الأعمال التخريبية الخفية للندن في متناول الرأي العام.. «بي بي سي»: بريطانيا شكلت وحدة سرية لتزوير الوثائق وفبركة الأخبار مدة 30 عاماً
من جديد تتكشف أعمال لندن التخريبية والكذب والتزوير الذي مارسته حكوماتها ضد الآخرين في فترة الحرب الباردة وتصبح في متناول الرأي العام، مستخدمة لهذه الغاية جهازاً خاصاً يتبع لوزارة الخارجية البريطانية يتم تمويله بشكل سري بعيداً عن الرقابة القانونية والتشريعية في بريطانيا.
وكشفت الملفات الرسمية التي رفعت السرية عنها مؤخراً أن الحكومة البريطانية روجت مدة 30 عاماً خلال فترة الحرب الباردة لوثائق مزورة وأرسلتها لصحفيين لينشروها، وأن من قام بهذا العمل وحدة سرية خاصة في وزارة الخارجية أطلق عليها «قسم الأبحاث المعلوماتية».
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» نقلاً عن مؤلف كتاب «حرب الدعاية السرية لبريطانيا» بول لاشمر أن قرابة ألفي وثيقة من إنتاج القسم المذكور نقلت إلى الأرشيف الوطني البريطاني بداية العام الجاري، مؤكدة أن لاشمر كان ضمن فريق صحفيين كشف عام 1978 عن وجود «قسم الأبحاث المعلوماتية»، وأنه أوضح أن دور هذه الوحدة التخريبية السرية في تزوير وثائق رسمية تم الكشف عنه لأول مرة بعد رفع السرية عن أرشيفها.
وكان هذا القسم يوظف ما يتراوح بين 400 و600 شخص أثناء ذروة نشاطه في بداية الستينيات من القرن الماضي، وتضمن نشاطه عمليات في الخارج وتسريب معلومات لمراسلين وأكاديميين موجودين في لندن، وكانت لديه وكالة أنباء خاصة به، وتضم الملفات المنشورة قوائم للصحفيين المتعاملين معه.
كما كشفت الـ «بي بي سي» أن الوحدة حصلت على تمويل من خلال ما يسمى التصويت السري، أي إنها اعتمدت على أموال غير قانونية وغير خاضعة لرقابة البرلمان.
وكان من بين العمليات التي أشرفت عليها هذه الوحدة في الخارج، استغلال حادث مغادرة طلاب أفارقة بلغاريا التي كانت تابعة للكتلة الشرقية، على خلفية تمييز عنصري ضدهم.
وقامت وحدة «الأبحاث المعلوماتية» بتزوير بيان صحفي نسبته للاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي (WFYD)، وهي منظمة مدعومة من جهات شيوعية، ووزّعته على مئات الصحف وكتاب الرأي.
وجاء في البيان تعبيرات عنصرية ضد الطلبة الأفارقة، ما أثار موجة غضب واسعة، وبعد أسابيع من ذلك، تبرأ الاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي من البيان وأكد أنه مزور.
وأظهرت الوثائق أن الوحدة السرية زورت تصريحات نسبتها للمعهد الدولي للسلام في فيينا في عدة مناسبات، كما زورت ملصقات تابعة للاتحاد الدولي للطلاب، مستبدلة كلمة «الولايات المتحدة» بحروف صينية، بهدف تحويل حملة مناهضة للسلاح النووي في الولايات المتحدة إلى حملة معادية للانتشار النووي في الصين.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأربعاء 20-3-2019
رقم العدد : 16936