واحد فقط…!

أقول في سري.. لن أرى سوى فيديو وحيد.. إلا أنني أنزلق من مشهد إلى آخر.. في كل مرة تلتهم وقتي, أنتفض فجأة عليها, مقررة ألا أضيع وقتي عليها نهائيا, هي مقاطع.. مدتها قصيرة, أغلبها لايتجاوز الدقائق الثلاث, موجودة على جميع مواقع التواصل (الفيسبوك, انستغرام, تويتر, يوتيوب.. ) لها مزاجها الخاص, وتنوعها اللانهائي..
تتصفح موقع ما.. تدخل صدفة الى فيديو, ولاترى ذاتك سوى أن تنتقل بسلاسة تدهشك الى عشرات الفيديوهات المنتشرة على مواقع الانترنت غالباً ماتكون ممتعة.. مشاهد راقصة, غنائية, تمثيلية.. مشاهد من الحياة الواقعية, الدرامية..
الخيارات ترضي كل الأذواق, وبلمسة بسيطة تنتقل من فيديو الى آخر.. مدهش هذا العالم اللانهائي من التنويعات البصرية, يسليك ويلتهم وقتك.. كما كانت تفعل قبل سنوات طويلة الروايات التي شكلت شخصيتنا, المسرحيات التي كنا نغرق حينها في ظلمة خشبات المسارح لتنقلنا إلى روح إبداعية فريدة..
الفيديوهات.. بتسارعها, وبمشاهدها.. تعطيك فكرة عن عصر ينزاح باتجاه البصري, متخليا عن الفكري..
أكثر الفيديوهات مشاهدة, تتماهى مع مبدأ.. أكثر الروايات مبيعاً.. لكن لكلّ عصره.. معطياته الفكرية والبصرية !
في الروايات بإمكانك اختصار الوقت وانتقاء أهم للروايات وأفضلها, بلا عناء, لكن فيديوهات اليوتيوب, أو الفيس.. لاتمتلك هذه الميزة, وعموماً.. بعد أن تشاهد المئات منها, تشعر أنك مثلما دخلت.. خرجت.. من دون اضافة مهمة سواء بصرية أو فكرية..
هي ليست مقارنة.. إنما افكار تخطر لك بمفردها..
الفيديوهات لاتختص ببلد وحيد, خلطة غرائبية من كل البلدان.. أحيانا تبدو أهميتها, من هذا الخليط العالمي, حين يأخذك برحلة لترى التنوع البصري المفتوح على كل الاحتمالات, وربما أبرز الفيديوهات, تلك التي تجعلنا نتقاسم لحظات خاصة, عفوية مع الاخرين..
فيديوهات صورت بعفوية, وبتقنيات بسيطة.. وصدرت الينا على عجل, لكنك قد تلمح فيها بعض اللمحات الإنسانية.. التي تعطيك فكرة عن روح جديدة, تزحف نحونا, وتجذبنا على مختلف الشاشات.. زحف لانعرف الى أين سيتجه بنا, ونحن نتخلى لاشعوريا عن العمق الفكري, لنغذي رؤية بصرية خالصة, قوامها الطرافة, مستثنية أي بعد آخر, على الأقل حالياً..!
كبسة زر
سعاد زاهر
soadzz@yahoo.com
التاريخ: الأحد 17-3-2019
رقم العدد : 16933

آخر الأخبار
المجتمع الأهلي يجهز بئر مياه كويا بدرعا  تحديات بالجملة أمام عودة أكثر من 2,3 مليون سوري عادوا لديارهم  ارتفاع الدولار وحرائق الساحل تنعكس على الأسعار في الأسواق  ريادة الأعمال في قلب التغيير.. النساء دعامة المجتمع خفايا  ثوب الانفصال!   حملة تنظيف لشوارع الصنمين بعد 15 يوماً على تخصيص رقم خاص للشكاوى.. مواطنون لـ"الثورة": عزز الثقة بعمل مديريات محافظة دمشق بسبب الضياع المائي .. شح في مياه الشرب بدرعا معرض دمشق الدولي .. منصة شاملة تجمع التجارة بالصناعة والثقافة عودة بئر "دير بعلبة" للعمل شهر على اختطاف حمزة العمارين.. قلق متصاعد ومطالبات بالكشف عن مصيره الفرق تواصل السيطرة على آخر بؤر حرائق كسب بريف اللاذقية دراسة إعفاء الشاحنات ومركبات النقل من الرسوم  وتفعيل مركز انطلاق السيارات السورية مع لبنان السويداء بين شعارات "حق تقرير المصير" وخطر الارتماء في الحضن الإسرائيلي "معاً نبني سوريتنا" .. لقاء حواري يعيد رسم ملامح التكاتف المجتمعي في سوريا إحياء خط كركوك–بانياس.. خطوة استراتيجية نحو تكامل طاقي إقليمي  موجة حرائق جديدة تجتاح الغاب في عين الحمام جورين ناعور جورين  كنيسة "السيسنية" في ريف صافيتا.. أقدم الكنائس السورية على نهر الأبرش  مساهمات المجتمع المحلي.. دور مساند  في إطفاء لهيب الحرائق    معمل "الفيجة" أمام تحول جذري..  محمد الليكو لـ"الثورة": إنتاج 13 ألف عبوة في الساعة.. وحسومات تنافس...