لن نبالغ إن قلنا إن موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الجولان السوري المحتل ونيّته الاعتراف بسيادة الكيان الإسرائيلي عليه، ليست إلا ارتدادا للهزيمة وفشل مشروعه الإرهابي في سورية، ومن باب الانتقام بمكان يؤلم دمشق كثيرا.
قرار ترامب بشأن الجولان السوري تساوي في حقيقة الواقع صفر قيمة، فالجولان المحتل باعتراف جميع القرارات الدولية ودول العالم أرض سورية، ومن حق الحكومة السورية، بل من واجبها استعادته بشتى السبل، وفي منظور المواطن السوري والحكومة السورية..الجولان على تخوم جبل العرب وسهول حوران، وجار حمص على ضفاف العاصي، وعروس البحر توءم اللاذقية وطرطوس، وهو درة الفرات كما دير الزور والرقة، وهو قلب سورية كما دمشق قلب العروبة النابض.
هو التاريخ يعيد ذات حالات المجون الغربي الاستعماري..لكن الظروف ليست ذاتها لتتحقق وتتقارب «نغريدة» ترامب «التويترية « بوعد بلفور، وإن كانتا في الشكل والهدف واحدة..يهب من لا يملك لمن لا يستحق».. فعام 1917 ليس ذاته عام 2019، والعين التي تود النظر بالعطف على الصهاينة لتهبهم الجولان السوري ستُقلع، ويد من يود التآمر في «إعطاء الجولان السوري للمساكين اليهود» ستقطع، ولن يكون الرد على تلك المؤامرة والجريمة إلا بتطبيق قول القائد المؤسس حافظ الأسد «سنجعل الجولان في قلب سورية» إلى فعل.
من سوء القدر أن تتحول كمية العهر والقذارة، إلى كتلة بشرية اسمها دونالد ترامب تتحكم بمصير الأمم، ليس لشيء إلا كون تلك الكتلة القذرة تترأس دولة تملك أكبر ترسانة إجرامية من المال والعتاد الحربي، حالة تحتم على المجتمع الدولي القيام بمبادرة، أو سابقة عبر التاريخ وهي طرح الحجر عليه في مجلس الأمن الدولي باعتباره كتلة بشرية تهدد السلم والأمن في العالم.
منـذر عيـد
Moon.eid70@gmail.com
التاريخ: الأثنين 25-3-2019
رقم العدد : 16939