ثورة أون لاين- باسل معلا:
تضمن استقبال السيد الرئيس بشار الأسد امس لمساعد وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية تشن شياودونغ والوفد المرافق له مجموعة من العناوين والرسائل السياسية لجميع الاطراف التي لها علاقة بالشأن السوري وكذلك الامر كان لها منحى تطميني للسوريين الشرفاء الذين لم يخفوا قلقهم من التصريحات من خارج الحدود حول مستقبل البلاد.
اولى الرسائل تمثل في تأكيد الجانبين على قوة ومتانة العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين وضرورة تعزيز التنسيق والتعاون بينهما على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية.
اما ثاني الرسائل فتضمن حديث الرئيس الأسد في أن الحرب على سورية بدأت تأخذ شكلا جديدا أساسه الحصار والحرب الاقتصادية مشيرا إلى أن أدوات السياسة الدولية تغيرت اليوم والخلافات التي كانت تحل سابقا عبر الحوار باتت تعتمد أسلوبا مختلفا يقوم على المقاطعة وسحب السفراء والحصار الاقتصادي واستخدام الإرهاب.
ومن الرسائل الهامة في اللقاء ما تطرق له الرئيس الاسد أن الحرب على الإرهاب في سورية هي جزء من حرب واسعة على الساحة الدولية وأن الإرهاب لا يمكن حصره بمنطقة جغرافية محددة والمسافات مهما كانت بعيدة لا تقف عائقا أمام تمدد الفكر المتطرف ومؤكدا أن مكافحة الإرهاب لا تتم عسكريا فقط بل الأهم هو مكافحته فكريا وأيديولوجيا.
واعتقد أن اهم الرسائل ما شدد عليه الرئيس الأسد في أن مكافحة الإرهاب هي التي تؤدي إلى حل سياسي في النهاية وأن أي حديث عن حلول سياسية في ظل انتشار الإرهاب هو وهم وخديعة.
نعم هو وهم وخديعة فكيف يتحدث البعض ممن هم خارج الحدود عن حل سياسي في الوقت الراهن قبل القضاء على الارهاب نهائيا على الاراضي السورية علما أن اي طرف خارجي او دولة راعية للحل السياسي لا مصلحة لها في عودة الارهابيين من رعاياها إلى بلادهم في الوقت الذي سجل فيه اعداد ضخمة من الارهابيين الاجانب في صفوف تنظيمي داعش والنصرة..
اليس هذا الامر ما جعل اغلب دول العالم تهرول إلى سورية لأخذ معلومات استخباراتية ولوجستية حول رعاياها المنضمين في صفوف الارهاب في وقت اعلنت فيه الدولة السورية موقفها بأن اي تعاون من هذا النوع ممكن ولكن وفق شروطها..
لا بد من أن نعرج على رسالة ايضا في غاية لأهمية تؤكد تمسك الدولة السورية في ثوابتها الوطنية وقد تمثل هذا الامر في ترحيب سورية ودعوتها الصين للمشاركة في برنامج عملية إعادة اعمار ما دمرته الحرب الإرهابية التي شنت على سورية واهتمامها بتقديم التسهيلات للشركات الصينية في هذا المجال فلن يشارك في اعادة الاعمار من كان عدوا للدولة والشعب السوري.