لعل من مساوئ رياضتنا إهمالها للمواهب بالمعنى العملي، والتأخر في الزج بها في البطولات والمشاركات الخارجية، ما يجعلها عاجزة عن التأقلم مع أجواء البطولات الكبيرة وقليلة الخبرة عند أي مشاركة.
وكم كان مشهداً جميلاً ذلك التكريم لموهبتين واعدتين في السباحة وكرة الطاولة هما إنانا سليمان وهند ظاظا، في الحفل الذي أقامته لجنة الصحفيين الرياضيين مؤخراً، والتكريم معنوي قبل أي شيء آخر، ولهذا جميل أن يشعر هؤلاء الموهوبون بالاهتمام والدعم، ما يشجع آخرين على المثابرة والاستمرار بالتدريب لأن هناك من يقدر جهده وتعبه وموهبته، علماً أن وطننا الحبيب مليء بالمواهب والكفاءات وفي كل المجالات وليس في الرياضة فقط.
هناك الكثير من أمثال إنانا وهند ممن يحتاجون للاهتمام والرعاية ليكونوا نجوماً في المستقبل، وليكونوا قبل ذلك رديفاً لمنتخباتنا في كل الألعاب التي تعتمد اليوم على لاعب أو لاعبتين، ما ينذر بمزيد من التراجع، ودليل كلامنا السؤال عن رديف مجد غزال على سبيل المثال فقط؟!
لم تسجل رياضتنا في السنوات الأخيرة حضوراً لافتاً على الصعيد القاري والدولي إلا من خلال طفرات وجهود فردية لغياب الاستراتيجية والتخطيط، والذي يأتي في مقدمة أولوياتها الاهتمام بالقواعد، ولهذا لم يكن غريباً أن تغيب ألعاب تدريجياً عن المشاركات الخارجية، علماً أن مشروعاً أطلق قبل حوالي عشر سنوات تحت عنوان البطل الأولمبي، هذا المشروع وللأسف لم يبصر النور لأسباب مجهولة ولا نعتقد أن الأزمة سبب في ذلك، والدليل ظهور مواهب كثيرة كان ينقصها الاهتمام ووجود الدعم والمتابعة.
هشام اللحام
التاريخ: الجمعة 1-3-2019
الرقم: 16921