فوضى سياسية عارمة وحالة تخبط غير مسبوقة تشهدها المملكة المتحدة بسبب اتفاق «بريكست» وما خلفه من تجاذبات وانقسامات قد تدفع بالبلاد نحو المجهول, في وقت تتفاقم فيه الأزمة الحكومية ويزداد الضغط على رئيسة الوزراء تيريزا ماي لإجبارها على الاستقالة, وسط أنباء عن انقلاب وزاري يتم الإعداد له للإطاحة بها وتعيين رئيس حكومة مؤقت مكانها, خاصة بعد المظاهرات الحاشدة التي شهدتها مؤخراً المدن البريطانية للمطالبة بإجراء استفتاء جديد, والعريضة المليونية التي تدعو لإلغاء «بريكست», وذلك بعد يومين من إعلان قمة الأزمة التي عقدها قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل أن بريطانيا قد تغادر التكتل دون اتفاق في الـ 12 من نيسان المقبل.
حيث كشفت صحيفة صانداي تايمز البريطانية تقارير عن تحرك وزراء بريطانيين لعزل ماي من منصبها, وتعيين رئيس مؤقت للحكومة مكانها.
وأوضحت الصحيفة في عددها الصادر أمس أن 11 وزيراً على الأقل يخططون لمواجهة ماي والطلب منها تقديم الاستقالة بشكل طوعي في اجتماع حكومي مقرر اليوم, مشيرة إلى أن انقلاباً وزارياً كاملاً سيجري على الأرجح لاستبعاد ماي من رئاسة الحكومة، فيما نفت مصادر في مقر رئاسة الوزراء في داوننج ستريت تلك التقارير.
إلى ذلك نقلت الصحيفة عن وزير بريطاني رفض الكشف عن اسمه, أن النهاية أصبحت وشيكة بالنسبة لماي, وأنها ستغادر منصبها خلال عشرة أيام.
وأشارت الصحيفة إلى مناقشات جرت بين الوزراء في الحكومة حول المرشحين لاستلام منصب رئيس الحكومة المؤقت بمن فيهم نائبها ديفيد ليدينغتون ووزير الخارجية جيريمي هانت.
إلا أن ليدينغتون أعرب عن اعتقاده بأنه لا يريد أن يحل محل تيريزا ماي, وقال للصحفيين أمس: لا أعتقد أنني أريد أن أشغل مقعد رئيسة وزراء البلاد تيريزا ماي، وأظن أنها تقوم بعمل رائع. مضيفاً: إن الشيء الوحيد الذي يحد بالكامل من رغبتك وطموحك في القيام بذلك هو العمل الوثيق مع رئيسة الوزراء.
في غضون ذلك قال نواب بارزون في حزب المحافظين الحاكم إن ماي قد تحصل على دعم لصفقتها بشأن بريكست إذا وعدت بالتخلي عن منصبها.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن نواب في الحزب القول إنهم قد يدعمون على مضض اتفاق ماي إذا علموا أنها لن تكون مسؤولة عن المرحلة التالية من المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي.
وكان مئات الآلاف من البريطانيين نزلوا إلى شوارع العاصمة البريطانية، مطالبين بتنظيم استفتاء جديد بشأن خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي.
وقد بلغ عدد المتظاهرين مليون شخص، بحسب معلومات منظمي المسيرة.
وكتب فريق «صوت الشعب» على صفحته في تويتر: شكراً لمليون مشارك في المسيرة على تجمعهم هنا قادمين من كل أنحاء البلاد.
إلى ذلك قالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية إن عدد الموقعين على اتفاقية لإلغاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وصل إلى 5 ملايين شخص.
وأشارت الصحيفة إلى أن 4.8 ملايين شخص وقعوا على العريضة الإلكترونية الخاصة بإلغاء المادة 50 التي تحكم مفاوضات الخروج وتضع إطارها، ما يعني إلغاء البريكست نفسه.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 25-3-2019
رقم العدد : 16939