هي دبلوماسية الهلع والخوف التي باتت تسيطر على منظومة الإرهاب برمتها، ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية رأس وعقل تلك المنظومة التي لفها وضربها التصدع والانهيار من كل أركانها، وبشكل قياسي وغير متوقع.
ضمن هذا السياق المتهاوي لأطراف الإرهاب نحو الجحيم، فإنه يمكن القول: إن قرار الرئيس ترامب الاعتراف بسيادة كيان الاحتلال على الجولان العربي السوري هو جزء من حالة الهستيريا التي تجتاح معسكر العدوان على سورية، وهو لا ينفصل بأي شكل من الأشكال عن الإستراتيجية الأميركية التي تجهد لجعل يد إسرائيل اليد العليا في المنطقة.
في التوقيت يبدو القرار الأميركي امتداداً وموازياً لسياسة التصعيد التي تنتهجها الإدارة الأميركية وشركاؤها وأدواتها في الإرهاب كجزء من محاولات الضغط على دمشق وحلفائها ضمن سياق تغيير قواعد الاشتباك والعبث بالواقع المرتسم على الأرض.
تبقى المعضلة الحقيقية في رفض العقل الأميركي حتى هذه اللحظة لفكرة تقبل الهزيمة أو على الأقل الاعتراف بها والاستسلام لمفاعيلها ونتائجها على الأرض، رغم إعلانه الصريح عنها وعلى لسان أكثر من مسؤول أميركي وغربي، وهو الأمر الذي لا يزال يدفعه الى ارتكاب الحماقات والإصرار على خيار التصعيد والتحشيد وإجهاض كل التفاهمات والاتفاقات والالتزامات الدولية.
صحيح أن مخاضات المشهد تبدو صعبة وعسيرة، إلا أنها لا تزال تخضع لتوقيت وقرار دمشق بما يوافق اللحظة التي قد تعلنها الدولة السورية في أي وقت لحسم الموقف وترتيب ولادة المرحلة المقبلة بملامح وعناوين تحاكي وتواكب صمود وانتصار هذا الشعب البطل.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 26-3-2019
الرقم: 16940