تعاني الجامعات مشكلة كبيرة جداً ترخي بتداعياتها على المستوى التعليمي والعلمي، تتمثل في الأعداد الوافدة إليها، حيث يدخل مئات آلاف الطلاب سوق الدراسة الجامعية، ما يتطلب كوادر إدارية وبشرية وبنى تحتية ومستلزمات تفوق ما هو موجود بأضعاف مضاعفة.
هذه الحالة نشاهدها في معظم جامعاتنا الرسمية وغير الرسمية في ظل لامبالاة وعدم إيلاء هذه الظاهرة الاهتمام والرعاية اللازمة لمعالجتها والحد من تفاقمها، إضافة إلى ذلك تتغير الخطط والبرامج وتعدل بعض الأنظمة في آلية التعليم الجامعي، فبعد اتباع نظام الدورات جاء النظام الفصلي المعدّل بين مؤيد ومنتقد خاصة في مثل هذه الظروف ليكون السؤال الأهم: ماذا أعددنا وهيأنا في مقابل سياسة قبول هذه الأعداد الكبيرة من الطلاب في الجامعات..؟!
وماذا عن الخريجين وتأمين فرص العمل..؟!
وأسئلة أخرى عديدة تلامس هموم وواقع هذه المرحلة المهمة قبل الدخول في واقع الحياة الميداني والفعلي…!!
لا شك أن اعتماد النظام الفصلي المعدَّل وتطبيقه في مختلف الجامعات والكليات دون تمييز بينها لناحية تصنيفها ونوعيتها علمية كانت أم نظرية يترك أكثر من تساؤل ويثير هواجس وقلق الطلاب، وما يؤخذ على هذا النظام قبل أي شيء هو عدم سماحه للطلاب الذين يحملون مواد الفصل الأول من تقديمها في الفصل الثاني، وهذا إجحاف لا بد من إعادة النظر فيه، كما أن تقييد الدورة الفصلية الثالثة بعدد من المواد أمر مستغرب ترك امتعاضاً واسعاً في أوساط الطلبة وبعض المدرسين والمحاضرين الجامعيين فالضرورة والمنطق يقتضيان فتح الأفق أمام الطلاب كي يتمكنوا من تقديم كافة موادهم التي لم ينجحوا بها بغض النظر عن عددها خاصة أنها دورة فصلية أخيرة في السنة وبالتالي تقرر مصير عام دراسي كامل…!
إذا كان النظام الفصلي المعدَّل خفف الجهد والتعب عن الكوادر الإدارية والأساتذة الجامعيين كما يعتقد عمداء الكليات العلمية والنظرية معاً، فإنه بالتأكيد أوجد عدة إشكاليات وهواجس ولم ينصف الطلاب ولا سيما أنه منعهم من تقديم المواد من فصل لآخر وحدد لهم مواد الدورة الفصلية الثالثة بثماني مواد لنعود ونسأل:
ما الأسباب الموجبة لاعتماد النظام الفصلي المعدل في هذا التوقيت..؟ّ
وهل يلائم الحالة الجامعية التي تعيشها جامعاتنا هذه الأيام..؟!
هزاع عساف
التاريخ: الثلاثاء 12-3-2019
الرقم: 16929