لا نرتقبهُ، ولن نُشفى منه.. من ويلٍ فيهِ أوجعنا، بحكايا باتت تجمعنا.. حكايا موتٍ لا يموت، يقبضُ فينا حتى الصوت.. صوتُ الفرح ويغنّي، رغم نزعِ التمنِّي: لا آتٍ يحيا مع الخيبات، سنحيا ونحيا يا الحياة.
سنحيا رغمكَ يا الجاهل، ورغم الغادرِ والقاتل.. رغمَ عمقِ البلاء، فتأمَّل يا ابن العماء.. تأمَّل يا الخائنُ نفسك، بشاعة من بكَ جرّك.. بأناكَ يا الدون الأشقى، قد اعتللتَ ولن تُشفى.. من وضاعةٍ فيك، لعنة القيمِ عليك.. قيمُ وأخلاق منْ، رغمَ الوجع يئنْ: لا آتِ يحيا مع الخيبات، فلتنبضوا حباً يا الأموات.
هو جبروتكمْ، كبرَ رغمَ الهمْ.. صرناهُ أبد الحريق، فينا والحقد العتيق.. حقدُ من سعى لدفن، موتانا فينا كأنْ.. لا يعلمُ أنَّ موتانا، باتوا الحياة وتحيانا، وبأن صدى إحساسهم، باقٍ تنطقهُ أنفاسهم: طأطأ قوادكَ فسنُرفع، بالوطنِ وبالصوتِ الأجمع: لاآتِ يحيا مع الخيبات، هيهات أن نُهزم هيهات.
قتلونا علَّنا لا نرتد، بنبضِ الحقِّ أو نعتدّْ.. بالانتماءِ إلى وطن، قد فخَّخوهُ بالفتن.. عبدةُ القتلِ اللعين، ومن بظلمهِ يستعين.. خونةُ الماضي والحاضر، التابعُ منهم والغادر.. شذَّاذُ الكونِ الأنذال، استشروا وباءً والأهوال.. من صِنعِ عقيدتهم وصروح، هدموا فيها حتى الروح.. حرامهم أفتى بمحَالْ، أن نحيا سلاماً بحلال.. أن ننشد بالحرفِ الواثق، بالحرفِ وبالنغمِ العاشق: لا آتٍ يحيا مع الخيبات، نزفَ الحاضرُ تعافى الآتْ.
هي صلاةُ الإيمان، بالوطنِ ويتلوها الوجدان.. وجدان من غمرَ مدانا، بيقينٍ يروي جدوانا.. جدوى شعب يتذكَّر حضارتهُ ولا يتنكَّر.. لرجالٍ من نورٍ أضاء، قلب الوطنِ ودماء.. من رووا بهم سوريَّة، فصاروا أغنية أبيَّة: لا آتٍ يحيا مع الخيبات، نحنُ رُسُلكِ يا الحياة.
هفاف ميهوب
التاريخ: الاثنين 11-3-2019
رقم العدد : 16928