ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
عندما نتكلم عن الجزائر تقفز تداعيات الأفكار إلى بلد المليون ونصف المليون شهيد ثمن تحرير أرضه من الاحتلال الفرنسي… كما تعيدني الذاكرة إلى الحنين للماضي في بلدي الثاني الذي درست في جامعاته…وتعايشت مع شعب مقاوم…مناضل…كريم… والذي انتقل إلى نضال من نوع آخر ببناء بلده وتطويره.. وفعلاً استطاعت الجزائر خلال سنوات قلائل أن تكون من الدول المتقدمة في مجالات عديدة… مع الحفاظ على هويتها العربية والوقوف إلى جانب الحقوق عبر “جبهة الصمود والتصدي”…
سورية حينها أوفدت المئات من المدرسين إلى الجزائر ليكونوا رافعة حقيقية بإعادة البناء… بناء الفكر…
هبت رياح “التآمر” عليها مع بداية التسعينات وانجرت البلاد إلى حرب إرهابية كادت أن تودي بها إلى الهلاك…
اسرائيل… ومن خلفها من نُظم التآمر العربي لم تستطع إخفاء “أياديها” السوداء في تلك المؤامرة القذرة… إلاّ أن وعي الشعب الجزائري ونهجه المقاوم المعتاد عليه مع تعلمه من الدرس الفرنسي الغاشم حال دون وصول الجزائر إلى حافة الهاوية… وبدأت الحياة تعود تدريجياً في نهاية التسعينات مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقه الذي أعاد الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والأمني إلى الجزائر… مع تمسكه بالنهج القومي وعدم انجراره وراء “حيل” الربيع العربي… وكانت مواقفها متوازنة…
مواقف الجزائر تلك لم تعجب المتلاعبين بمصير الشعوب… وحاولت اللعب على الوتر بإعادة الجزائر إلى تجربة التسعينات.. وإشعال الساحة الجزائرية لتكون بوابة تتداعى معها دول المغرب العربي… إلاّ أن وعي القيادة والشعب نزع فتيل الأزمة… وسحب الذرائع من تحت أقدام المتآمرين…
نحن هنا ننادي الضمائر الحية في الجزائر والشعب المقاوم بعدم الانجرار وراء الفتن… فسورية تعتبر الجزائر جناحها الثاني في التصدي للمؤامرات… ولهذا فالشعب السوري ينادي وبصوته العالي…”هنا الجزائز… من دمشق”…