عزفت أناملهما أحلى المقطوعات حيث لامست شغاف القلب ودغدغت المشاعر بأنغام شجية هادئة رزينة تنقلت بين مدارس عالمية بأنواعها الكلاسيكية والرومانسية والغجرية وحتى الشرقية وسط جمهور يضم الفئة العمرية الشابة في غالبيته وكأنهم طرقوا باب مسرح دار الثقافة كي يتذوقوا الفن الراقي في أمسية شرق غرب لوسام الشاعر وطارق صالحية.
بدأت الأمسية وسط صمت مطبق بمعزوفة الويكا للمؤلف ويكسل لتحكي الآلتين الموسيقيتين من عازفين بارعين، وسام الشاعر تحدث للجمهور بأنه يشعر بالفرح الشديد لأنه اجتمع بصديقه «طارق صالحية» في دويتو واحد لأول مرة في حمص التي يحمل لها في ثنايا قلبه الكثير فقد ضمته جامعتها طالباً على مقاعد الدراسة في كلية التربية الموسيقية ليتنقل فيما بعد إلى المعهد للتخصص على آلة الأوركوديون وأردف بأنهما سينتقلان إلى أداء مقطوعة تيكو تيكو واعتبرها ذات مهمة صعبة بحيث تأتي صعوبتها من استخدام «طارق صالحية» لأنامله على الغيتار بدلاً من استخدام الأدوات وقدما معزوفات منفردة على آلة الغيتار استمدها صالحية من الصوفية بعد قراءتها والتعمق في محتواها أطلق عليها «عشق» وارتجل وسام الشاعر معزوفة منفردة على آلته الأكورديون استمدها من الفلكور الروسي «دارك آيس» ببراعة رائعة ومقطوعات للأرمني السوري وانيس وارطنيان بالإضافة إلى موسيقا الفالس وتانغو من أميركية اللاتينية «فبرانو بورتينو» لأسور بيازولا من الأرجنتين
كان ختام الأمسية مسكاً فاح عطره في أرجاء المسرح بأحلى النغمات الشرقية بدأت بمقطوعات لأمير البزق محمد عبد الكريم وتلتها أغنية «كنا نتلاقى من عشية» للأخوين رحباني وأم كلثوم حيث أدهش الجمهور العازفين عندما تحولوا إلى مطرب واحد يردد نغمات أغان عشقوها رددها في صباحاتهم ومساءاتهم وخرجوا بينما تعلو الضحكات ثغورهم.
رفاه الدروبي
التاريخ: الاثنين 11-3-2019
رقم العدد : 16928

السابق