيراَ وباتت منعكساته وتداعياته السلبية على أبنائنا في مختلف مراحل العملية التربوية كبيرة وتنذر بمخاطر أكبر في المستقبل!
فقد تراجع مستوى التعليم في المدارس العامة لأسباب مختلفة، ومع هذا التراجع ارتفعت نسبة التسرب منها باتجاه مدارس التعليم الخاص أو باتجاه الدروس الخصوصية في منازل المعلمين والمدرسين والمعاهد والتي استفحلت ظاهرتها كثيراً لدرجة أصبح فيها معظم التلاميذ والطلاب يلجؤون اليها تحت حجج مختلفة، وبات معظم طلبة الشهادات ينقطعون عن مدارسهم مع نهاية الفصل الدراسي الأول مكتفين بهذه الساعات.
وتراجعت أيضاً هيبة المعلّمين والمدرّسين في مدارسنا بسبب ما تقدم وبسبب الفوضى وباتوا عرضة للتطاول والاعتداء من قبل بعض الطلبة وغيرالطلبة، كما تراجع الاعتماد على الأسس والمعايير في التنقلات وتحديد مركز العمل والتكليف بالتدريس من خارج الملاك واسناد الأعمال الإدارية وغير الإدارية(رؤساء دوائر-موجهون -مديرو مدارس…الخ )..وزادت حالات الخلل و(الفساد) في العملية الامتحانية خاصة خلال السنوات الأخيرة ..الخ
في ضوء هذا الواقع غير المقبول ننتظر من الوزارة ومديرياتها في المحافظات وضع الخطط والبرامج التنفيذية اللازمة لمعالجة القضايا والمشكلات أعلاه دون تأخير وبما يؤدي إلى إعادة النقاء لهذا القطاع الذي يهم كل أسرة في بلدنا، كما ننتظر منها العمل الجاد لرفع رواتب وتعويضات المعلمين، ووضع أولويات بالتنسيق مع وزارتي المالية والإدارة المحلية لرصد الاعتمادات المطلوبة لإنشاء أو زيادة المدارس في هذه المدينة أو تلك (من بينها طرطوس وبانياس) لمعالجة مشكلة زيادة عدد التلاميذ في الشعبة الواحدة حيث وصل العدد في بعض الشعب لنحو ستين تلميذاً !
على الملأ
هيثم يحيى محمد
التاريخ: الخميس 28-2-2019
رقم العدد : 16920
التالي