لم تكن الحرب الكونية الإرهابية على سورية منذ ثماني سنوات، بنت أو وليدة لحظتها، ولم تستمر حتى اليوم بقوة الدفع الذاتي أو من تلقاء نفسها، وهي ليست من هباء أو عدم، أي إنها ليست «هوشة عرب».
القصة تم التخطيط لها قبل سنوات وسنوات، وعبر أجهزة مخابرات دولية، ومراكز دراسة مختصة، وعقول سياسية عدة، واستمرت بفعل الإمداد المتواصل لها من تلك الجهات، ومبرر ذلك السرد، أن العدوان لن ينتهي بسهولة، أو من تلقاء ذاته، وهذا يفسر انتقال العدوان الكوني إلى المرحلة الثانية، وهو العدوان الاقتصادي وحصار وخنق الشعب في قوته ومتطلباته الضرورية.
إلا أن اللافت في ذاك الانتقال، أو المؤشر له هو هزيمة مرحلتهم الأولى «الفعل العسكري» على يد أبطال الجيش العربي السوري، وما انتقالهم إلى مرحلة الحرب الاقتصادية إلا دليل على فشل المرحلة الأولى، وإلا فلما احتاجوا للمرحلة الثانية لو تم تحقيق ما خططوا له في المرحلة الأولى، وحكما سيحاولون تنفيذ مراحل أخرى لأن سياسة الحصار الاقتصادي ستنهار كسابقتها.
في مرحلتهم الثانية ينهجون ذات النهج في المرحلة العسكرية، من ضغط على شركاء لهم منذ البداية، والمتابع للأمور يلاحظ حالة التراجع أو «الفرملة» التي أصابت اندفاعة العديد من الدول «الشركاء» في المرحلة الأولى نحو سورية سواء على الصعيد الاقتصادي والمشاريع، أم على المستوى السياسي وإعادة العلاقات الدبلوماسية مع سورية.
هي المراحل تنهار الواحدة تلوى الأخرى، او حكما ستنهار، لان المرحلة الأولى، والتي تشكل القاعدة الأساس لباقي المراحل كُسرت، وما إصرار «نادي التآمر العالمي» على مواصلة خططه في سورية الا من باب العنجهية، والهروب من تجرع كأس الهزيمة، وهم بذلك معذورون، فطعم الهزيمة جدا مر، الا أن طعم الحقية أمر، حقيقة أن انتصار سورية ومحور المقاومة ومكافحة الإرهاب واضح كشمس تموز، فهل لغربالهم القدرة على حجب تلك الشمس؟؟.
Moon.eid70@gmail.com
منذر عيـد
التاريخ: الأثنين 11-3-2019
رقم العدد : 16928