سياسات وقرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب أخذت تدفع الحزبان الجمهوري والديمقراطي للالتفاف عليها، خاصة قضية تمويل بناء الجدار مع المكسيك والتي تحولت إلى معارك سياسية وقضائية في أميركا، وهو ما يبدو من مساعي النواب الأميركيين ومساندة بعضهم لإلغاء حالة الطوارئ، التي ينظرون إليها بسلبية لما قد يترتب عليها مستقبلاً من قبل رؤساء آخرين.
ومع تحدي قرارات ترامب ومشاريعه، بيّن زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل أن المجلس سيصدق على الأرجح على إلغاء حالة الطوارئ الوطنية التي فرضها ترامب لتمويل بناء جدار على الحدود مع المكسيك، وذلك بعد أن اعتمد مجلس النواب الأسبوع الماضي بأغلبية كبيرة قراراً يلغيها وتم نقل القرار إلى مجلس الشيوخ لاستكمال عملية المصادقة عليه.
يأتي ذلك رغم أن الجمهوريين يمتلكون الأغلبية في مجلس الشيوخ وهي 53 من بين 100 سيناتور إلا أن إعلان أربعة سيناتورات جمهوريين حتى اليوم عزمهم على الانضمام إلى الأقلية الديمقراطية في تأييد النص خلال التصويت الذي لم يحدد موعده بعد قلب الكفة لمصلحة إلغاء قرار ترامب وجعل إمكانية اعتماد مشروع القرار في المجلس شبه مؤكد.
ونقلت وكالة فرانس برس عن ماكونيل قوله: إن الأغلبية اللازمة لإقرار النص في مجلس الشيوخ قد تأمنت، ويبدو جلياً أنه سيكون هناك ما يكفي من الأصوات لاعتماد قرار الرفض الذي سيتعرض بعدها لفيتو من الرئيس ومن ثم على الأرجح سيعود إلى مجلس النواب حيث سيتكرس هذا الفيتو، مضيفاً، لقد كنت أحد الذين كانوا يأملون لو أن الرئيس لم يلجأ لخيار الطوارئ الوطنية لأن ذلك قد يشكل سابقة يمكن أن يستند إليها في المستقبل رئيس ديمقراطي للالتفاف على إرادة الكونغرس تحقيقا لمآرب سياسية.
وحالة الطوارئ التي أعلنها ترامب في الـ 15 من شباط الماضي تتيح استخدام مليارات الدولارات لبناء الجدار الذي يطالب به عند الحدود مع المكسيك، وقد أعلنها للالتفاف على الكونغرس صاحب الكلمة الأخيرة في تخصيص أموال الميزانية بحسب الدستور الأميركي ليؤدي ذلك إلى معركة سياسية قضائية شرسة في الولايات المتحدة بعد الطعن فيها، ويمكن أن تصل إلى المحكمة العليا.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأربعاء 6-3-2019
رقم العدد : 16925