هو المنطق الغائب.. أو المغيّب قسراً في أصول تفكيرنا الاستثماري الملح… والذي بدأت ملامح تحضيره تتضح ولو بخجل مزمن… عسى هذا الانفتاح على المستثمرين من قبل الحكومة ولو جاء متأخراً يوصلنا إلى الهدف المرسوم…!!!
فالاستثمار وجذب المستثمرين علم بحد ذاته ويحتاج إلى تفكير وأسلوب من نوع آخر… وطريقة تعاطٍ متقدمة…!!
المتابع لطرق الإغراءات المقدمة للمستثمرين في الدول المجاورة تجعلك تصاب بالذهول… واكتشاف المرض.. الروتيني الذي نعاني منه… وكأنه دائرة مغلقة نلف حولها… ولا يمكننا الدخول إليها…!!
فسورية تتمتع بمزايا استثمارية قلَّ نظيرها في العالم… إلاّ أن أسلوب التعامل… وانعدام الأدوات المريحة والجذابة عامل منفِّر… وإبعاد بالإكراه…!!
ربما اليوم وعبر نية الحكومة الجادة باكتشاف القيمة المضافة للاستثمار واتخاذها قراراً صائباً… بالاجتماع الدوري الأسبوعي مع المستثمرين لتشجيعهم وتحفيزهم مع وعود تذليل العقبات تكون فاتحة خير للبدء بفكر استثماري مغاير عما كان معمولاً به سابقاً…!!
الإشكالية القائمة تتجلى بطريقة التعاطي مع الورقيات وتعدد المرجعيات المرتبط عضوياً بالروتين والبيروقراطية الفاضحة… وهو عامل كفيل بالتطفيش…
إذاً من الضروري أن تجد الحكومة آلية مستنبطة…
ولا يمنع هنا الاستفادة من تجارب غيرنا بإنجاز معاملة المستثمر بأريحية تامة… وإصدار كافة الأوراق والمستندات اللازمة دون تعقيدات مع تقديم تسهيلات ممزوجة بالاحترام ولو وصلت إلى حد الإغراء…
هنا نستطيع أن نقول: إننا وضعنا (رجلنا) في بداية الطريق الصحيح مع تحديد مساره بشكل واضح وصولاً إلى الغاية التي تعمل عليها الحكومة بجذب الاستثمارات إلى بلد مرهق من تبعات حرب ظالمة… وهذا لن يكون إلاّ بعقلية إدارية تعمل بطريقة إبداعية… أما إذا استمر التعاطي بالعقلية التقليدية الحالية أجزم هنا أن الطريق سيطول كثيراً…!!
شعبان أحمد
التاريخ: الأربعاء 6-3-2019
رقم العدد : 16925