معروضــــات النســـــاء.. واقـــع فرض نفســـــه على الكثيـــــر من الأســـــر الســـــورية

شهدت الأيام الماضية عدداً من المعارض الخيرية والبازارات التسويقية التي رعتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لدعم السيدات المنتجات والتي أقيمت بالتعاون بين الهيئة السورية لشؤون الأسرة وصندوق الأمم المتحدة للسكان والسياحة وغيرها من الجهات الوطنية احتفالاً بمناسبة أعياد المرأة، فكان ذلك فرصة للقاء مع عدد من النساء المشاركات والوقوف على واقع هذه المشاريع الصغيرة وطبيعتها وما هي الفائدة المحققة لهن من قيام البازارات والمعارض؟
قراءة واقعية
عشرات السيدات المشاركات ضمن ما يسمى البازارات الخيرية، وذلك بهدف إيجاد مصدر دخل لهن بما يعزز قدراتهن للإنتاج والانخراط في المجتمع وخاصة النساء المعيلات وبحسب المشاركات من جمعية التميز التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وهي تعمل منذ عام 1957 باسم الرعاية الاجتماعية وصولا إلى المرحلة الحالية تحت عنوان مشروع التميز فإن الخدمات مقدمة لأمهات الأيتام وتتركز على تطوير المهارات من خلال الدورات المرتبطة بتأمين فرص عمل في جميع الأمور المهنية، وهذا التوجه ساعد عدد كبير جدا من المستفيدات وصلت الخدمات من خلالهن إلى 10 آلاف أسرة وما يزيد عن 20 ألف يتيم.
وأكدت سهى خضر أن البازارات فرصة للترويج للمنتجات التي تصنع في المنازل وهي جزء من عملية البحث عن لقمة العيش وعليه فهي تطالب بزيادة عدد البازارات ونقلها إلى عدة أماكن وتخفيض أجور المشاركة لأن المواد التي تستخدمها في تصنيع الإكسسوارات غالية الثمن.
وتحدثن المشاركات عن طريق جمعية نور للإغاثة والتنمية عن حرصهن للحضور وعرض أعمالهن بطريقة متقنة حتى يتقبلها الناس والتمكن من بيع أكبر كمية ممكنة، فهناك عدد كبير من النساء العاملات في مراكز الجمعية المختلفة والموزعة على مستوى دمشق وريفها والذي يحتضن كل منها 40 سيدة يقدمن منتجات صوفية وغذائية وخياطة، ويتم تسويقها عن طريق المعارض. وبينت داليا حبق من مركز صحنايا على أن تقديم الخدمات يتم من خلال شقين الأول يتعلق بعملية دعم المرأة وتمكينها من خلال دورات مهن يدوية والثاني تعليمي يقدم دورات في تعلم اللغات والبرامج الالكترونية وإعادة تدوير المواد وجميعها مجانية، مع المساعدة على القيام بمشروع صغير لمن تريد منهن ذلك، ويمكن القول :إن هذه المشاريع تقدم خدمات لحوالي 1000 مستفيدة في كل شهر. ولهذا فإن المعارض التسويقية والبازارات فرصة مناسبة لعرض وبيع هذه المنتجات التي أصبحت كثيرة جدا.
وأوضحت غادة الصفدي رئيسة جمعية رعاية الشهداء في السويداء: أن هناك مجالاً تسويقياً كبيراً لمنتجتهن لكونها تهتم بموضوع انتاج الخبز العربي والبلدي والمرشم والأكلات الشعبية، مشيرة إلى أن ريع هذه المشاركات تعود لأسر الشهداء والجرحى.
وبينت تغريد الباسط وهي مدربة في مركز سليم للدورات الخياطة أن جمعية تنظيم الأسرة السورية تشكل مركزا لدعم تنمية المرأة في عدة مجالات من خلال تعاونها مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التي تقدم البناء والموافقات من أجل التسويق وقد أعطت الوزارة مؤخرا زاوية بمجمع المزرعة بالسويداء لعرض المنتجات التي تصنعها النساء، مشيرة إلى أن مركز سليم يقدم دورات خياطة وخدمات طبية واجتماعية ونفسية وجلسات توعية على مدار الأسبوع بوجود اختصاصيات نفسيات واجتماعيات للحالات الخاصة بالإضافة للدورات التي تستمر حتى ثلاثة أشهر وبشكل مجاني. وهي مخصصة لجميع النساء المعيلات في المجتمع.
نسعى لتصريف المنتجات

الدكتور أكرم القش رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان بين في حديث للثورة
أن ما تشهده بعض المعارض وبازارات العمل الخيري وغيره من المشروعات المتناهية الصغر التي تعمل عليها الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وغيرها من القطاعات الأخرى ما هي إلا نتائج العمل التي تثمر على أرض الواقع ، من خلال تنفيذ البنود المتعلقة في الاستراتيجية الخاصة بتمكين المرأة فهناك بند خاص وبرامج خاصة بدعم النساء المعيلات لأسرهن ،بما فيهم أسرة الجريح والشهيد.
وهذا ما يتم العمل عليه على عدة مراحل تبدأ من مرحلة التدريب والتأهيل من خلال تعاون وتنسيق الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان لهذا العمل مع أكثر من جهة ،لافتا أن البازار الخيري ما هو إلا نتيجة جهد وتدريب وتأهيل لدعم المهن الحرفية للنساء سواء كانت غذائية أو أعمال يدوية أو حرف مهنية أخرى.
ونحن كهيئة أسرة يقول الدكتورة القش نساعد هؤلاء النساء على العمل من خلال الجمعيات التي يعملن بها وعلى تصريف منتجاتهم الخاصة، لأنهن لا يستطعن البحث عن هذه الأسواق بمفردهم وليس لديهن القدرة على دفع مبالغ كبيرة لقاء عروضهن، لذلك نحاول مع كافة الجهات المعنية وصندوق الأمم المتحدة للسكان أن يوفر لهن الأماكن المناسبة بشكل مجاني لبيع منتجاتهم بما يساعد ويرد عليهم بمبالغ ،وبنفس الوقت هو ترويج لبضائعهم ،خاصة وأن هناك أنماطاً مختلفة من الانتاج التي تمكن النساء من كسب رزقهم بشكل لائق.
وحول الاستراتيجية التي سبق وأعلنت عنها هيئة الأسرة وتضم ثلاثة عشرة محورا أوضح الدكتور القش أنها عبارة عن برامج تمكينية من ضمنها دعم النساء المعيلات وهذه لها برامج مرحلية تنتهي عام ٢٠٢٠ وبرامج أخرى تنتهي عام ٢٠٢٥ وصولا إلى عام ٢٠٣٠.
ومن ضمن البرامج الاسعافية المستعجلة تلك المتعلقة بتمكين النساء اقتصاديا لتأهيلهم وإعادة تدريبهم وإكسابهم الخبرة وكيفية الدخول بالعملية الإنتاجية بدءا من الأعداد للمشروع وانتهاء بتسويق منتجاتهم الذي تعمل عليه أكثر من جهة «كوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل من خلال مشاريع إنتاجية خاصة ،هيئة المشروعات الصغيرة ،وزارة الزراعة ونحن كهيئة نحاول أن ننسق بين جميع الجهات في اطار دعم المرأة سواء كانت المرأة الريفية أو المرأة في المدينة.
وفي تصريح سابق لها أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة ريما القادري أن مشاركة النسوة السوريات في البازارات هي رسالة حضور للمرأة السورية وإصرار على المشاركة في بناء أسرتها ومجتمعها وتأكيدا على أنها مستمرة بالعطاء رغم ما تتعرض له مبينة أن البازار يجسد آلية التمكين التي تسعى الوزارة إلى تكريسه من خلال برامجها لتشجيع النساء على العمل المنتج بالتعاون مع منظمات دولية بحيث يتمكن من تأسيس أعمالهن الخاصة وإعالة أسرهن وخاصة المتضررات منهن واللواتي بحاجة الى دعم وتأهيل بغية إعادة دمجهن بالمجتمع.
مستويات خدمية
وباعتبار أن صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية هو شريك في غالبية هذه البارازات فقد كارين دادوريان ممثل الصندوق أن الهدف من هذه الفعاليات، هو ضمان المساواة بين الجنسين وضمان حقوق النساء والوصول إلى الفرص المتساوية وهي من أهم مهام صندوق السكان لضمان وصول أمن في كل المجالات التي تضمن المساواة بالفرص في مناحي الحياة، معتبرا أن الدول التي عملت في دعم مشاريع الصغيرة للنساء وللأسر بشكل عام هي التي أثبتت النجاح، وهذا يأتي ضمن مسؤولية الجميع من الرجال والنساء والحكومات والمنظمات الدولية والمؤسسات.
مشيرا إلى عدة مستويات يتم العمل من خلالها بالتنسيق مع الحكومة السورية وبالتشارك مع صناع القرار والمنظمات المحلية، منها الدراسات التي تضمن فرص العمل والمساواة بين الرجل والمرأة ومنها العمل على تمكين النساء من خلال التدريب المهني وتقوية اللغات لضمان فرص عمل في المجتمع، ومنها تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية والدعم النفسي، بالإضافة إلى العمل على مستوى الشباب والفتيات الصغيرات وتقديم فرص التعلم لهم للحماية من الدخول إلى سوق العمل مبكرا. مشيرا إلى تقديم الخدمات إلى آلاف النساء المستفيدات في كافة المحافظات السورية من خلال 36 مركزا لتقديم الخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية والتدريب المهني بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ومن خلال عيادات ثابتة تقدم خدماتها بشكل يومي وعيادات متنقلة وجوالة تصل إلى جميع الأماكن.
قنوات تصريفية أخرى

أعرب عدد من المشاركات في بازارات مختلفة عن أملهن بأن يسهم البازار في تصريف أعمالهن التي جلها مستوحى من التراث السوري لكونهن يقمن بإعالة أسر، وبنفس الوقت طالبن بإيجاد قنوات أخرى تضمن لهن عمليات البيع دون وسيط، وخاصة المنتجات ذات التكلفة العالية والتي تحتاج للكثير من الوقت والجهد والمواد الأولية مرتفعة الثمن.

غصون سليمان ..ميساء الجردي
التاريخ: الخميس 28-3-2019
الرقم: 16942