روسيا تؤكد لكراكاس سعيها لمنع أي تدخل عسكري في شؤونها…أوساط فنزويلية: أميركا تعد لحرب اغتيالات.. وسنفشل خططها
جبهة مقاومة شكلتها فنزويلا لمواجهة التهديدات الأميركية ومحاولات التدخل في شؤون البلاد وقيادتها الشرعية، سواء في الداخل أو عبر الأصدقاء في الخارج، كاشفة المزيد من الألغام التي تحاول واشنطن وضعها عبر مزاعمها بصناديق ما تسمى المساعدات الإنسانية مكررة سيناريوهات باتت معروفة، وفيما لو تم إشعال نار أي أعمال إرهابية أميركية ضد كراكاس فإن ذلك سيكون له تداعيات خطيرة على الجميع.
ومع هذه المحاولات الأميركية المحمومة بداء الإرهاب، اتهمت نائبة الرئيس الفنزويلي دلسي رودريغيز، الولايات المتحدة بالسعي لتطبيق سيناريو ما يسمى «الربيع العربي» في فنزويلا، لكن خطتها فشلت، محذرة من أي عمل مسلح أو تدخل أجنبي في بلادها.
وفي مقابلة مع قناة «آر تي» بينت أن واشنطن حاولت نقل أسلحة إلى فنزويلا يوم 23 شباط الماضي تحت غطاء المساعدات الإنسانية، لكن حملة المساعدات كانت مزيفة، إذ الحمولات لم تحتو على أي مواد غذائية أو طبية.
وأضافت: لا شيء جديد، هذا السيناريو إمبريالي متكرر ونعرف من يقف وراءه، وتم إفشاله في فنزويلا.. وقد شهدنا محاولات لتطبيق سيناريو ما يسمى بالربيع العربي في فنزويلا في فترة 2014-2017، لكن هذه المحاولات أخفقت، ولن تمر محاولات تطبيق هذه الخطة في فنزويلا، لأن الشعب الفنزويلي شعب السلام والهدوء.
ورأت أن المعارضة ترغب بأن تقوم أميركا بالعمل نيابة عنها، وتريد من الولايات المتحدة والدول التي تدعمها إسقاط الحكومة الشرعية في البلاد.
وحذرت بالقول: إنهم مخطئون لأنه إذا حصل أي عمل مسلح أو تدخل عسكري خارجي ضد البلاد فستطول القنابل الجميع، مؤكدة ضرورة أن يجلس الفنزويليون حول طاولة المفاوضات من أجل حل مشاكلهم الداخلية.
كما اعتبرت أن العقوبات ليست الحل، وأن أميركا ستقع حتما في أزمة تاريخية ومن ناحية اقتصادية أيضا، لأنها تسعى لفرض عملة غير مدعومة بشيء.
وقالت: فيما يخص الوضع مع أوروبا، حيث تم تجميد الحسابات الفنزويلية، بدأنا بالفعل إجراءات قانونية محددة، عينا محامين للدفاع عن مصالحنا لإعادة أصول البلاد المجمدة.. هذا ينطبق بشكل خاص على الذهب الذي تمت مصادرته في بنك إنكلترا.
المكر الأميركي للتدخل ومحاولات العسكرة لا يقف عند أسلوب واحد فكل الأساليب تستثمر، ومن هنا حذر عضو الحزب الاشتراكي الموحد في فنزويلا والمنسق الوطني للجنة المحلية للتموين والإنتاج فريدي برنال من أن الولايات المتحدة تعد لأسلوب جديد من الحرب ضد فنزويلا يقوم على جرائم اغتيال.
وفي تصريح لوكالة تيليسور الفنزويلية قال: إن الإدارة الأميركية تقوم بإعداد شكل جديد من أشكال الحرب وإثارة الفوضى داخل فنزويلا باستخدام جماعات شبه عسكرية وغير نظامية تقوم بشن هجمات على منشآت الشرطة والأمن وتنفيذ اغتيالات انتقائية للقادة السياسيين والعسكريين في البلاد.
وحذر من أن مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين قد تكون من يقدم الأموال إلى مجموعات مسلحة غير نظامية كي تهاجم فنزويلا ومن إنشاء ما يسمى «جيش التحرير» من قبل المعارضة اليمينية الفنزويلية، داعيا الوكالة الدولية إلى تقرير ما إذا كانت تنوي التعاون مع هذه المجموعات حقاً.
وبين أن الحكومة الفنزويلية والشعب الفنزويلي يدعمون الرئيس مادورو وهم ممتنون لموقف الأمم المتحدة ككل لإظهارها عزمها على عدم المشاركة في أجندة الولايات المتحدة التدخلية وتأكيدها مجددا اعترافها بالحكومة المنتخبة للرئيس مادورو.
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فأبلغ نظيره الأميركي مايك بومبيو باستعداد موسكو لإجراء محادثات ثنائية مع واشنطن بشأن فنزويلا.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية على موقعها على الإنترنت أن الوضع في فنزويلا كان الموضوع الرئيسي لمحادثة هاتفية بين لافروف وبومبيو أول أمس، وقالت الوزارة: فيما يتصل باقتراح واشنطن إجراء مشاورات ثنائية بشأن موضوع فنزويلا، فقد أكدنا استعداد روسيا للمشاركة في ذلك.
وأضافت، بما أن شعب فنزويلا فقط هو من له الحق في تقرير مستقبله، فإن من الضروري الالتزام الصارم باتباع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
من جهتها أكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو عزم روسيا على بذل كل جهد لمنع أي تدخل عسكري في فنزويلا.
ونقلت وكالة تاس الروسية عن ماتفيينكو قولها خلال لقائها رودريغيز بموسكو أمس: نحن قلقون للغاية من إمكانية أن تقدم الولايات المتحدة على استفزازات تقود إلى سفك الدماء ومن ثم اتخاذ هذا الأمر كذريعة للتدخل في فنزويلا، ونحن من جانبنا سنقوم بكل ما يمكن لعدم السماح بذلك.
وشددت ماتفيينكو على موقف روسيا الواضح والقائم على رفض أي تدخل خارجي في الدول المستقلة وذات السيادة، معربة عن تعاطف روسيا وتضامنها مع الشعب الفنزويلي ودعمها للحكومة الشرعية في كفاحها للحفاظ على سيادة واستقلال البلاد.
بدورها أعربت رودريغيز عن تمسك بلادها بضرورة تعميق علاقات الشراكة مع روسيا وقالت: لقد أعطانا الرئيس نيكولاس مادورو تعليمات دقيقة وواضحة للغاية بأنه يجب علينا تعميق التعاون مع روسيا وتوسيع علاقاتنا في مجال الطاقة والتجارة والمالية.
وكالات-الثورة
التاريخ: الأثنين 4-3-2019
رقم العدد : 16923