انطلاق أعمال الدورة التاسعة والعشرين للاتحاد البرلماني العربي في عمان…صباغ: انتصار سورية على الإرهاب إيذان بولادة نظام عالمي متوازن.. والقدس جوهر العروبة
انطلقت في العاصمة الاردنية عمان أمس أعمال الدورة التاسعة والعشرين للاتحاد البرلماني العربي تحت شعار القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين بمشاركة وفد من مجلس الشعب برئاسة رئيس المجلس حموده صباغ.
وأكد صباغ في كلمة أمس خلال أعمال المؤتمر أن القدس جوهر العروبة وقدسها ودفاعنا عنها هو دفاع عن فلسطين وعن وجودنا كأمة وكيان كبير وعظيم.
وشدد صباغ على ان سورية بنصرها على الإرهاب تنتصر لكل العرب والمنطقة وتسهم في خلاص العالم كله من هذه الآفة التي أوجدتها أعتى قوى العدوان في العالم مشيرا إلى ان هذا النصر سيكون ايذانا لولادة نظام عالمي جديد أكثر توازنا بدأت ملامحه تظهر بقوة على أشلاء نظام القطب الواحد الذي كانت انعكاساته كارثية على الامة العربية وقضاياها وفي مقدمتها القضية المركزية فلسطين.
وأضاف صباغ في المؤتمر الذي ينعقد تحت عنوان القدس العاصمة الابدية لفلسطين ان القدس في وعينا وقلبنا، في جوارحنا وأحاسيسنا كلها، والقدس جوهر العروبة وقدسها فيها تتعالى التكبيرات وتدق النواقيس.
وقال رئيس مجلس الشعب: جئتكم من قلب العروبة النابض من دمشق الشام الحاضرة العربية التي ما فتئت تواجه الغزوات ذودا عن العروبة التي لطالما طمع في أرضها وأهلها الطامعون.
واليوم شعبكم العربي السوري يرسم ملامح ملحمة جديدة استكمالا لملاحمه التي سطرت بأحرف من فخر في سفر التاريخ.. شعب كان في كل تاريخه أبيا ويأبى اليوم أن يرضخ لقطعان وحوش هائجة أرادت في ذبح الشام ذبح وجود العرب وحضارتهم وثقافتهم، شعبكم العربي السوري يرفع رأسه عاليا وفوق رأسه يرفع شعارين استخلصهما السيد الرئيس بشار الأسد من كنه هذا الشعب الابي ومن كينونته شعار يقول: ثمن المقاومة أقل من ثمن الرضوخ والمهانة.
واخر يقول: نحن شعب يستولد الأمل من رحم الألم.
انها صناعة التاريخ أيها الاخوة وهي حرفة لطالما أتقنتها أمتنا العربية العظيمة، واليوم تؤكد سورية ضرورة استمرار هذه الصناعة مهما كانت التضحيات، لكننا سننتصر، لان النصر قدرنا، وهو قدرنا لانه ارادتنا الاكيدة وايماننا الذي هو نحن ونحن هو.
وقال رئيس مجلس الشعب: في البلاغة ان الضد يظهر حسنه الضد فتصوروا لو أن أعداء العرب انتصروا في سورية لا سمح الله.
كيف سيكون مصير هذه الامة التي كانت حاضرة وفاعلة في مراحل التاريخ كافة وماذا كان سيحصل لفلسطين والقدس وكيف سيكون وجودنا الحضاري والثقافي أمام الاجتياح الصهيوني المدعوم أمريكيا وغربيا، هذه أسئلة نضعها اليوم أمام أشقائنا العرب، فقد أثبتت الاحداث والتطورات أنه من أجل العروبة وفلسطين ليس أمامنا سوى المقاومة.
وأكد صباغ أن الشعب السوري يكتب اليوم سفر خلاصه بدمه بتضحيات شبابه ببراعة وبسالة جيشه في الدفاع عن استقلال الوطن وكرامته وبدعم ومساندة أشقائه وأصدقائه وحلفائه رغم الخلل الكبير في التوازن المادي والعسكري بين شعب صغير نسبيا وعدد ضخم يضم في دائرته كل حلف الناتو والكيان الصهيوني ومرتزقة الإرهاب وقطعانه من جميع أنحاء العالم والذي يظهر كم هو عظيم النصر الذي يتجه اليه السوريون بخطوات ثابتة ويقين راسخ. واوضح صباغ انه لم يتعرض شعب قبل السوريين لمثل هذا الحجم من الإرهاب المركب الذي جمع إرهاب العصابات المرتزقة.
وإرهاب الحرب النفسية والاعلامية وإرهاب المقاطعة الدبلوماسية وإرهاب الحصار الاقتصادي كل ذلك بسبب تمسكه باستقلاله وحرصه على عروبته وعلى تحرير فلسطين والجولان الذي يعاني أهله كما اخوتهم في فلسطين من الممارسات القمعية والعدوانية التي وصلت إلى حد حماية التنظيمات الإرهابية من خلال تقديم العون لها وشن الاعتداءات المتكررة على الاراضي السورية باعتبار أن هذا التحرير تحرير لجوهر الوجود العربي وانقاذ له من محاولات محوه من كتاب الحياة حضارة وثقافة ورسالة انسانية متميزة.
وأكد رئيس مجلس الشعب أن السوريين أسقطوا نظرية الاحجام وأثبتوا أن القوة في الارادة التي لا تقهر موضحا ان الحرب وان دخلت في مراحلها الاخيرة الا أن أعداء العروبة وأعداء فلسطين لم يستسلموا ومازالوا يشنون حروب الإرهاب المسلح والحصار والاعلام لكن ثقة السوريين بالنصر أكيدة.
واضاف انه تأكد للجميع أن العدو الصهيوني لا يريد السلام وأن المعركة معه هي فعلا معركة وجود وأن اغتصاب فلسطين باب لاغتصاب العروبة باعتبارها نسقا ثقافيا حضاريا متجذرا في التاريخ والحاضر وأن مصير العرب واحد والخطر عليهم واحد ولا يمكن مواجهة هذا الخطر الا بمشروع قومي عصري واحد وأصبحت الاولوية هي لقضية الوجود والدفاع العربي المشترك عن هذا الوجود.
واكد رئيس مجلس الشعب ان دفاعنا عن القدس دفاع عن فلسطين ودفاعنا عن فلسطين دفاع عن وجودنا كأمة وكيان كبير وعظيم ولقد أثبتت التجربة أنه لا بديل من المقاومة بجميع أشكالها في مواجهة هذا السرطان الخطير.
ونوه صباغ في ختام كلمته بهذا اللقاء ودور المؤسسة البرلمانية القومية التي يتم الاجتماع في رحابها في تحقيق مصالح الشعوب العربية وتطلعاتها داعيا البرلمانيين إلى توعية الشعوب بحقيقة المعركة التي تواجهها المنطقة العربية والتي لا ترتبط بسورية فقط وانما هي معركة طويلة جوهرها ضرب الانتماء لدى الانسان العربي وتيئيسه
المشاركوون: إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية..
رفض اعتبار أميركا القدس عاصمة للاحتلال
وفي كلمة له خلال افتتاح أعمال المؤتمر اكد الطروانة ضرورة التحرك الفاعل للتوصل إلى حل سياسي للازمة في سورية يضمن وحدتها أرضا وشعبا ويعيد لها دورها كركن أساسي من أركان الاستقرار في المنطقة وأركان العمل العربي المشترك.
وشدد الطروانة على الوقوف إلى جانب الاشقاء في اليمن وليبيا والسودان بما يحقق الامن والاستقرار في هذه الدول. وأوضح الطروانة ان القضية الفلسطينية ستبقى هي القضية المركزية وأن أي حل لا يضمن العدالة وحماية حقوق الشعب الفلسطيني هو حل غير قابل للحياة كما أن استمرار الظلم الذي يتعرض له هذا الشعب هو كارثة انسانية داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل أعباء ما يعانيه الفلسطينيون منذ عقود.
من جانبه قال رئيس الاتحاد البرلمان العربي رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال ان محور المؤتمر الاساسي في دورته الحالية يتعلق بقضية القدس مؤكدا رفض الاتحاد البرلماني العربي لاعلان الادارة الامريكية اعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال الاسرائيلي.
وبعد الافتتاح اختار المؤتمرون بالتوافق رئيسة المجلس الوطني الاتحادي في الامارات امل القبيسي نائبا لرئيس الاتحاد ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري امينا للسر كما تشكلت لجنة صياغة البيان الختامي من الاردن وفلسطين والكويت.
إلى ذلك أوصت لجنة الشؤون المالية والاقتصادية خلال اجتماع عقدته أمس على هامش فعاليات المؤتمر بتعزيز الحوار البرلماني وتنشيط عمل المرأة في الاتحاد البرلماني العربي وتعزيز دور الشباب والعمل على إعادة إحياء لجنة السوق العربية المشتركة وتوحيد التشريعات غير الخلافية في الوطن العربي.
وتم خلال الاجتماع انتخاب دولة الإمارات العربية رئيساً للجنة والجمهورية العربية السورية مقرراً.
وأكد مندوب سورية خلال الاجتماع ضرورة تفعيل الاتفاقية العربية المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
من جهتها أوصت لجنة شؤون المرأة والطفل إحدى لجان الاتحاد البرلماني العربي بتفعيل دور المرأة العربية في البرلمانات.
بدوره أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في كلمة أمس خلال أعمال المؤتمر ضرورة توحيد الصف العربي والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في وجه المخططات والمشاريع الاستيطانية والعدوانية للاحتلال الاسرائيلي.
وأوضح بري ان الظروف الضاغطة على مختلف الدول العربية واستمرار الاعتداءات الصهيونية على سورية والحروب الجارية للقضاء على الإرهاب ما هي إلا لتحويل الانتباه عن مشاريع الصفقات والمخططات الرامية إلى انهاء القضية المركزية فلسطين وإخضاع الدول العربية لأمر واقع لا يلبي متطلبات السلام العادل والشامل وذلك على حساب الاماني الوطنية للشعب الفلسطيني مطالبا بقرار حازم وحاسم ضد صفقات تبديل الارض والوطن البديل وتوطين اللاجئين والنازحين.
وقال بري: لا يمكن لنا كبرلمانيين أن نزعم الشعور بالمسؤولية تجاه فلسطين فيما نعزل سورية ونبني حواجز بين بعضنا البعض معربا عن أمله بأن يشهد الوطن العربي عملية نهوض من كبوته.
سانا – الثورة
التاريخ: الأثنين 4-3-2019
رقم العدد : 16923