الريف والتنمية المستدامة

تعتبر التنمية الريفية جزءاً من عملية التنمية الشاملة، فالريف هو العمق الاستراتيجي للمجتمع لكونه سلة الغذاء السوري والمسؤول عن توفير الأمن الغذائي واليد العاملة.
لقد عانى الريف السوري الكثير بشكل عام خلال العقود الماضية جراء غياب التخطيط الإقليمي والتنظيم المبني على أسس ومعايير تنموية تلبي احتياجاته في خطط التنمية السابقة، وعدم وجود خطط واقعية على المدى القصير والمتوسط والبعيد وقلة الدعم المادي والخدمات والإمكانيات وسوء البنى التحتية، وضعف التسويق للمنتجات الزراعية وارتفاع تكاليف الإنتاج وضعف البنية الاستثمارية وقلة الموارد المالية والزحف باتجاه الأراضي الزراعية الأمر الذي أدى إلى تمدد السكن العشوائي غير المراقب على حساب الأراضي الزراعية وهجرة الكثير من الريف للمدينة نتيجة انخفاض وتدني مستوى المعيشة في الريف عنه في المدن.
إن أي استراتيجية للتنمية لا يمكن أن تكون فعالة ومثمرة ما لم تركز على تنمية الأرياف وتحسين وضع القاطنين فيها، لذلك لا بد من اعتماد خطة تنموية مستقبلية قابلة للتطبيق على أرض الواقع، وتبني مجموعة من الاستراتيجيات أبرزها التخطيط والتنظيم العمراني وتطوير قطاع التصنيع الزراعي وإقامة المعامل والمنشآت، وتحسين المستوى المعيشي ورفع كفاءة الخدمات وشبكات المرافق والبنية الأساسية وتطوير شبكة الطرق الثانوية بين القرى وتوسيعها وإعادة رصفها وربطها بالطرق الرئيسية، والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية في الأرياف وزيادة الإنتاجية الزراعية ورفع القدرة التنافسية والعمل على تهيئة البئية الاستثمارية المناسبة وتطوير النظام البيئي وتنمية القطاع الزراعي من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتوفير فرص عمل للحد من البطالة ومن هجرة الشباب من الأرياف للمدن واستصلاح الأراضي وتطوير المحاصيل الحقلية وتطوير الثروة الحيوانية.
إن التنمية المستدامة لا يمكن أن تكون قائمة بدون تنمية ريفية شمولية وهذا يتحقق من خلال وضع استراتيجيات ملائمة للتنمية الريفية المتكاملة، تعمل على تطوير التجمعات السكانية في المنطقة والاهتمام بالمشروعات الإنمائية، وإقامة مشاريع سياحية نظراً لما يتمتع به الريف السوري من مقومات تؤهله لذلك وتوزيع مختلف المشاريع التنموية وخاصة الصناعية بشكل متوازن بين القرى والمدن وجذب الاستثمار إليها واستغلال إمكانيتها من أجل تحقيق النمو الاقتصادي ورفع مستوى معيشة المواطنين ورفاهيتهم، والقيام بإعداد مسوحات شاملة لكافة الموارد والإمكانيات المتاحة وتطويع السبل الملائمة للاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية بما يضمن حسن استثمارها.
أروقة محلية
بسام زيود
التاريخ: الأربعاء 20-3-2019
رقم العدد : 16936

آخر الأخبار
صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة الهوية البصرية الجديدة لسورية من ساحة سعد الله الجابري بحلب