قصص وحكايا متنوعة من زوايا حياتنا الاجتماعية تكشف أمراض المجتمع, وتتمحور حول موضوعات متعددة،تقدمها لنا القاصة إيمان مصطفى ليلا في مجموعتها الجديدة تحت عنوان (امرأة بلا قيود)بعينها اللاقطة ذات الحساسية العالية، وذاكرتها التي سجلت عبر شريطها كل ما مرت به من ألم ومعاناة وحب وأمل وتمن.
معظم قصص المجموعة كتبت بأسلوب واقعي فيه الكثير من الشفافية والمباشرة حيث يشعر القارئ أن الأحداث التي تسوقها لنا القاصة على لسانها هي من جسدت هذه الأحداث فعلا.. وواقعا..وتحديدا في قصة (زيدان وسمير… والقط الأسود).
تريد القاصة تقديم صورة جديدة لواقع المرأة, محاولة إظهارها قوية متصالحة مع نفسها،لا تقل أهمية عن الرجل،فالجانب الذكوري المقت لا يلحق الضرر بالمرأة فقط بل يطال الرجل، إضافة إلى أن طلاق المرأة في أغلب الأحيان يقع عليها دون أن تعرف سببه، نتيجة نزوة أو غير ذلك، لكن القاصة قدمته في قصتها على أنه حياة جديدة لا بد من الولوج إليها بقلب سليم وقوي سلاحه الأمل والحب.
القاصة مسكونة بالهم الاجتماعي في أغلب قصص المجموعة محاولة التصويب على عيوب المجتمع ومعالجتها وتعريتها بأسلوب قصصي محبب،كما في قصة (الساري الأرجواني أو ليلة اكتمال القمر) وقصة (بحيرة الأسرار).
إن مثل هذه القصص والحكايا الاجتماعية تعالج القيود التي تفرضها الظروف الحياتية،والتعبير عنها جاء هادئا واقعيا غير متوقع.
الملفت في المجموعة القصصية،حضور الأغنية في ثنايا السرد والحوار،كما جاء في قصة (مظلة) أعود إلى طفولتي حين كنا وقبل ذهابنا إلى المدرسة نتحلق حول مائدة الإفطار،والمطر يعزف نغمته على زجاج النافذة ليتمازج مع صوت فيروز وهي تشدو كما في كل الصباحات: «أديش كان في ناس ع المفرق تنطر ناس, ويحملوا شمسية» إلى أن تنتهي بقولها: «وأنا بأيام الصحو ما حدا ناطرني».
واستخدمت مقطعا غنائيا للمطربة صباح في نفس القصة «يا رب تشتي عرسان ليلحقني طرطوشي.
وأيضا استخدمت تقنية الأقوال المأثورة في قصصها «استغل لحظات الانتظار بالاستغفار».
استعمال هذه التقنيات يساعد المتلقي على المتابعة ومواصلة القراءة وعدم الشعور بالملل, لا بل يبعث في نفسه الفرح والسرور.
اللغة التي استعملتها القاصة عالية الشفافية وهي قريبة من لغة الشعر لما فيها من تكثيف، وهذا ما يساعد القارئ على التفاعل مع الحدث.
علاء الدين محمد
التاريخ: الاثنين 18-3-2019
رقم العدد : 16934