بدلاً من مبداً «صفر مشاكل مع دول الجوار» الذي أطلقه عام 2013 وزير خارجية النظام التركي أحمد داوود أوغلو، تمادى أردوغان وجميع طاقمه السياسي في التآمر على سورية وشعبها منذ بداية الأزمة إلى يومنا هذا.
والأدلة على عدوانية هذا النظام ورئيسه لا تعد ولا تحصى، وكل يوم هناك دليل يضاف إلى السجل الكبير الذي يفضح سياسة النظام التركي في دعم التنظيمات الإرهابية في جرائمها ضد السوريين.
وآخر هذه الأدلة ما كشفه موقع نورديك مونيتور السويدي بالصوت حول الاجتماع الذي تم في وزارة الخارجية التركية عام 2013 بين داوود أوغلو «مهندس سياسة صفر مشاكل» ونائبه فردون سينيرو ليوغلو ونائب رئيس هيئة الاركان العامة وآخرين من أجل ايجاد ذرائع للعدوان على سورية، إلا أن محكمة تابعة لنظام اردوغان سارعت لحظر نشر تغريدة الموقع السويدي على تويتر.
وإلى جانب دعمه التنظيمات الارهابية في سورية تسليحاً وتدريباً، حول أردوغان تركيا الى مقر وممر لعبور عشرات الآلاف من الارهابيين من مختلف دول العالم الى الاراضي السورية.
وقال موقع نورديك مونيتور: ان التغريدة المحظورة تكشف تفاصيل تسجيل صوتي تم تسريبه لمسؤولين أتراك كبار يناقشون مؤامرة التدخل العسكري في سورية، موضحاً أن قرار حظر التغريدة من قبل محكمة أنقرة تذرع بحجة الامن القومي كمبرر للطلب من تويتر بحذف وحظر الوصول الى التغريدة التي كانت بعنوان «محكمة تركية تؤكد صحة تسجيل صوتي يكشف مؤامرة المخابرات التركية في سورية.
وأكد الموقع السويدي أنه يمكن سماع نقاش في التسجيل بين وزير الخارجية آنذاك ونائبه الى جانب نائب رئيس هيئة الاركان العامة ومسؤولين آخرين، حيث قال أحدهم: اذا اقتضى الحال فسأرسل أربعة رجال الى سورية ليطلقوا قذائف هاون على الجانب التركي.. وهكذا سنخلق ذريعة للحرب.
على صعيد آخر وفي إطار سياسة تكميم الأفواه أسقط النظام التركي حق القاضي إيدين باشار في عضوية محكمة الاستئناف العليا كعقوبة له على خلفية تبرئته مواطناً تركياً اتهمه محامو رئيس النظام بالإساءة إلى أردوغان.
وجاء قرار المجلس الأعلى للقضاء التابع لأردوغان بحق القاضي باشار بعد أن تم نقله تعسفياً من مدينته باليكاسير إلى زونكولداغ وبعدها إلى أرضروم، لأنه قام بتبرئة مواطن أبدى اعجابه عبر حسابه في (الفيس بوك) بقصيدة شعر كتبها صديقه ينتقد فيها أردوغان.
وتؤكد أحزاب المعارضة والوقائع تدخل أردوغان المباشر والسافر في جهاز القضاء وإرغامه له بإصدار قرارات بحق الصحفيين والمثقفين والسياسيين الذين يعارضون سياسات أردوغان.
وتتواصل مساعي أردوغان لتحويل تركيا إلى دولة استبدادية تتآكل فيها الحريات والديمقراطية والتعددية يتم فيها خنق وسائل الإعلام وقمع المعارضين وتقويض استقلالية القضاء ما انعكس سلباً على الأوضاع الاقتصادية وخلق أزمات خانقة في كل المجالات.
وبدأت نتائج هذه السياسات تظهر على مستوى شعبية رئيس النظام نفسه المتدنية بين المواطنين الأتراك حيث أظهرت إحصائيات نشرها العديد من وسائل الإعلام التركية أن شعبيته تتراجع بسبب سياساته الفاشلة على مختلف الصعد، وهذا ما انعكس على حالته النفسية وجعله عصبياً في خطاباته وقلقاً حيث بات يهاجم الجميع ويتهمهم بالإرهاب والخيانة.
وبسبب حجم الخيبة والفشل الذي يعانيه أردوغان ونظامه بسبب سياساته المتهورة في المنطقة ووقوفه في صف الارهاب في سورية بدأت ملامح الانقسام الحاد تسيطر على المجتمع التركي وخاصة في الجانب الاقتصادي الذي قد يصل إلى حد الانهيار في وقت قريب.
وكالات- الثورة
التاريخ: الأربعاء 6-3-2019
رقم العدد : 16925