توسيع دائرة الإرهاب وحلقات العدوان على سورية هو ما يفتعله الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته بتصريحاتهم حول الجولان العربي السوري المحتل، ومحاولة إسقاط صفة الاحتلال الصهيوني عنه، في سعار أميركي صهيوني محموم لمحاولة تسجيل (انتصار) وهمي، بعد أن غطست رؤوسهم وتمرغت بالهزائم المتلاحقة في سورية منذ بدء الحرب الإرهابية عليها في 2011م، لذلك ليس مستغرباً أن يتزامن فتح مرحلة أخرى من العدوان على جبهة الجولان بشكل يتزامن مع توقيت بدء حرب التآمر هذه، والتي أفضت إلى خسارة مخططيها غالبية النقاط على الجبهات.
ومحاولة الانتشال الأميركي والصهيوني هذه من قاع السقوط المدوي والانكسار غير القابل للجبر على الأرض السورية لن تسير بعكازات مراسيم ترامب ولا بتوقيع عدواني ولا بتصريحات، فالأرض لأصحابها وهو ما يكتبه التاريخ وتحدده الجغرافيا، حيث لا مكان للمارقين من هوائها فالاحداث تؤكد أن عدّاً عكسياً سارع دورانه لإقصاء المحتل واستعادة الأرض المحتلة، وبحيث فتحت هذه الهيستريا الأميركية أبواب الجحيم على الصهيوني ووضعته في منتصفها، حيث المعادلات القائمة حالياً ترسم ملاحم الاستراتيجية المقبلة، وخطوات تصعيد الحمقى بدأت بحرق أصابع الواهمين بمحاولة التصيد فيما ليس لهم ولا من حقهم، وهم الذين تخيفهم عدة صواريخ وتقضّ مضاجعهم عملية مقاومة واحدة، أولم يستغث نتنياهو خوفاً وقلقاً بالقوات الأممية (الأندوف) الفارّة للعودة إلى أماكنها الفاصلة مع الجيش بعد أن تمزقت عناصره الإجرامية وتهاوت على أيدي رجال الجيش العربي السوري.
الجولان عربي سوري، وليبل ترامب ماء قراراته وهواء نفاقه وليشرب معه نتنياهو كؤوس هزيمة أخرى تنتظره قريباً من الجولان، حيث هذا الانحياز الأعمى والاعتداء الصارخ على الحقوق والشرعية والقرارات الدولية لن يثني سورية عن استعادة مرتفعات الجولان المحتلة، ولا عن التنازل عن شبر من سيادتها وحدودها، وهذا الإصرار السوري هو ما يقضّ مضجع نتنياهو ورؤوس مسؤولي الكيان الحامية، وتطمينات بومبيو وغراهام وبولتون مُسعّر الحروب وموقد نارها، ستذهب هباءً منثوراً.
على حلقتي التآمر هذه وقراراتهما ومعهما صمت الأعراب الخليجي المقيت، أن يدركوا أنهم عززوا ودفعوا جذوة المقاومة لمزيد من الجهوزية والعزيمة أمام الغطرسة والعنجهية، ليس فقط لاستعادة الجولان بل لما بعد الجولان، وعلى ترامب ونتنياهو المهتزين تحمل تبعات إرهابهم.
فاتن حسن عادله
التاريخ: الثلاثاء 26-3-2019
الرقم: 16940