من تابع سياسات دونالد ترامب وقراراته منذ مجيئه للسلطة في أميركا وحتى اليوم يدرك حجم العنصرية والعدوانية التي يمثلها هذا الرئيس وحجم الغطرسة والاستهتار بكل القيم والأعراف والمبادئ والقوانين، حتى تلك التي قام عليها الدستور الأميركي ذاته والتي يفترض فيها العدل واحترام القانون وسيادة الدول الأخرى.
لذلك فإن قراره الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى الكيان الصهيوني ليس جديداً أو استثنائياً أو غريباً بل هو متوقع من هكذا شخصية تمثل عقلية مستهترة بكل القيم الأخلاقية والإنسانية والقانونية وتزدري الشرعية الدولية.
اعتدى ترامب بقراره المشؤوم على سيادة ووحدة الأراضي السورية وضرب بعرض الحائط كل ردود الفعل الدولية المستنكرة له، لكنه لم يدرك أن ما فعله لن يستطيع تغيير حقيقة واحدة وهي أن الجولان المحتل سيبقى سورياً وأن تحريره بكل الوسائل المتاحة وعودته إلى الوطن الأم هو حق للسوريين، وأن الأمر ينطبق على كل قراراته السابقة المشابهة ومنها الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة مزعومة للكيان الإسرائيلي الغاصب.
لم يدرك ترامب ومن خلفه أصحاب الرؤوس الحامية من المحافظين الجدد في أميركا أن مثل هذا القرار الذي يتناقض مع مبادئ الأمم المتحدة سيجعل السوريين أكثر إصراراً على تحرير أرضهم المحتلة من رجس الإرهاب الإسرائيلي والإرهاب المتطرف الذي يديره أقطاب منظومة العدوان بقيادة واشنطن.
وإذا كانت انتفاضة أهلنا في الجولان المحتل منذ عقود قد حققت نصراً حقيقياً على المحتل الإرهابي، وأفشلت مخططاته بفرض الجنسية الصهيونية، فإن السوريين ينتفضون اليوم رفضاً للقرار واستعداداً للتحرير مهما كلفهم من ثمن، وكما انتصروا على الحرب الإرهابية فإنهم منتصرون.
أحمد حمادة
التاريخ: الأربعاء 27-3-2019
رقم العدد : 16941