ذاكــــرة وهويـــة

جاء في تعريفه بأنه يشكل «جميع الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية تعتبر جزءا من التراث الثقافي المتوارثة جيلا عن جيل» هو مايطلق عليه اصطلاحا التراث اللامادي والذي يميز الشعوب بما تحمله من إرث الأجداد وعاداتهم وقيمهم وفنونهم والعديد من الحرف التقليدية والطقوس الشعبية، وهي ماتشكل هويتها وذاكرتها التي تصل الأجداد بالأحفاد ويحكي تاريخها ويعبر عن جذور تمتد في عمق الزمان البعيد.
وبدهي أن نتوقف مليا عند تراثنا المادي منه واللامادي الغني والمتنوع وقد شهدنا ومازلنا، تلك الحرب الممنهجة التي استهدفت أول مااستهدفته تلك الآثار والأوابد التي أشبعتها تدميرا وتحطيما بغية القضاء على حضارتنا، وهذا يضعنا أمام مسؤوليات كبيرة في السعي حثيثا لإنقاذه وإنقاذ تراثنا اللامادي الذي في جله لايزال يقبع على شفاه كبار السن وصدورهم وهم يعانون مايعانون من الوهن الذي يجعلهم عاجزين عن الإفصاح به، مايتطلب جهودا مضاعفة لجمعه وصونه من الضياع لما يشكله من أهمية في تواصل الأبناء مع إرث الأجداد، ولأنه وقبل كل شيء هو ذاكرتنا وهويتنا التي نفاخر ونعتز بالانتماء لها.
واليوم إذ تتوجه الأنظار إلى الاحتفاء بالتراث اللامادي والسعي لإدراجه على قائمة التراث الإنساني العالمي بعد تسجيل أول عنصر فيه» خيال الظل» ومازالت حوالي 100 مادة تقف على قائمة الانتظار نجد من الأهمية بمكان أن تصاغ لأجلها استراتيجية وطنية تتضمن عددا من المشاريع التي تعنى بصون التراث اللامادي كإدراجه في المعاهد والجامعات، وتوعية الأطفال في المدارس تجاه هذا الإرث العريق وتنمية حس الانتماء لديهم في ظل زحف العولمة وتقنيات الحاسب والفضاءات المفتوحة، والتشجيع على الرحلات المدرسية لربط الطفل بماضيه وتراثه، وربما نجد في إنشاء مدينة تراثية تضم جميع المهن التقليدية والتي يقارب بعضها على الاندثار، مايحفظها ويصونها وتصبح قبلة للمهتمين والسائحين في القادم من الأيام.
ليس رفاهية بل حاجة وضرورة، الحفاظ على تراثنا وإحيائه، والمسؤولية تقع على الجميع، فهو ذاكرتنا وهويتنا وقيمنا، وعلامتنا الفارقة بين شعوب العالم أجمع.

فاتن دعبول
التاريخ: الثلاثاء 26-3-2019
الرقم: 16940

آخر الأخبار
إعزاز تحيي الذكرى السنوية لاستشهاد القائد عبد القادر الصالح  ولي العهد السعودي في واشنطن.. وترامب يخاطب الرئيس الشرع  أنامل سيدات حلب ترسم قصص النجاح   "تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها