متى ينتهي المشوار ويتم الوصول إلى نهاية النفق، ويرى المنتظرون النور، في ظل واقع يقول شيئاً مخالفاً للحيثيات التي تطرح على طاولات المعنيين، حيث تبقى الحلقة المفقودة ضائعة، ولكن مع بعض الرتوش التي تجعلها الحاضرة الغائبة دائماً، والمفارقة التي يمكن لمسها بوضوح، تلك التصريحات الناطقة بأن كلّ الأمور تحت السيطرة، حيث المظلة ستغطي الجميع.
هناك الكثير من العاملين الجاري استخدامهم بموجب عقود سنوية مؤقتة ينتظرون التعاطي مع ملف تثبيتهم بجدية، منذ فترة زمنية طويلة، وبات هذا يشكل حالة أرق وعدم استقرار لهم، والذين لم ينقطعوا عن عملهم رغم الظروف الصعبة التي مرت بالبلد، فمثلاً آخر مسابقة أجريت للمعلمين لتثبيت الوكلاء والمكلفين تجاوزت الـ 15 عاماً، علماً أن منهم من يتم الاستعانة بخبراتهم في العملية التدريسية، ناهيك عن أن بعضهم أوشك أن يصل إلى سن التقاعد، وبالتالي سيخرجون من العمل دون أي تعويضات، وهم بانتظار التثبيت الذي ينقذهم من تبعات ظروف الحياة القادمة.
تستند مشكلة التثبيت على مادة في قانون العاملين الأساسي في الدولة تنص على أن العقد المؤقت لا يتحوّل إلى عقد دائم، مهما جُدِّد أو مُدِّد، هذه المادة تشكل أساس المعضلة، والمطلوب إعادة النظر فيها كونها السبب في وجود تشعّباتٍ عدة لهذه الإشكالية، فالعديد منهم لم تشملهم القوانين والمراسيم، وهم لا يزالون على رأس عملهم، وأصبحوا جزءاً لا يتجزأ من العملية الإنتاجية، كما يتطلعون لوضع حد نهائي لهذه المشكلة المنغصة، فمشروع المرسوم سوف يحقق الاستقرار ويشجع على تطوير قدراتهم ومهاراتهم، وتالياً الحد من تسربهم بعد اكتساب المهارات الإدارية والمهنية.
إن وضع العاملين بأجواء مريحة تضمن مستقبلهم، ينجم عنه تطوير في إنتاجهم وتحسين لجودته بما يسهم في رفع الكفاءة والأداء، خاصة أن مرسوم تحويل العقود السنوية إلى دائمة هو قيد الصدور، ما سيجعل العاملين المؤقتين والموسميين بحالة طمأنينة، كما سيكون له منعكساته الإيجابية على المستفيدين من تسوية أوضاعهم على صعيد الاستقرار الوظيفي والاجتماعي، ويعيد الأمل لمنتظريه، كونه سيأتي ترجمة لسلسلة من الإجراءات التي تصدر في إطار تحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية.
ربما الجهات المعنية أصابها ملل من تكرار الحديث جراء ما سقط على مسامعهم حول تثبيت العاملين الذين ما برحوا يعيدون ويكررون مطلبهم، لكن ليس بالكلام وحده يحيا الإنسان، ولا بالخطط الرنّانة التي نال منها الورق، والقوانين التي تبقى حبراً يمحوها الزمن، إذاً لا بد من اعتماد استراتيجية بعيداً عن الآلية التي تمشي كالسلحفاة.
لينا شلهوب
التاريخ: الخميس 14-3-2019
رقم العدد : 16931