أميركا أنهت دورها كوسيط للسلام.. وأدخلت المنطقة والعالم في أتون التصعيد والمواجهة.. الجعفري أمام مجلس الأمن: الجولان أرض سورية ستعود.. شاءت إسرائيل أم أبت.. سواء حمتها أميركا أم لا..
جدد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري إدانة الجمهورية العربية السورية الإعلان غير الشرعي الصادر عن رئيس الولايات المتحدة الأميركية بتاريخ 25 آذار الجاري، بخصوص الوضع القانوني للجولان العربي السوري المحتل.
وأشار الجعفري خلال جلسة مجلس الأمن الدولي أمس إلى أن سورية تعتبر تلك الورقة التي وقَّعها الرئيس ترامب في ذلك اليوم، وأهداها لرئيس وزراء سلطة الاحتلال الإسرائيلي، مجرد تصرفٍ أحادي الجانب صادرٍ عن طرفٍ لا يملك الصفة ولا الأهلية السياسية ولا القانونية ولا الأخلاقية، ليُقرِّر مصائر شعوب العالم أو ليتصرَّف بأراضٍ هي جزء لا يتجزأ من أراضي الجمهورية العربية السورية.
وأضاف الجعفري: إن خطورة مثل هذه الممارسات الأميركية تتمثَّل في أنها تعكس جنوحاً خطيراً وأعمى غير مسبوق لدى الإدارة الأميركية الحالية، نحو تقويض القانون الدولي وإهانة الأمم المتحدة والضرب عرض الحائط بكل المرجعيات والإرث القانوني والقرارات التي صدرت عن هذا المجلس وعن الجمعية العامة، بخصوص الصراع العربي – الإسرائيلي، وحتمية إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي العربية المحتلة وانسحابها منها حتى خط الرابع من حزيران 1967.
وتابع الجعفري بالقول: لقد أقرَّ مجلس الأمن في قراره رقم497 (1981) بأن الجولان هو أرضٌ سوريةٌ محتلة، وأن أية إجراءات تتخذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على هذه الأراضي المحتلة لاغيةٌ وباطلة وليس لها أي أثرٍ قانوني. ويعلم الجميع في هذا المجلس، بما في ذلك الوفد الأميركي الدائم، أن عملية السلام في الشرق الأوسط انطلقت في العام 1991 استناداً إلى القرارات 242 (1967) و338(1973) و497 (1981)، التي نصت جميعها على عدم شرعية احتلال أراضي الغير بالقوة، وعلى عدم الاعتراف بأي سلطة أو سيادة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على أيٍ من الأراضي التي احتلتها منذ الخامس من حزيران 1967، وعلى ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لهذه الأراضي، كشرطٍ أساسي لإحلال السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط ، وهي مرجعيات قانونية لم تنكرها أي من الإدارات الأميركية السابقة.
وأضاف: كما قلتُ لكم – أيها السادة – فإن ورقةً يُوقِّعها الرئيس الأميركي ويُهديها مع قلمٍ لبنيامين نتنياهو، وأمام أنظار العالم، هي مجرد تصرفٍ أحادي الجانب لا قيمة قانونية ولا سياسية له.. لكن هذا التصرف الأحادي هو في الوقت ذاته، إقرارٌ واضح بأن الإدارة الأميركية لم تعد تُقيم وزناً للأمم المتحدة، وأنها سحبت موافقتها واعترافها بقرارات الشرعية الدولية، بل وأكدت اليوم رفضها وتصديها لجهود إحلال السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط وفي العالم. وبالتالي، فقد أنهت دورها كوسيط في أية عملية لإحلال السلام في الشرق الأوسط ، وأدخلت المنطقة والعالم معها في أجواء التصعيد والمواجهة.
صفعة مدوية على وجه العالم بأسره
وأكد الجعفري أن الإعلان الأميركي الرسمي يُشكِّل محكاً ومفترق طرقٍ مصيرياً أمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.. فهو – أي الإعلان الأميركي – إما أن يكون صفعةً مدويةً على وجه العالم بأسره، أو أن يكون تحدياً تاريخياً حقيقياً للأمم المتحدة، ولمجلس الأمن، باعتباره المعني الأول بصون السلم والأمن الدوليين، من أجل الدفاع عن الشرعية الدولية، وعن أحكام الميثاق، وعن المرجعيات والإرث القانوني الدولي المتراكم عبر العقود، والقائم على رفض الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي للجولان وإدانته والدعوة إلى إنهائه بشكلٍ لا رجعة عنه.
وقال الجعفري: إن الجمهورية العربية السورية تُقدِّر عالياً المواقف الدولية والأممية التي صدرت في أعقاب هذا الإعلان السافر الذي صدر عن الإدارة الأميركية، وتشكر في الوقت ذاته الدول التي دعمت عقد هذه الجلسة المهمة، وهي ترى في البيانات والمواقف التي صدرت عن أغلبية حكومات دول العالم، خطوةً مهمة وجدية أثبتت للرأي العام العالمي عزلة الجانبين الأميركي والإسرائيلي، وخروجهما عن الشرعية الدولية، وتهديدهما المباشر للسلم والأمن الدوليين.
وأضاف الجعفري: لقد أخلَّت الولايات المتحدة الأميركية، بهذا الإعلان غير الشرعي الصادر عن رئيسها، بواجباتها والتزاماتها تجاه أحكام الميثاق ومبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وهي العضــــو الدائــم في مجلس الأمن.
وتابع: هنا، وبما أن الوفد الأميركي يحلو له في بياناته أن يتحدث في موضوع المساءلة عن خرق القانون الدولي، فإن السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه بقوةٍ صادمةٍ اليوم هو: من سيُسائِل الإدارة الأميركية عن خرقها لقرارات مجلس الأمن 242 و338 و497؟ أليس مطلوباً من منظومة الأمم المتحدة أن تتصدى لهذا الانتهاك الجسيم لقراراتها ومرجعياتها، من خلال استرداد دورها وولايتها القانونية التي كانت مختطفةً ومصادرة من قبل الجانب الأميركي، من أجل تطبيق قرارات مجلس الأمن 242(1967) و338(1973) و497(1981)؟
السوريون ينظرون لأميركا
كدولة عدوة خارجة عن القانون
وأشار الجعفري إلى أن الشعب العربي السوري ينظر اليوم إلى الولايات المتحدة الأميركية، على أنها دولةٌ عدوةٌ خارجة على القانون تحتل جزءاً من أراضيه، بعد أن ساهمت بشكلٍ مباشر في قتل الآلاف من السوريين وفي تدمير البنى التحتية والاقتصاد والمقدرات الوطنية السورية، سواء عبر دعم الإرهاب، وفرض الحصار الاقتصادي أو عبر العدوان العسكري المباشر، حين قادت ما يسمى زوراً «التحالف الدولي لمحاربة داعش». والشعب السوري يرى اليوم في الورقة التي وقَّعها الرئيس ترامب تهديداً للسلم والأمن الدوليين، ومحاولةً فاشلة للتلاعب بالتاريخ والجغرافيا، لأن الرئيس الأميركي والمتطرفين من المحافظين الجدد في إدارته، اعتقدوا خطأً أن فرض الحرب الإرهابية على سورية كفيلٌ بكسر إرادة هذه الأمة، أو أن ثماني سنوات من مواجهة الإرهاب والتطرف قد غيرت من أولويات سورية، بشعبها وحكومتها وجيشها…
وأضاف الجعفري: إن السؤالٍ الموجَّه إلى الضمير الإنساني، وإلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وإلى من يتطلَّع إلى العام 2030 من أجل تحقيق تنميةٍ مستدامة لا يتخلَّف فيها أحدٌ عن الركب: هل تمعَّنتم جيداً في العواقب الحقيقية لخرق الولايات المتحدة الأميركية، الدولة دائمةِ العضوية في هذا المجلس، لالتزاماتها بموجب قراراته؟ وهل أدركتم الأسباب الحقيقية من وراء نقض إدارة الرئيس ترامب لاتفاقاتٍ ومعاهداتٍ دولية كانت تسعى إلى ضمان الاستقرار الدولي، ومن وراء انسحابها من مجالس وهيئاتٍ أممية ودولية، مثل مجلس حقوق الإنسان واليونسكو، ومن وراء وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»؟
وقال: إن الإدارة الأميركية تسعى اليوم لحماية سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من خلال تشتيت الانتباه عن المخاطر الحقيقية التي يتعرَّض لها السلم والأمن الدوليين بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلال خلق صراعاتٍ قائمة على أسس مذهبية وطائفية وهمية خطيرة، قد تتسبَّب بإطالة أمد حالة عدم الاستقرار في تلك المنطقة، أو بخلق حروبٍ وفوضى يصعب مواجهة عواقبها والسيطرة عليها…
نحن نُقدِّم اليوم توصيفاً واقعياً لا جدل فيه، فأنتم تعلمون جميعاً أن من يحترف اصطناع وتغذية الحروب والصراعات في العالم، هو طرفٌ لا يحترم القانون الدولي، ولا يمكن أن يؤتمن على مسؤولية صون السلم والأمن الدوليين، ولو أن مجلس الأمن تصدى منذ اللحظة الأولى لغزو وتدمير العراق، لما وصلنا إلى هذا الحالة غير المسبوقة من ازدراء القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بصون السلم والأمن الدوليين… وبالنتيجة، فإن تخاذل الأمم المتحدة عن مواجهة هذا الموقف الأميركي الخطير، لن يترك أمام الدول والشعوب الرازحة تحت الاحتلال إلا إعمال مبدأ «ما أُخذ بالقوة لا يُستردُّ إلا بالقوة».
الجولان لنا.. وسيعود لنا
وختم الجعفري بالقول: إن رسالة الجمهورية العربية السورية، بشعبها وقيادتها، إلى الجانب الأميركي والإسرائيلي هي: «إن الجولان العربـــي السوري لنا وسيعود لنا، وإياكم أن تظنوا واهمــين بأن أرضنا يمكن أن تكون يوماً جزءاً من صفقة لعينة وخبيثة، أو حجراً في لعبة انتخابية تتبادلون من خلالها الدعـــــم، مـــن أجل أن ينجح المتطرفون في إسرائيل، وتحصل الإدارة الأميركية في المقابل على تأييــــد مجموعات الضغط الإســرائيلية في الولايات المتحدة».
أما إذا أرادت الإدارة الأميركية أن تُظهر الكرم للإسرائيليين، فلا تتطاولوا على ما لا تملكون، وبلادكم واسعة ومترامية الأطراف فلتتنازلوا عن ولاية أو ولايتين من الولايات الأميركية للإسرائيليين، ما دمتم حريصين على رضاهم عنكم.
وكان الجعفري بدأ بيانه بقراءة جزءٍ من رسالةٍ وصلته قبل قليل من انعقاد الجلسة موجَّهة إلى مجلس الأمن من طفلةٍ سوريةٍ جولانية، واقتبس: «أنا الطفلة دمشق عماد المرعي، عمري ١٠ سنوات، من أهالي الجولان السوري المحتل من بلدة مجدل شمس، وُلدت تحت الاحتلال الإسرائيلي، أقول للعالم: إن مستقبلنا نحن أطفال الجولان السوري المحتل لن يُحدّده ترامب أو كيان الاحتلال، بل تاريخنا وحاضرنا وأحلامنا الطفولية البريئة التي نحياها فوق تراب الجولان المحتل، أرض آبائنا وأجدادنا، وسيبقى حلمنا الحرية والعودة إلى حضن وطننا الغالي سورية الحبيبة».
وأشار الجعفري إلى أنه في الوقت الذي نجتمع فيه لمناقشة إعلان ترامب غير الشرعي بشأن الجولان السوري المحتل شن طيران الاحتلال الإسرائيلي عدوانا جويا على المنطقة الصناعية شرق حلب وتصدت دفاعاتنا الجوية للعدوان وأسقطت عدداً من الصواريخ المعادية.
رداً على مندوب كيان الاحتلال الإسرائيلي: البديل الوحيد استعادة الجولان بالقوة
وفى رده على مندوب كيان الاحتلال الإسرائيلي قال الجعفرى:إن 14 مندوبا من أصل 15 في مجلس الأمن باستثناء الأميركي رفضوا الخطوة الأميركية لأنها تخالف احكام قرارات مجلس الامن 242 و338 و497 وهذا درس مهم يجب أن يفهمه مندوب كيان الاحتلال، فأغلبية الأعضاء قالوا له ولمن يحميه إن هذا السلوك الأرعن خاطئ وضم أراضي الغير غير قانوني ويخالف أحكام الميثاق وقرارات مجلس الامن.
وأوضح الجعفري أن سورية كانت منخرطة في عملية السلام لكن يبدو أن مندوب الكيان الاسرائيلي لا يعرف أن رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق اسحق رابين سلمنا عبر وزير الخارجية الأميركي الأسبق وارن كريستوفر رسالة خطية مكتوبة «وديعة رابين» يقر فيها بأن الجولان ارض سورية بحدود الرابع من حزيران عام 1967 وكانت النتيجة انه تم اغتيال رابين لأن كيان الاحتلال الإسرائيلي لا يريد السلام، ولو كان يريده لكنا توصلنا إليه خلال ولاية الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون.
وأكد الجعفري أن الجولان ارض سورية شاءت إسرائيل أم أبت وسواء حمتها أميركا أم لم تحمها، وعندما تتهرب إسرائيل من السلام فإن البديل الوحيد سيكون استعادة الجولان بالقوة.
المندوب الروسي:
النهج الأميركي محكوم بالفشل
كما أكدت روسيا أمام مجلس الأمن الدولي رفضها للخطوات الأميركية الأحادية الجانب بشأن الجــــولان، مشددة على أن موقفها لا يزال ثابتا بالتطابق التام مع القانـــون الدولي.
وقال نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف خلال الجلسة: إن اعتراف الولايات المتحدة «بسيادة» إسرائيل على الجولان انتهاك للقانون الدولي ويتعارض مع مبدأ السلام مقابل الأراضي.
وحذر من أن القرار الأميركي سيزعزع الاستقرار بالمنطقة، داعيا الولايات المتحدة إلى التخلي عن نهجها الرامي إلى إعادة النظر في القانون الدولي، مؤكدا أن هذا النهج محكوم عليه بالفشل، ولا يغير القرار الأميركي حول الجولان السوري المحتل وضعه القانوني.
وفي جلسة صباحية للمجلس.. الجعفري: قرار ترامب محاولة لتكريس الاحتلال الإسرائيلي.. ويكشف حقيقة مخطط استهداف سورية
وكان الجعفري قد أكد أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الجولان السوري المحتل كشف حقيقة المخطط الموجه ضد سورية بشكل خاص والمنطقة بأكملها والرامي إلى نشر الفوضى والدمار في المنطقة وتكريس واقع جديد على غرار مخطط سايكس-بيكو ووعد بلفور.
وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن أمس حول الوضع في سورية إن سورية أكدت منذ اليوم الأول للحرب الإرهابية التي شنتها بعض الدول عليها بأن الهدف الأساس من هذه الحرب هو تكريس الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وضمان استمراره وفق أجندة تقودها الولايات المتحدة، مؤكدا أن إعلان ترامب بشأن الجولان السوري المحتل أثبت ما كانت سورية تقوله دوما وكشف حقيقة المخطط الموجه ضدها بشكل خاص والمنطقة بأكملها.
وأوضح الجعفري أن الإدارة الأمريكية وحلفاءها وأدواتها في المنطقة لم يتركوا أي وسيلة غير أخلاقية وغير شرعية إلا استخدموها لخدمة أجنداتهم الرامية إلى نشر الفوضى والدمار في منطقتنا والعمل على تقسيمها لتكريس واقع جديد على غرار ذاك الذي فرضه المستعمرون السابقون في سايكس-بيكو ووعد بلفور وكل ذلك تحت ستار أفكار ونظريات شاذة روج لها بعض سياسييهم حول «الفوضى الخلاقة» و»الشرق الأوسط الجديد».
دول المخطط الاستعماري الجديد استخدمت كل وسائل الإرهاب
وبين الجعفري أن دول المخطط الاستعماري الجديد وفي سعيها لتحقيق تلك المخططات أخرجت كل الأسلحة التي في جعبتها والتي تراوحت بين تشويه الأديان وتشجيع تيارات المغالاة والتطرف والتكفير فيها وممارسة الضغط السياسي والتضليل الإعلامي وترافق ذلك مع تجميع وحشد ودعم الإرهابيين الأجانب وتنظيمهم في كيانات إرهابية متعددة التسميات والولاءات أبرزها تنظيما داعش وجبهة النصرة الإرهابيان وشن اعتداءات انفرادية تارة وثلاثية تارة أخرى على الأراضي السورية وكذلك من خلال «التحالف الدولي» غير الشرعي الذي ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين علاوة على فرض إرهاب اقتصادي جسدته التدابير القسرية أحادية الجانب وكل ذلك بهدف إضعاف الدولة السورية ومؤسساتها.
وأشار الجعفري إلى أن التحالف غير الشرعي الذي غزا العراق عام 2003 أسفر عن ظهور «الزرقاوي» متزعم تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق ومن بعده «البغدادي» متزعم تنظيم «داعش» الإرهابي بينما أسفر التحالف غير الشرعي ضد سورية عن ظهور شخصية إرهابية أخرى هي «الجولاني» متزعم تنظيم جبهة النصرة الإرهابي وبطبيعة الحال فإن بغداد والجولان بريئتان من هؤلاء الإرهابيين وممن يشاطرهم فكرهم الظلامي التكفيري، لافتا إلى أن مخابر البنتاغون ابتدعت شخصية اسمها البغدادي لكي تسيء لبغداد الحضارة والتاريخ بعد غزوها وتدميرها وابتدعت شخصية الجولاني للإساءة لسورية وللجولان السوري المحتل.
وأشار الجعفري إلى أن الأمر لم يقتصر على ذلك حيث وظفت حكومات الدول المعادية لسورية الوضع الإنساني والمعاناة الكبيرة التي تسببت بها ممارساتها العدائية لتشويه صورة الحكومة السورية وجهودها لدعم وتمكين السوريين من تجاوز الأزمة، مبينا أن هذه الممارسة مستمرة وتتجلى بأحد أوجهها في استمرار احتجاز القوات الأمريكية والتنظيمات الإرهابية التابعة لها آلاف المهجرين منذ 1791 يوما داخل مخيم الركبان في منطقة التنف المحتلة دون أي اكتراث بمعاناة هؤلاء وأوضاعهم المعيشية الكارثية التي عاينتها الأمم المتحدة بنفسها وأجرت استطلاعا داخل المخيم تبين بنتيجته أن 95 بالمئة من قاطنيه يريدون مغادرة المخيم والعودة إلى قراهم ومدنهم فلماذا يستمر الأمريكيون باحتجازهم في الركبان.
وأوضح الجعفري أن الحكومة السورية اتخذت الإجراءات اللازمة لإجلاء محتجزي مخيم الركبان وإنهاء معاناتهم وهي تطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالضغط على الجانب الأمريكي للسماح لقاطني المخيم بحرية الحركة وضمان أمن وسلامة الطواقم الإنسانية ووسائل النقل التي ستعمل على إنهاء معاناة المدنيين وتفكيك المخيم كما تطالبهما بإلزام القوات الأجنبية غير الشرعية بالانسحاب الفوري وغير المشروط من الأراضي السورية.
العملية السياسية
بقيادة وملكية سورية
وجدد الجعفري التأكيد على استعداد سورية للاستمرار بالتعاون مع المبعوث الخاص للأمين العام غير بيدرسون لإنجاح مهمته بتيسير الحوار السوري-السوري للوصول إلى حل سياسي يحقق مصلحة السوريين ويحافظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدتها أرضا وشعبا ويؤدي إلى القضاء على الإرهاب وإنهاء الوجود الأجنبي غير الشرعي على أراضيها، كما تشدد على أن العملية السياسية يجب أن تتم بقيادة وملكية سورية فقط وأن الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلده وأن الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي بحت يقرره السوريون أنفسهم دون أي تدخل خارجي وذلك وفقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسورية.
وأكد الجعفري أن رهان كيان الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية على استثمار الحرب الإرهابية والسياسية والاقتصادية التي شنت على سورية طيلة ثماني سنوات لإضعافها وتقليص دورها العربي والإقليمي والإسلامي هو رهان ثبت خطؤه.
وردا على المندوب الأمريكي قال الجعفري إن واشنطن تفرض إجراءات اقتصادية قسرية أحادية الجانب على سورية تسببت بمعاناة ملايين السوريين كما تفرض إجراءات مماثلة على من يساعدها وآخر ما تفتقت عنه ذهنيتها إصدار مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية /اوفاك/ تعميما جديدا يهدد السفن التي تنقل مساعدات إلى سورية بالحظر بينما يتباكى المندوب الأمريكي على الوضع الإنساني للمهجرين للسوريين الذين تحتجزهم قوات بلاده المحتلة في مخيم الركبان وتمنعهم من المغادرة فأي نفاق هذا.
وبين الجعفري أن «التحالف الأمريكي» غير الشرعي يقوم بنقل متزعمي تنظيم «داعش» الإرهابي إلى مخيمات يشرف عليها بهدف استثمارهم لاحقا في أماكن أخرى متسائلا: هل يستطيع المندوب الأمريكي الإجابة عن سؤال أين متزعمي «داعش» الإرهابي إذا كان هذا التنظيم انتهى حقا وأين البغدادي وعصابته ولماذا لا يتم تسليط الضوء على الإرهابيين الذين تم اعتقالهم أم أن واشنطن تعتزم إعادة استثمارهم وإرسالهم الى جبهات جديدة في أماكن أخرى، مشيرا إلى أن ما يحصل في سورية هو مخطط خطير تشرف عليه الولايات المتحدة وهذا ما أكده رئيس وزراء مشيخة قطر السابق حمد بن جاسم حيث أقر بأنه تم صرف مبلغ 137 مليار دولار لتدمير سورية بتعليمات من واشنطن.
ادعاء المندوب الأميركي كاذب
ولفت الجعفري إلى أن ادعاء المندوب الأمريكي حول الطفل السوري ايلان بأنه تم قتله وحرقه في بداية الأزمة كلام كاذب فالطفل غرق على الشواطئ التركية بفعل عصابات التهريب التركية التي كانت تضع في كل زورق 300 راكب بدلا من 50 ولذلك كان الناس يموتون في البحر المتوسط أما بخصوص الطفل عمران فالجميع يعلم أنه ظهر على الصفحة الأولى من صحيفة نيويورك تايمز وكان الاتهام بأن الجيش العربي السوري هو الذي قصف حلب وأحرق الطفل ثم تبين لاحقا أن كل هذا الكلام كذب حيث ذهب الطفل مع أبيه إلى لاهاي وجنيف وقال إنه تم إرغامه على الظهور بهذا المظهر بعد أن لونوا وجهه بالأحمر وأخبروه ماذا يجب عليه أن يفعل ثم قدم الطفل وأبوه شهادتين بأن هذا الكلام كذب وأن كل ما قيل كان تمثيلية ومسرحية.
نيبينزيا: الإرهابيون يحضرون
لهجوم كيميائي جديد بإدلب
بدوره حذر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا من أن تنظيم جبهة النصرة ومنظمة الخوذ البيضاء الإرهابيين في محافظة إدلب يحضران لهجوم كيميائي جديد، مشيرا إلى أن الوضع في المحافظة خطير ولا يمكن السكوت عنه.
وبين نيبينزيا خلال الجلسة أن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي يسيطر على 90 بالمئة من أراضي إدلب ويواصل استهداف الجيش السوري والمدنيين ويشكل تهديدا لدول المنطقة.
وأشار نيبينزيا إلى أن الإرهابيين استخدموا مؤخرا مواد كيميائية في قصف المدنيين بريف حماة الشمالي وأن هناك معلومات حول تحضير تنظيم جبهة النصرة ومنظمة الخوذ البيضاء الإرهابيين في محافظة إدلب لهجوم كيميائي جديد ولا يمكن القبول بذلك.
وجدد نيبينزيا التأكيد على ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية التي تحتل مناطق في سورية لافتا إلى أنها تعقد الوصول إلى حل سياسي للأزمة فيها.
وبخصوص الأوضاع في مخيم الركبان شدد نيبينزيا على أن الوضع في المخيم كارثي بسبب منع قوات الاحتلال الامريكية المهجرين السوريين الذين تحتجزهم فيه من مغادرته، مشيرا إلى أن الحكومة السورية فتحت ممرات إنسانية لإخراجهم لكن القوات الأمريكية تمنع ذلك.
وأوضح نيبينزيا أن معظم المهجرين السوريين يرغبون بالعودة إلى وطنهم والحكومة السورية هيأت الظروف اللازمة لذلك لكن بعض الدول تواصل تسييس هذه القضية ووضع العراقيل أمام عودتهم، داعيا إلى رفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية لتسببها بمعاناة السوريين وتعارضها مع منطق العمل الإنساني.
دمشق – الثورة
التاريخ: الخميس 28-3-2019
رقم العدد : 16942