لماذا يمتنع الشباب عن الزواج؟ الجواب لأسباب كثيرة، قد يكون أولها أنهم أصلا لا يفكرون به، لأنه يعني تأسيس بيت لأسرة فيها زوجة وأطفال، وهذا يحتاج لميزانية ودخل يغطي احتياجات البيت، ومن أين للشباب دخل يغطي تلك الاحتياجات.
نعلم جميعا أن رواتب الخريجين مهما كانت دراساتهم الجامعية، لا تتجاوز الخمسين ألف ليرة، هذا في حال كانوا محظوظين وتم تعيينهم في وظيفة حكومية، والحال ليس بأفضل في رواتب القطاع الخاص، أما بالنسبة للمشاريع الخاصة، فظروف الحرب حتى اللحظة تفرض نفسها، وشروط تأسيس المشروعات غير متوفرة الا لقلة قليلة، أما بالنسبة لتأمين السكن فإنه حلم صعب مؤلم اذا كان إيجارا ومستحيل إن كان ملكا، فالإيجارات تعادل راتب شهر حتى لو بالضواحي والأحياء المخالفة، ومن ليس له غير الراتب لن يجمع المبلغ المعلن وهو ثمانية ملايين لتكلفة البيت الشبابي.
إن مشكلة الزواج هي واحدة من مشاكل الشباب المتعددة، ولا يمكن حلها منفردة، أو بمعزل عن تحريك المجتمع والاقتصاد عموما، بسياسات ومشاريع وميزانيات تفسح المجال لهم بالمشاركة في المراحل الأولى من التخطيط الى التنفيذ، وفك احتكار العمل والمال لفئة قليلة لاتكون خياراتها بإعادة الاعمار للصالح العام.
إن الاهتمام بالشباب وإشراكهم يجب أن يكون أولوية في إعادة الاعمار، وإلا فتفكيرهم بالهجرة سيبقى هو الحل بالنسبة لهم، أو بحثهم عن حلول لن تكون بناءة، منها جذبهم نحو التطرف.
لينا ديوب
التاريخ: الثلاثاء 26-3-2019
الرقم: 16940