يؤكد التصعيد الإرهابي على جبهات أرياف إدلب واللاذقية وحماة وصول أطراف الإرهاب وأدواتهم وأذرعهم في الميدان الى حالة متقدمة من الهستيريا والتخبط نتيجة هزائمهم وعجزهم عن تحقيق أي تقدّم على الأرض من شأنه أن يعبث في المشهد أو يغير في الواقع بقواعده ومعادلاته المرتسمة بدماء وتضحيات الشعب السوري.
بطبيعة الحال كل ما يعتري المشهد هو أمر طبيعي ومتوقع كجزء من مخاضات اللحظة الحاسمة التي تفرض حضورها وظلالها السوداء على منظومة الإرهاب بشكل عام، وبالتالي فإن ما حصل في الشمال السوري خلال الساعات القادمة وتحديداً في المناطق الخاضعة لاتفاقيات خفض التصعيد مرشح للتدحرج خلال الأيام القليلة القادمة فيما يمكن اعتباره ممهد للحظة الحسم التي ستثبث وتؤكد عناوين وحوامل المرحلة والتي ستعيد أيضاً ترتيب الأولويات بما يحاكي استراتيجية الدولة السورية خلال الفترة القادمة.
الرد السوري على تصعيد الإرهاب كان بوجهيه الميداني والسياسي صاعقاً ومزلزلاً وفيه رسائل مهمة وحاسمة وذات دلالات بالغة وعميقة، خصوصاً فيما يتعلق بالجاهزية العالية والتامة للجيش العربي السوري في التصدي لهذه الجرائم والخروقات والدفاع عن سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وسلامة مواطنيها على كامل التراب السوري.
بمطلق الأحوال، يبدو هذا التصعيد متوقعاً وضرورياً لمنظومة الإرهاب، خصوصاً وأن أطراف الإرهاب باتت تحبس أنفاسها مع اقتراب لحظة الحسم في الشمال السوري بغض النظر عن شكل وطبيعة وماهية وتوقيت تلك اللحظة التي تمتلك دمشق وحدها مفاتيحها وقرارها وخيارها.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 5-3-2019
الرقم: 16924